علق تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على هزيمة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الاميركية، التي باتت واضحة ووصفها بأنها هزيمة لأيدولوجية شعبوية فاشية وبداية النهاية لعهد ظلامي حاول فرضه على المنطقة ، خاصة انه لن يكون الخاسر الوحيد بقدر ما يشاركه في الخسارة عدد من الأنظمة، التي ارتبط زعماؤها من مواقع التبعية بنهجه السياسي الشاذ، الذي اعتمد على البلطجة السياسية والاستهتار بالقانون الدولي والشرعية الدولية وإعلاء شأن شريعة الغاب، مثلما اعتمد على الاستخفاف بالقيم العالمية، بما فيها قيم الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الانسان .
وأضاف بأن أسوأ انواع السياسيين هم اولئك الذين لا يميزون بين السيء والأسوأ في إشارة الى المتنافسين في انتخابات الرئاسة الاميركية ، دونالد ترامب وجو بايدن ، وأكد بأن دونالد ترامب كان أكثر الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية ولاء ودعما لدولة الاحتلال الاسرائيلي ، فقد شجع في هذه الدولة النزعة العدوانية الاستيطانية التوسعية وتبني الرواية الاسرائيلية التوراتية السخيفة فضلا عن الرواية السياسية ، التي تنظر الى الضفة الغربية باعتبارها ارضا متنازعا عليها بعد سنوات من خضوعها لاحتلال اردني ، على حد زعم سفيره في تل اسرائيل ، ولا ترى الاستيطان بالتالي يتعارض مع القانون الدولي واعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس وقدم الدعم لسياسة الضم والاستيطان كما اعترف بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل ومنح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جوائز كبرى حين بالتوقيع على اتفاقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين الإمارات العربية المتحدة والبحرين ولاحقا السودان في محاولة لإعادة تموضع القوى في المنطقة وبما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بخلط الاوراق والأدوار والتحالفات وتوظيفها في خدمة المصالح الاميركية والإسرائيلية المشتركة
ونصح بعدم رفع سقف التوقعات كثيرا من الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن ، التي سوف تبني سياستها الخارجية على ما تعتبره مكاسب انجزتها الادارة الأميركية السابقة ، بما في ذلك في العلاقة مع روسيا والصين او في العلاقة مع اسرائيل والاستعداد على اساس ذلك للعودة بهذه السياسة الى ما كانت عليه سياسة الادارات الديمقراطية السابقة في أفضل الأحوال ، فإسرائيل سوف تحتفظ بمكانتها التقليدية لدى الادارة الجديدة ، التي لن تعيد النظر في قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال او من نقل السفارة الاميركية من تل أبيب او تعيد النظر في الموقف من التطبيع مع اسرائيل ولكنها من المتوقع ان تكبح جماح السياسة المعادية للشعب الفلسطيني التي سارت عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب ، وحذر في الوقت نفسه من خطورة اقدام نتنياهو على مغامرات سياسية في الفترة المتبقية للرئيس دونالد ترامب في البيت الابيض .
ودعا تيسير خالد في ضوء هذه النتائج الى اعتبار هزيمة ترامب في معركة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية بداية النهاية لعهد ظلامي حاول فرضه على المنطقة ، وأكد على اهمية وضرورة العمل دون تردد على تجديد شرعية هيئات ومؤسسات النظام السياسي الفلسطيني سواء في السلطة او في منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات حرة ، ديمقراطية ونزيهة وفق ما تم التوافق عليه وضرورة إعداد القوى لمواجهة الاحتلال بترجمة مخرجات الاجتماع مع الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني والإسلامي في الثالث من ايلول / سبتمبر الماضي بخطوات عملية من خلال التعجيل بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية ، والهيئة الوطنية لإنجاز الإستراتيجية الوطنية ، التي ينبغي ان تشكل خارطة طريق وطنية روافعها مقاومة شعبية واسعة وخاصة في الارياف المهددة بالاستيطان والتهويد والضم وعصيان وطني شامل يدفع المجتمع الدولي الى التدخل الفعال من اجل التوصل في إطار مؤتمر دولي للسلام على اساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، الى تسوية سياسية للصراع توفر الأمن واستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة بما فيها دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وصون حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم ، التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة .