معاريف: كيف تفرغ إسرائيل "سلة التطبيع" من "شوائب" إيران و"إف35" و”العجوز الفلسطيني”؟

الخميس 22 أكتوبر 2020 09:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: كيف تفرغ إسرائيل "سلة التطبيع" من "شوائب" إيران و"إف35" و”العجوز الفلسطيني”؟



القدس المحتلة / سما /

معاريف - بقلم: عاموس جلبوع  "بدأت الاتفاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين تتحرك، وبدأ التطبيع ينسج في سلسلة من الخطوات: اتفاقات توقع؛ ومواطنون إسرائيليون يستغلون الرحلات الجوية الأسبوعية لشركة الاتحاد في خط مطار بن غوريون وأبو ظبي؛ وللمواطنين الناطقين بالعربية فتحت فرص اقتصادية. أما في العالم العربي السُني فلا صوت ولا صفير".

بضع ملاحظات: الأولى، مسألة بيع طائرات “إف 35” المتملصة للإمارات. لم يكن النائب موشيه يعلون حاضراً في الهيئة العامة للكنيست التي أقرت الاتفاق، وكان تعليله أن الاتفاق يسمح ببيع هذه الطائرات للإمارات، وبذلك تكون إسرائيل فقدت التفوق الاستراتيجي النوعي والخاص في المنطقة؛ ثمة حصرية مثبتة وبادية للعيان من التفوق بسلاح وذخيرة في حوزتها فقط. لقد كان رأيي ولا يزال بأنه لا يوجد خطر أمني في بيع المتملصات للإمارات. وبالطبع لا يوجد في الاتفاق حتى ولا حرف واحد في موضوع البيع، ولكن ليس هذا هو الأمر، بل الازدواجية لدى كل أولئك الذين يصرخون النجدة بشأن المتملصات. فعم يدور الحديث؟ لقد عقدت الولايات المتحدة في حينه صفقة لبيع 100 طائرة “إف 35” لتركيا. سلمت طائرتان لتركيا في تموز 2018 وبدأ طيارون أتراك يتدربون عليها في الولايات المتحدة. ولكن عندما اشترى الأتراك منظومات صواريخ مضادة للطائرات متطورة من سوريا من طراز S-400 جمدت الولايات المتحدة تسليم الطائرات لتركيا. وصوت مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيان ضد البيع في ضوء سياسة أردوغان المعادية. فماذا فعلت إسرائيل؟. الخطوات النموذجية: أعربت عن المعارضة، ثم دخلت في مفاوضات مع البنتاغون على ألا تزود الطائرات لتركيا ببرنامج/منظومة معينة بهدف الحفاظ على تفوق متملصاتنا. لا أدري إذا كان هذا مجدياً أم لا، ولكن واضح تماماً أن إسرائيل لم تخض حرب إبادة صاخبة ضد وجود طائرات متملصة في تركيا؛ ولم يصبح هذا عناوين رئيسة، ولم يكن أداة لمناكفة حكومة إسرائيل. لماذا؟ فتركيا كانت عدونا الأخطر إلى جانب إيران ومن يدور في فلكها.

المسألة الثانية: إن تصويت “القائمة المشتركة” ضد اتفاقات السلام والتطبيع جسد هذياناً خطيراً في تشكيل حكومة أقلية بدعم القائمة المشتركة من الخارج. المخيف ألا يكون هذا هذياناً عابراً، بل فكراً سياسياً يطل بين الحين والآخر. وصفة مؤكدة للفوضى.

المسألة الثالثة: ألا ننسى أن إيران هي العدو الأخطر لمسيرة التطبيع، والحلقة الأضعف والأكثر هشاشة هي البحرين، جارتها، التي معظم سكانها شيعة.

المسألة الرابعة: الفلسطينيون. ثمة من يذكر أن الاتفاقات جيدة وربما جميلة، ولكن المشكلة الفلسطينية لا تعالج، وبدونها لا سلام. بالفعل، هي لا تعالج سياسياً لأن الطرف الفلسطيني يقوده الآن عجوز مريض، عنيد كالتيس، غير مستعد لأي شيء ولا حتى لأن يتلقى منا أموالاً يستحقها. هذا لا يعني أن إسرائيل ليست بحاحة إلى سعى للحفاظ على الاستقرار، اقتصادياً على الأقل، في مناطق يهودا والسامرة، في ظل استغلال التطبيع مع إمارات الخليج. وبضع كلمات عن صيغة الاتفاق مع الإمارات في الموضوع الفلسطيني: الجملة الوحيدة في هذا الموضوع هي: “(الطرفان) ملتزمان بالعمل معاً لتجسيد حل بالمفاوضات للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، يستجيب للاحتياجات والتطلعات الشرعية للشعبين”. هذا كل شيء. ليس هذا فقط: في المقدمة تذكر خطة ترامب، ويجري الحديث عن “الشعب اليهودي” (وهو مفهوم يشكل تدنيساً للأقداس لدى الفلسطينيين، إذ لا يوجد أمر كهذا بالنسبة لهم). لا توجد كلمة عن الضم/عدم الضم. وهنا أكرر فكرتي: بسط السيادة على غور الأردن هو مصلحة أمنية إسرائيلية عليا.