اشتعال السباق بين بايدن وترامب ..والخوف من الفوضى

الإثنين 02 نوفمبر 2020 01:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اشتعال السباق بين بايدن وترامب ..والخوف من الفوضى



وكالات

شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد في خمسة تجمّعات تقام في خمس ولايات تُعدّ مفصلية في الانتخابات الرئاسية قبل يومين من موعد الاستحقاق، وذلك في إطار سعيه ليثبت مجددا عدم صحة الاستطلاعات التي ترجّح فوز المرشّح الديموقراطي جو بايدن.

وقال الرئيس الأميركي أمام حشد كبير من مناصريه في ميشيغن في أول محطة من جولته "التصويت لي وللحزب الجمهوري هو تصويت للحلم الأميركي"، وهتف المناصرون نحبّك! نحبّك!".

وفي أجواء من البرد الشديد وضع ترامب قفازات سوداء وقبّعة حملته الحمراء، وأدى خطوات راقصة على أنغام أغنية "واي ام سي إيه".

وبعد ميشيغن توّجه ترامب إلى مدينة دوبيوك في ولاية آيوا التي ستوجّه منها إلى كارولاينا الشمالية ثم جورجيا قبل ان ينهي جولته في فلوريدا حيث يشارك في تجمّع عند الساعة 23,00.

وبعد شهر من إصابته بكوفيد-19 ومشاركته في مئات التجمّعات مع مناصريه، لا يبدو ترامب البالغ 74 عاما متعبا، بل على العكس، سيشارك الإثنين في خمسة تجمّعات في أربع ولايات.

في المقابل، يزور خصمه الديموقراطي جو بايدن مساء الأحد بنسلفانيا مع عدد من رجال الدين لتعبئة ناخبي هذه الولاية المفصلية.

وكان ترامب قد فاز في بنسلفانيا على المرشحة الديموقراطية آنذاك هيلاري كلينتون بفارق ضئيل، في هذه الولاية الصناعية التي قد تقرر مصير الانتخابات، والتي أجرى فيها السبت أربعة تجمّعات.

وفي آخر يوم أحد من الحملة الانتخابية يسعى بايدن إلى كسب تأييد الكاثوليك الذين صوّتوا لصالح ترامب في الانتخابات الماضية.

وجاء في تغريدة أطلقها المرشّح الديموقراطي "لقد كان إيماني مصدر عزاء لا يضاهى في أوقات الحزن ومصدر إلهام يوميا في التصدي لإساءة استخدام السلطة بجميع أشكالها".

وسبق أن اقترع ترامب وبايدن ومعهما أكثر من 93 مليون أميركي من أصل أكثر من 230 مليون ناخب، بشكل مبكر.

وصرّح احد مناصري ترامب لوكالة فرانس برس أن الملياردير الأميركي "حقّق لهذا البلد أكثر مما حقّق أي رئيس آخر. لقد وفى بوعوده".

ووسط بحر من القبعات الحمر التي يهتف معتمروها "أربع سنوات إضافية"، يقلل ترامب من مدى خطورة الجائحة، على الرغم من تسجيل الولايات المتحدة أعدادا قياسية من الإصابات.

واسفرت الجائحة عن أكثر من 230 ألف وفاة على أراضي الولايات المتحدة.

في المقابل، يتقيّد بايدن بدقة بالقيود المفروضة والتدابير الوقائية، إلى حد دفع فريق ترامب الذي يشكك في قدراته الجسدية والذهنية، إلى اتّهامه بأنه "يختبئ في قبوه".

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" انتقد مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية وعضو خلية مكافحة فيروس كورونا أنطوني فاوتشي، استراتيجية الإدارة الأميركية في التصدي لتسارع وتيرة تفشي الوباء، ما استدعى ردا قاسيا من البيت الأبيض الذي اتّهمه بالسعي إلى إضعاف الرئيس المرشّح لولاية رئاسية ثانية.

- بنسلفانيا وأريزونا وفلوريدا -
المرشّح الديموقراطي جو بايدن ومن خلفه الرئيس السابق باراك أوباما على منصة الحملة في ميشيغن في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2020.
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالاشتراك مع كلية سيينا ونُشر الأحد تقدّم المرشّح الديموقراطي على ترامب في أربع ولايات مفصلية كان قد فاز فيها الملياردير الجمهوري في العام 2016 هي بنسلفانيا وأريزونا وفلوريدا وويسكونسن.

لكن المراقبين يشددون مرارا على ضرورة توخي الحذر في ما يتعلّق بالاستطلاعات، محيلين في ذلك على الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها ترامب على هيلاري كلينتون خلافا للتوقّعات مفجّرا إحدى أكبر المفاجآت السياسية في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي مؤشر إلى التوتر السائد في كافة أنحاء البلاد مع قرب موعد الاستحقاق، تحصّنت متاجر عدة في مدن أميركية مختلفة من بينها نيويورك والعاصمة واشنطن، تحسّبا لأي أعمال شغب.

وفي حال كانت النتائج شديدة التقارب وتأخر إعلانها، يخشى البعض تظاهرات في الشارع قد تؤدي إلى فوضى.

وفي جميع أنحاء أمريكا ، تتزايد المخاوف من معركة طويلة وعنيفة  حول هوية الفائز. على خلفية استطلاعات الرأي التي تشير إلى ميزة المرشح الديمقراطي جو بايدن .

يتهم المعسكران بعضهما البعض بالتخطيط لـ "سرقة" الانتخابات ، وإعداد مجموعة من المحامين لاحتمال عرض القرار على المحكمة.

على الأرض ، تستعد الميليشيات المسلحة لصدامات عنيفة ، وتستمر الشركات في الدفاع عن نفسها خوفًا من نهب مثيري الشغب الذين يرفضون الاعتراف بالنتائج.

وتوقّع ترامب السبت أن "تشهد البلاد فوضى"، وهو رفض مرارا الإعلان صراحة التزامه بانتقال سلمي للحكم في حال خسر في الانتخابات.

وأعلنت حملة بايدن أنه سيوجّه كلمة "إلى الأمة" ليل الثلاثاء الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وهو ما لم تفعله كلينتون بعد خسارتها. والسبت تلقى بايدن دعما إضافيا من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي شارك معه في حملة انتخابية في ميشيغن.

وكشفت قناة "سي ان ان" السبت أن عددا من المسؤولين في البيت الأبيض يتعاونون منذ أشهر، وفق للتقاليد المتبّعة، مع فريق المرشّح الخصم للتحضير لاحتمال انتقال الحكم.