هآرتس تتساءل: ماذا لو ترشح “ترامب العبري” لرئاسة وزراء “القبح الإسرائيلي”؟

الأحد 08 نوفمبر 2020 09:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس تتساءل: ماذا لو ترشح “ترامب العبري” لرئاسة وزراء “القبح الإسرائيلي”؟



القدس المحتلة /سما/

هآرتس - بقلم: جدعون ليفي  "أول أمس وفي الصف الطويل على توزيع “إسرائيل اليوم” في رمات افيف ج، تحدث هؤلاء الأغنياء عن الخسارة الواضحة. “لقد أكلناها” قال أحدهم بغضب، والباقي هزوا برؤوسهم موافقين. يوم أسود لإسرائيل: خسر ترامب في الانتخابات. ليس هنالك دولة أخرى على الكرة الأرضية باستثناء الفلبين ونبراسكا، حزنت بهذا القدر على سقوطه. استطلاع لمعهد “متافيم” أظهر دعم 70 في المئة من الإسرائيليين لترامب، وثمة استطلاع علمي لمعهد “بيو” أظهر نتائج مشابهة. في حين أن مواطني غرب أوروبا كرهوه فإنهم في إسرائيل أعجبوا به بأغلبية كبيرة من الأحزاب المختلفة. ليس اليمين الإسرائيلي وحده قد أعجب بترامب، فحتى الوسط وجزء من اليسار أيضاً أراده.

يمكن الادعاء بأن هذا “شكراً” من الإسرائيليين على نقل السفارة، وعلى الاعتراف بالجولان وإلغاء الاتفاق مع إيران. ولكن هذه الأحداث لم تثر تأثراً خاصاً في إسرائيل. لم يقفز أحد إلى البركة بسبب الاعتراف بمجدل شمس الإسرائيلية، بل عدد قليل انفعل من نقل السفير ديفيد فريدمان إلى مكان سكنه. تفسير الشعبية المتزايدة لترامب في إسرائيل تختلف كثيراً عن مواقفه تجاهها، لها جذور عميقة ومقلقة أكثر. إسرائيل ليست معجبة بترامب رغم عيوبه الكثيرة، بل بسببها بالضبط. ترامب يجسد الشر والقبح الموجود في إسرائيل، هو أيضاً يشرعنها ويبيضها من أجلنا. هكذا نحن أو هكذا نتمنى أن نكون. معظمنا.

ترامب يجسد إسرائيل غير الجميلة، لقد كان بإمكانه أن ينتخب بسهولة رئيساً لحكومتها، فالابتذال، والفظاظة، والعدوانية، والجهل، والجشع، والأكاذيب، واحتقار الضعفاء والقانون والقضاء ووسائل الإعلام والعلم والحفاظ على البيئة… تناسبنا كما يناسب القفاز اليد. من لا يريد رئيس حكومة يتعالى على الجميع، ويعرف دائماً أفضل، والذي سيعيد إسرائيل ثانية كبيرة، كما وعد ترامب أمريكا. من لا يريد رئيس حكومة ليس مغفلاً من أي شخص، وصنع ماله بالاحتيال والجشع مثلما نحب. من لا يريد رئيس حكومة يستهين بالاستقامة السياسية ويعيدنا للأيام الجميلة للشوفينية الذكورية منعدمة الحدود دون المكرهة النسوية، ويريحنا من كل المخاطر التي تهدد الكرة الأرضية وتهدد الحياة والطبيعة، ويعيد لنا أيضاً العنصرية السوية. من لم يكن يريد رجلاً، بطلاً مثله.. يستخف بالمؤسسات الدولية، وبمنظمات حقوق الاإسان وبالقانون الدولي ويخرق الاتفاقات المتوقعة ويستخف بأوروبا المتعالية وبالقيم اللبيرالية والعالمية، بالضبط مثل الأحلام الخفية للعديد من الإسرائيليين. حتى نتنياهو الشديد الشبه بترامب لا يصل إلى هذه الدرجة من تحقيق الأحلام.

انظروا، على سبيل المثال، إلى السائق الإسرائيلي: أليس ترامب؟ أليس الطريق الإسرائيلي ترامبياً؟ فقط بالقوة، انتزع بقدر ما تستطيع، تجاوز، أطلق الزامور، العن، استخف بالقوانين، أوقف سيارتك في أي مكان، لا تحسب حساب أحد، سيارتك هي الأكثر قوة والأكبر والأسرع، انظروا إلينا، شوفونا. انظروا إلى السياسيين في إسرائيل وخاصة اليمين، ألا ترون ترامب؟ هم لم يكونوا يريدون أن يتشبهوا به؟ اربطوا ما بين افيغدور ليبرمان، وميري ريجف، واسنات مارك، وميكي زوهر، ودافد امسالم- وستحصلون على ترامب بالعبرية. اربطوا ما بين التنمر، والجهالة والشعبوية، والضحالة وجماهيرها، وستحصلون على الترامبية الإسرائيلية. بعد ذلك أضيفو الطريقة التي أهان بها الفلسطينيين وتجاهل وجودهم وحقوقهم، بالضبط مثلما هي في نظر معظم الإسرائيليين، وكل ذلك فقط لأنهم ضعفاء. حلم.

حلم إسرائيلي بوقف مساعدة الضعفاء وتحويلها للأقوياء، مثلما قال ترامب: من الأونروا إلى الجيش الإسرائيلي، من اللاجئين إلى من طردهم. أن يتم طرد طالبي اللجوء مثل ترامب. ابقاء مئات الاطفال مفصولين عن والديهم وعشرات الآلاف من البالغين خائفين. هذه هي العدالة الترامبية، هذه أيضاً هي العدالة الإسرائيلية. لهذا أحببناه جداً لهذا من الخسارة الفادحة ذهابه.