نشر موقع "ماري كلير" الروسي تقريرا استعرض فيه مجموعة من الأساليب والتمارين التي تساهم في تقوية مناعة الجسم للتأقلم مع هبوط درجات الحرارة، وذلك بهدف الوقاية من الفيروسات والنزلات الموسمية التي تكثر في فصل الشتاء.
وقال الموقع في تقريره ، إن الفترات الانتقالية بين الفصول الساخنة والباردة من أخطر الأوقات على جسم الإنسان، إذ بسبب تغير الطقس وزيادة النشاط الفيروسي وتغير الحالة الفيزيولوجية للجسم، قد لا يستطيع الجهاز المناعي تحمل الضغوط ويصاب بالانهيار، وفي هذه الحالة حتى الفيتامينات التي يتم تناولها قبل قدوم فصل الشتاء قد لا تكون كافية للوقاية من الأمراض.
وأكد الموقع أن هناك طرقا بديلة لتقوية الجسم وتعويده على تحمل التغيرات المناخية، وقد أثبتت التجارب أنها فعالية مثل هذه التمارين بشرط القيام بها بشكل صحيح ومنتظم.
كيف يتم ذلك؟
تقوية الجسم هي العبارة التي يشار بها إلى مجموعة من التمارين التي تعزز قدرة الإنسان على التأقلم الحراري وتحمّل تأثيرات العوامل المناخية. وقد أثبت العلماء منذ وقت طويل أن هذه التمارين والتقنيات هي أفضل السبل للحفاظ على الصحة، لأنها تعزز قوة الجهاز العصبي وتنشط الدورة الدموية والأيض، وتقوّي الجهاز المناعي. ومن هنا يبدو مؤكدا أنها تحمي من الإصابة بنزلات البرد المنتشرة في فصل الشتاء.
تهيئة نفسية
يقول الموقع إن أول مرحلة يجب المرور بها هي التأقلم مع برودة المياه، وهي تجربة مزعجة لأغلب الناس لأنه لا أحد يحب المياه الباردة.
يمكن أولا طرح السؤال التالي: ماذا لو كانت المياه أبرد من هذا؟ ماذا لو كانت أقل بسبع درجات؟ هذه الأسئلة تخفف حساسية الأعصاب وتهيئ الجسم لهذه التجربة غير المريحة. ومن المعروف في علم النفس أن التفكير في السيناريو الأسوأ يساعدنا على تحمل الأوضاع الأقل سوءا.
يُنصح أيضا بعدم التركيز على الشعور بالبرودة، بل على درجة حرارة الجسم بشكل عام. فالدماغ يمكنه البقاء في منطقة ما بين المشاعر والأفكار، وهذا يساعده على التعامل مع الألم والتوتر في المراحل الأولى لعملية تقوية الجسم.
يمكن أيضا أن يُحدث الشخص نفسه أنه لا يوجد أي خطر على صحته أو تهديد لحياته أثناء تعرضه للماء البارد.
التدليك
يشير الموقع إلى أن التدليك والفرك من الأشياء المفيدة استعدادا لانتشار الفيروسات والأمراض الموسمية. في هذه الحالة، كل ما تحتاجه هو منشفة رطبة، وكمية من المياه الدافئة، وتبدأ بفرك جسمك بحركات قوية من الأعلى إلى الأسفل مرورا بالرقبة والصدر والبطن والذراعين والكتفين. هذه العملية لا تستغرق أكثر من ثلاث دقائق، بعد ذلك تشعر بحالة من الدفء والراحة. ويمكن استخدام المياه الباردة أيضا من أجل تقوية الجهاز المناعي والعصبي والدورة الدموية، لكن إذا كنت تعاني من ضيق التنفس فإن هذا ليس جيدا.
حمام بارد
بحسب الموقع، قد تبدو فكرة الاستحمام بالمياه الباردة في الصباح الباكر مجنونة، خاصة أنك قد لا ترغب في مغادرة السرير أصلا. ولكن إذا كنت جادا في تحضير جسمك للتغيرات المناخية والأمراض الموسمية، وترغب في تعزيز مناعتك بعيدا عن الأدوية، فيجب أن تتحلى بالشجاعة وتُعرّض جسمك لتجربة التغير المفاجئ في حرارة المياه. يتم ذلك عبر ضبط درجة الحرارة عند 25 أو 30 درجة في بداية الحمام، ثم خفضها تدريجيا. ويمكن شرب كوب من المياه الباردة لمساعدة الجسم على التأقلم الحراري.
التعرض للتيارات الهوائية
يقول الموقع إن تعويد الجسم على التعرض لتيارات هوائية مختلفة هو أيضا من التقنيات السهلة والمفيدة، والتي تعزز امتصاص الأكسجين ونشاط القلب والشرايين. هذا ما يفسر حرص الرياضيين على ممارسة تمارينهم في الهواء الطلق، إذ أن البقاء في غرف معتدلة الحرارة لا يساعد على تقوية الرئتين. وفي الخارج، يمكن تجربة العديد من التمارين الرياضية مثل الجري وتمديد العضلات.
المشي حافيا
غالبا ما تكون أرجلنا محبوسة داخل الأحذية وتعاني من الضغط المستمر، ولهذا فإن تحريرها لبعض الوقت قد يكون مفيدا. ومن المعروف أن العديد من النقاط المهمة والمستقبلات الحسية تتواجد في باطن القدم، وتحفيز هذه النقاط يؤدي إلى تحسين نشاط الأعضاء الداخلية للجسم.
ومن أجل ممارسة نشاط المشي حافيا، سيكون من المفيد الحصول على بساط طبي خاص، أو المشي على الحصى والرمال والعشب، وهي كلها متوفرة في الطبيعة، وسيكون من الممتع القيام بنزهة فوقها. كما أن تجربة المشي على أرض يكسوها الندى لها فوائد مذهلة على الصحة، وخاصة الجهاز المناعي.
حمام الشمس
يؤكد الموقع أن علاج الجسم بأشعة الشمس الطبيعية يعتبر حاجة ملحة لأغلب سكان المدن الكبرى والمناطق الباردة، بما أن نمط حياتهم يجعلهم يقضون كامل ساعات النهار في المكتب أو الأماكن المغلقة. ولكن كيف تساهم الطاقة المستمدة من الشمس في تعزيز المناعة؟
تزود أشعة الشمس جسم الإنسان بالفيتامين د، إضافة إلى تنشيط الدورة الدموية ومعالجة الالتهابات. كما أنها تحسن امتصاص الكالسيوم وإنتاج خلايا الدم البيضاء، وهذا ما يساعد على تقوية جهاز المناعة.