قالت وزارة شؤون المرأة "تسعون عاما وأكثر والمرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل تقاوم وتناضل حفاظا على القضية الفلسطينية، وعلى المشروع الوطني، فعلى مر العقود لم تنضب عزيمتها، ولم تنحنِ إرادتها بل بقيت شامخة تساند، وتقاوم، وتضحي في معركة النضال والتحرر ضد الاحتلال".
وأضافت الوزارة في بيان، لمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، الذي يصادف اليوم الاثنين، أن الاحتفاء بهذه المناسبة جاء ايمانا وتكريما من الإرادة السياسية الممثلة بسيادة الرئيس محمود عباس لنضال المرأة الفلسطينية، وجهودها على كافة الصعد الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشارت إلى أن الحكومة الثامنة عشرة برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية قد أقرته ليكون في 26 تشرين الأول من كل عام، حيث تعود دلالات هذا التاريخ لعام 1929، حيث عقد اول مؤتمر نسائي عربي فلسطيني لمناهضة الاستعمار البريطاني واحتجاجاً على وعد بلفور الذي كان سبباً للهجرة اليهودية الى فلسطين.
وتابعت الوزارة في بيانها، نغرس اليوم نُصبا تذكاريا برمزية وطنية ذي طابع حيوي، يعطي رسالة مشرقة للأجيال القادمة عن الكفاح المستمر للمرأة الفلسطينية على كافة الصُعد، واثقين/ات بأن هذا النُصب سيبقى بصمة عز ووفاء لمسيرة نضال متجددة شامخة ستسطرها النساء الفلسطينيات اللواتي تشبثن بإرادة البقاء والحفاظ على الأرض.
وقالت: النضال الوطني ليس مرحلة سابقة، وانما مسيرة حياة تسكن في ثنايا أرواح الفلسطينيين رجالا ونساء، وتحتل ذكرياتهم بانتصاراتها وانكساراتها، وتصقل إرادة الحق للمستقبل المشروع والمنزوع من الاحتلال بشجاعة من حناجر أطفالهم، وتتلون بألوان الصمود في زوايا بيوتهم، وتبقى ثابتة بين تفاصيل حبات التراب التي استبسل الشعب بشيوخه واطفاله ورجاله ونسائه للدفاع عنها، رغم سياسات الاحتلال الصهيوني المستمرة في سلب الارض، ومن عليها بالسياسات التعسفية، والخروقات الصهيونية، وسياسات القمع، والقتل، والاعتقال، والهدم، والحصار، والاستيلاء على الاراضي، ونهب ما عليها من الخيرات.
واستدركت قائلة: كل ذلك لم يمنع توارثنا الحق في الحياة والأرض الذي تناقلناه من آهات وجع قلوب جداتنا وأمهاتنا اللواتي كن من حجارة الأساس لقوامة التحدي والآمل في الحق بالحياة والأرض وما عليها، فهن أعمدة النضال الوطني وناقلات الرواية الفلسطينية المقاومة للمشروع الصهيوني. وهن اللواتي يضيق الاحتلال عليهن خناق الحياة، ويهدد استقرار كينونتهن ويجعل الاسرة مبتورة من شركائها، فيصبح غياب المعيل أمر مفروض، فتحمل المرأة الفلسطينية على عاتقها صعاب الحياة وتعيل الاسرة بمختلف صعوباتها، فتصبح مرحلة الامومة وتلبية احتياجاتهم غير مقتصرة على دورها الانجابي النمطي برعايتها للأسرة وللبيت، وانما يصبح دورها خلق الحماية الى جانب الرعاية، هذه المسؤولية التي تعد تحديا في ظل وجود الاحتلال.
وأضافت: ان الدور النضالي هو ما يميز المرأة الفلسطينية عن باقي الدول، لكنه لم يطوِ صفحات نضالها على المستوى الاجتماعي، حيث خلقت النساء الفلسطينيات فرص كثيرة لتمكين ذاتهن واسرهن ومجتمعهن، وواجهن النظرة النمطية وتقلدن مناصب ومهناً عدة، فالمرأة الفلسطينية شاركت في بناء الدولة وعملت على خدمة أهداف وقضايا المجتمع.
وتابعت: ان هذا اليوم ليس كمثله يوم، فهو صورة حية لاستذكار اول تسع شهيدات فلسطينيات سقطن في ثورة البراق عام 1929، ولاستذكار كل الشهيدات اللواتي ضحين بشرايين حياتهن من أجل هذا الوطن، واستذكارا للمعتقلات وللمبعدات اللواتي يتُقنَ لاستنشاق هواء الوطن، وللجريحات اللواتي نهش الاحتلال أمنهم وآمالهم واسترق السلام من أجسادهن وأنفاسهن، واستذكارا لأخريات كثيرات يعتصرن ألماً ومكابدةً لتحديات الحياة التي فرضت عليهن بسبب غياب الأب ...الاخ ... الابن...الزوج...بسبب ظروف الاغتيال والاعتقال والتشريد.
واختتمت بيانها بالقول: في اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية تحية لكل نساء فلسطين في الداخل والشتات تحية لعوائل الشهيدات والشهداء، للأسيرات والاسرى والجريحات والجرحى تحية للصامدات المرابطات بقدسنا المحتل تحية من المرأة الفلسطينية لكل رجال وابناء وطني المحتل عشتم وعاش اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية كرمزٍ للتحدي والصمود والاستمرار بالنضال حتى انتزاع حقوقنا المشروعة ودحر الاحتلال الغاشم.