صحيفة إسرائيلية: هل يهم الاحتلال من يجلس في البيت الأبيض؟

الجمعة 06 نوفمبر 2020 06:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة إسرائيلية: هل يهم الاحتلال من يجلس في البيت الأبيض؟



القدس المحتلة /سما/

هآرتس - بقلم: جدعون ليفي   "لا يهم الاحتلال من سينتخب رئيساً للولايات المتحدة، ترامب أم بايدن، فكلاهما الشيء نفسه. فاز الاحتلال ثانية أمس فوزاً كبيراً،

حتى قبل أن تغلق صناديق الاقتراع. هذا وضع غير معقول حتى بين رجلين متناقضين مثل ترامب وبايدن يسود هنالك اتفاق راسخ، يقف فوق كل اختلاف في الآراء: استمرار التأييد الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي. يبدو أن لا موضوع آخر يتفق عليه الاثنان بهذا القدر.

صحيح أن ترامب صديق المستوطنين ويعترف باحتلال الجولان، ولكن بايدن لن يفعل شيئاً يؤدي إلى إخلائهم أو على الأقل إلى تجميد مشروعهم. صحيح أن ترامب يحتقر الضعفاء، ومن بينهم أضعف الضعفاء الفلسطينيين. حقوق الإنسان هي آخر المواضيع التي تهمه، والقانون الدولي لم يطرح في يوم من الأيام على مكتبه، ومن المشكوك فيه أن يكون قد سمع عن آلام الفلسطينيين. بايدن يعرف أمراً أو اثنين عن حقوق الإنسان وعن الضعفاء المضطهدين والمقموعين، ويتردد صدى العبودية لديه، وقد تمس معاناة الشعب الفلسطيني قلبه بتأثير رئيسه باراك أوباما، الذي قارنها بالعبودية السوداء. سيختفي الفريدمانيون والكوشناريون وسيأتي بدلاً منهم فريدمانيون أكثر اعتدالاً وجدية، ومع ذلك لن يفعل بايدن شيئاً لإنقاذ الفسطينيين والعدالة، لكي يطبق القانون الدولي ويدخل يده إلى النار، باستثناء دفع ضريبة كلامية جوفاء، هكذا فعل أيضاً الرئيس الأكبر منه أوباما.

سيقود بايدن مجموعة مختلفة من المحيطين به، أقل ازدراءً للفلسطينيين وأكثر اعترافاً بوجودهم. وعندما يطلق خطته للسلام -خطة القرن، بعد مئة خطة سلام أمريكية لم يتم تطبيقها- سيشارك في الاحتفال حاخامات أرثودوكسييو وقساوسة أفنجلستيون مثلما لدى ترامب، وفلسطينيون أيضاً. ولكن ما سيتبعه لن يكون مختفاً جداً. فرص لالتقاط الصور… مبعوث خاص… وفي أحسن الأحوال مؤتمر. رؤساء ورياح دون مطر. سيواصل الفلسطينيون نزف دمائهم على جانب الطريق، الجزمة الإسرائيلية تجثم على رقابهم وتخنقهم، والأصفاد تقيد أيديهم في حين أن عُمان سيتم ضمها أيضاً لـ”عملية السلام”.

وليس هنالك موضوع موحد وعليه اتفاق دولي واسع جداً، ما بين جميع الكتل الدولية وجميع القارات – مثل معارضة الاحتلال وعدم الاعتراف به- وبالتحديد حوله، ليس هنالك فرق بين رئيس وآخر في الولايات المتحدة. حتى الآن لم يأتِ رئيس فكّر بوضع حد له، ربما حتى لم يولد بعد مثل هذا الرئيس.

لا تكفي كل الادعاءات المنطقية لتفسير هذه الظاهرة، فكل خرائط المصالح الداخلية الأمريكية والدولية غير مقنعة بما فيه الكفاية لشرح موضوع واضح وحاسم تمام، ليس هنالك فرق بين إدارة وأخرى، عشر رؤساء و53 عاماً: والاحتلال في أوج قوته، واحتمالية إنهائه هي أقل من أي وقت مضى، إذاً فليكن بايدن أو ترامب.

أمريكا الدولة العظمى التي تمول وتسلح وتؤيد وتحمي بؤبؤ عينها إسرائيل، وتغطي على جرائمها ولا تنوي استغلال قوتها للتأثير عليها والعمل على إلغاء الاحتلال، ولم تنوِ في يوم ما فعل ذلك. ليس هذا لأن أمريكا ملزمة بفعل ذلك؛ فإسرائيل هي التي تتحمل الذنب والمسؤولية، ولكن عندما تواصل دولة عظمى تأييدها بصور أوتوماتيكية وبدون أي اشتراطات للدولة المسؤولة عن ذلك، إدارة بعد أخرى، ولم يهبّ رئيس واحد يسأل لماذا وإلى متى – عندها أيضاً تكون ملطخة ومذنبة في ذلك.

اليمين الإسرائيلي قد يزيل القلق من قلبه: عن طاولة من سيدخل في كانون الثاني إلى الغرفة البيضاوية سيختفي موضوع مصيري واحد.