مُحلّل إسرائيليّ: نتنياهو استلهم من مُعلّمه ترامب نظرية المؤامرة وكره الخصوم واحتقارهم

السبت 07 نوفمبر 2020 12:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
 مُحلّل إسرائيليّ: نتنياهو استلهم من مُعلّمه ترامب نظرية المؤامرة وكره الخصوم واحتقارهم



القدس المحتلة / سما /

رأى المُحلّل الإسرائيليّ، باروخ قرا، في مقالٍ تحليليٍّ نشره في موقع (WALLA) العبريّ أنّ إرث الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، تحوّلت بفضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واقعٍ مُرعبٍ في إسرائيل، وأضاف أنّ ترامب حقق حلم نتنياهو ومنحه شرعيةً لإلغاء الحقيقة كقيمةٍ مُهّمةٍ، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ المُحلل، الذي يعمل في القناة الـ13 بالتلفزيون الإسرائيليّ، على أنّ نظريات المؤامرة ونظرة الاحتقار والازدراء للخصوم في الإعلام، تغلغلتا عميقًا في الدولة العبريّة، وتمّ تبّنيهما قولاً وعملاً من قبل نتنياهو ونجله البكر يائير، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ الإلهام الثقافيّ تطوّر بعد تقديم لوائح الاتهام ضدّ نتنياهو، التي حولّت دولةً كاملة، أيْ إسرائيل، إلى رهينة، على حدّ وصفه.
ووصف المحلل سنوات ترامب في الحكم، والتي على ما يبدو ستنتهي مع الإعلان عن جو بايدن فائزًا بالانتخابات، وصفها بأنّها كانت مليئةً باحتقار الحقيقة، إذلال الخصوم والدوس على جميع مبادئ الديمقراطيّة، ولكنْ إذا استقنا لترامب، فيُمكننا أنْ نستعين بالنسخة المحليّة والمُطورّة في إسرائيل، والتي يُمثّلها نتنياهو، قال قرا.
وأوضح المُحلّل أنّ جميع الصفات السلبيّة التي جمعها ترامب خلال فترة ولايته كانت موجودةً لدى نتنياهو لكن بنسبةٍ أقّل، ومع انتخابه رئيسًا في العام 2016 وحتى اللحظة، تحوّل ترامب إلى شخصيّةٍ يهتدي بها نتنياهو، مُشيرًا إلى أنّ الأمر لا يتعلّق، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ بالدعم المُطلَق الذي منحه الرئيس الأمريكيّ للدولة العبريّة، بل أنّ الحديث يدور عن تساوق أفكار ومصالح شخصيّةٍ تجمع بين ترامب ونتنياهو، لافتًا إلى أنّ الصفات السلبية المُشتركة بين الاثنين لا تُعّد ولا تُحصى.
وأردف أنّه على سبيل الذكر لا الحصر، فإنّ الإدعاءات حول سرقة الانتخابات دفعت نتنياهو إلى المُطالبة بوضع كاميرات تصوير في صناديق الاقتراع خلال فرز الأصوات، ومُضيفًا أنّ هذه الفكرة تهدِف لتخويف المُصوّتين العرب في إسرائيل (عرب الـ48) كي لا يصلوا إلى مراكز الاقتراع، كما أنّ نتنياهو اتهّم لجنة الانتخابات المركزيّة بالعمل على سرقة الانتخابات، مُستنتجًا أنّ كلّ شيءٍ غير مُناسبٍ لمصالحه الشخصيّة يتحوّل إلى قصةٍ مُختلقةٍ، في حين أنّ نتنياهو نفسه يلتزم الصمت إذا كان الأمر يخدِم مصالحه، ولفت إلى أنّ نجل نتنياهو لم يتورّع عن اتهّام لجنة الانتخابات في إسرائيل بسرقة الانتخابات في تغريدةٍ نشرها على (تويتر) خلال المعركة الأخيرة.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، تطرّق المُحلّل الإسرائيليّ إلى رفض ترامب إدانة القوى العنصريّة الداعِمة له، والتي تؤمن بتفوّق العرق الأبيض، ورفض طبعًا شجب أيديولوجيتها، وفي إسرائيل أضاف استغلّ نتنياهو الابن قضية المُخرج الأمريكيّ-اليهوديّ، جيفري إبستاين، الذي تورّط في قضايا اعتداءاتٍ جنسيّةٍ، وارتباطاته بعددٍ من الشخصيات في الدولة العبريّة، والمحسوبين على ما يُسّمى الـ”مركز” والـ”يسار” الإسرائيليّ ليربط بين إبستاين وبينهما في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّهم أيضًا يُعانون من الشذوذ الجنسيّ، كما قال المُحلِّل قرا، مؤكّدًا أنّ هذه الأمور لم تُنشَر من قبل جهاتٍ مجهولةٍ، بل من نجل نتنياهو الأكبر.
كما تطرّق المُحلّل لإدعاءات رئيس الوزراء نتنياهو بأنّ النيابة العامّة خلقت الاتهامات ضدّه بغير وجه حقٍّ بهدف المسّ بالمُصوّتين لصالحة، وهم الأغلبية الساحِقة من مؤيّديه، والذين يتكوّنون من الـ”شرقيين”، أيْ الذين استجلبتهم الحركة الصهيونيّة إلى فلسطين من الدول العربيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ المغاربة، مُشيرًا إلى أن ظاهرة “الترامبيزم” (نسبة لترامب، تتساوق تقريبًا وبشكلٍ كليٍّ مع ظاهرة الـ”بيبيزم”، نسبة لبيبي نتنياهو).
واعتبر المُحلّل أنّ ظاهرة الـ”بيبيزم” استلهمت مبادئها وأفكارها من ترامب ونظرياته غيرُ الصحيحة والبعيدة عن الواقع ألف سنةٍ ضوئيّةٍ، والتي بحسبه تتلّخص بقليلٍ من الأيديولوجيّة الممزوجة بكثيرٍ من الكذب، الاحتقار، والدوس بفظاظةٍ على جميع قواعد اللعبة الديمقراطيّة، وبقي التباين بين ترامب فقط في قضية مُواجهة وباء (كورونا)، كما قال قرا.
واختتم المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ جميع سنوات نتنياهو في الحكم من العام 2009 وحتى اللحظة كانت عمليًا تقليدًا مُتوسّطًا لترامب، ولكن بعد أنْ أخذ رئيس الوزراء الديمقراطيّة الإسرائيليّة رهينةً في حربه الضروس ضدّ مؤسسات إنفاذ القانون، بسبب الملّفات الجنايّة التي تورّط فيها، وتتّم بموجبها الآن محاكمته، عندها، جزم المُحلّل، بات نتنياهو ترامب أكثر من ترامب نفسه، على حدّ وصفه.