تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا

الجمعة 30 أكتوبر 2020 09:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا



باريس /سما/ أ ف ب

كشفت وكالة "فرانس برس" للأنباء، عن تفاصيل جديدة تتعلّق بمنفّذ هجوم نيس في فرنسا، أمس الخميس، والذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص؛ من بينها أنه من عائلة متواضعة الحال تقطن حيّا شعبيا في محافظة صفاقس وسط تونس، كما أنه أصبح متدينا في السنوات الأخيرة بحسب عائلته.

ووصل إبراهيم العيساوي (21 عاما) إلى فرنسا، قبل يوم واحد من تنفيذ هجومه، قادما من إيطاليا، وهو ما دفع شقيقه ياسين إلى استغراب سرعة وصوله وتنفيذه للهجوم، إذ قال: "هذا غير عادي".

وولد إبراهيم في عائلة تتكون من سبع بنات وثلاثة شبان في حيّ شعبي بالقرب من منطقة صناعية في محافظة صفاقس حيث البنية التحتية شبه معدومة.

وقالت قمر والدة إبراهيم: "عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محلّ لإصلاح الدراجات النارية".

وذكرت قمر التي أبدت استغرابا شديدا من فعلة ابنها، أنه "جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار (حوالى 400 يورو) وأنشأ كشكا لبيع البنزين" على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية.

وأضافت: "منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحدا" من أبناء الحيّ.

وتابعت: "كان قبل ذلك يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات... كنت أقول له لماذا تنفق أموالك ونحن محتاجون"، وكان يجيبها: "إن هداني الله فسوف يهديني لروحي".

وحاول إبراهيم الهجرة بطريقة غير قانونية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك. وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر أخبر العائلة أنه عمل في قطف الزيتون بحسب ما قال شقيقه.

وأبلغ إبراهيم العائلة بوصوله الأربعاء الماضي، إلى فرنسا للبحث عن عمل.

وقال ياسين: "وصل البارحة (الأربعاء) إلى فرنسا في حدود الساعة الثامنة ليلا. كان في إيطاليا وعمل في الزيتون ثم قرّر الذهاب إلى فرنسا بحثا عن عمل".

وشرع القضاء التونسي في التحقيق مع أفراد عائلة إبراهيم.

وقال نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، محسن الدالي، إن إبراهيم "ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 أيلول/سبتمبر الفائت ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات".

وأكدت العائلة أنها لم تكن على علم بمشاريع ابنها الذي وصل كغيره من آلاف التونسيين إلى جزيرة لامبيدوزا بطريقة غير قانونية بحثا عن مستقبل أفضل وهروبا من بطالة وأزمة اقتصادية في بلدهم.

وتنشط محاولات الهجرة من السواحل التونسية في اتجاه أوروبا عبر "قوارب الموت" ويتم توقيف مهاجرين بصورة شبه يومية.

وتُبين إحصاءات وزارة الداخلية التونسية أنه منذ مطلع العام الحالي وحتى أواسط أيلول/ سبتمبر، حاول 8581 شخصا عبور المياه التونسية في اتجاه السواحل الأوروبية بينهم 2104 من جنسيات أجنبية.

وإثر ثورة 2011، تنامت ظاهرة التشدد الديني في تونس وقامت جماعات بهجمات مسلحة في البلاد استهدفت فيها قوات الشرطة والجيش والسياح الأجانب، وأحكمت السلطات منذ ذلك الحين الرقابة على دور العبادة.

وختمت والدة إبراهيم والدموع لا تفارق عينيها، بالقول: "ذهب وتركنا".

وقُتل في هجوم نيس أمس، رجل وامرأة بطعنات، فيما توفيت امرأة أخرى متأثرة بجروح بالغة أُصيبت بها، في حانة قريبة لجأت إليها.