أطلق كل من مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع والاتحاد الأوروبي ومؤسسة النيزك للإبداع العلمي شراكة من أجل زيادة فرص الحصول على تعليم متميّز وشامل للفتيات والفتيان الفلسطينين في القدس الشرقيّة، وذلك من خلال بناء واحة الإبداع المقدسيّة.
وحضر حفل وضع حجر الأساس للمجمع التعليمي التابع لواحة الإبداع المقدسية اليوم الثلاثاء، كل من ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، ومدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع توكوميتسو كوباياشي، ومؤسس مؤسسة النيزك للإبداع العلمي عارف الحسيني.
وتعتبر واحة الإبداع المقدسيّة مجمّعا تعليميا وتربويا رائدا بمساحة 5285 مترا مربعا في قلب مدينة القدس وتحديدا في جبل الزيتون، وتضم مركزاً للابتكار والتنكولوجيا والعلوم، بالإضافة إلى كونه أول مجمع للمنشآت التعليمية من نوعه والمتخصص في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ويقدم الاتحاد الأوروبي أربعة ملايين يوريو من أصل 5.6 ملايين يورو من التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى من المشروع.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي "إن التعليم حق أساسي لكل إنسان وكل طفل، لكن هنا في القدس الشرقية فإن التعليم ذا الجودة العالية يمثل تحدياً. حيث يواجه الأطفال الفلسطينيون الأثر الصعب للاحتلال الإسرائيلي الطويل من حيث المدارس الضيقة، والفصول الدراسية الممتلئة، بالإضافة إلى الحواجز الكثيرة. ومع ذلك، هناك بصيص أمل دائماً، حيث يُمثل دعمنا لمشروع واحة الإبداع المقدسية التزامنا بحقوق الإنسان الأساسية إلى جانب أهمية التفكير الإبداعي والابتكار. في حين ستعمل هذه الواحة على نشر ثقافة تعليم العلوم والتكنولوجيا والابتكار في القدس الشرقية".
وأضاف بورغسدورف أن "هذه الواحة ستساعد أيضًا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية للمدينة والإبقاء عليها".
وستقدم واحة الإبداع المقدسية خدمات تعليمية من خلال مرافق تعليمية مبتكرة ومعترف بها دوليًا إلى جانب وجود حديقة علمية متقدمة، ومعرض علمي تفاعلي وملعب ومسرح ومختبر تصنيع رقمي بالإضافة إلى مرصد فلكي، وهي جميعها مرافق متاحة أمام الطلبة والجمهور المهتم.
ومن المتوقع أن تفتح واحة الإبداع المقدسية أبوابها وخدماتها ومرافقها للجمهور ومجتمع الابتكار في تشرين الأول من العام 2023.
بدوره، قال كوباياشي "يتشرف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ببذل جهود مشتركة مع الاتحاد الأوروبي في سبيل زيادة فرص الوصول إلى تعليم ذا جودة عالية للفتيات والفتيان الفلسطينيين في القدس الشرقية".
وتابع كوباياشي "يسعد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أيضًا أن يوسع التزامه بالعمل كفريق واحد مع مؤسسة قوية الإرادة مثل مؤسسة النيزك في مشروعها الفريد من نوعه والمتميز من أجل تحقيق فوائد ملموسة لحياة الطلبة والطالبات والمواطنين والمواطنات، من خلال الخدمات عالية الجودة التي نقدمها في البنية التحتية والخدمات الأخرى".
وسيقود مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خلال هذه المرحلة الأولى من المشروع بالتعاون مع مؤسسة النيزك للإبداع العلمي، أعمال تشييد المبنى الرئيسي وتشطيب أول طابقين منه، وكذلك شراء الأثاث والمعدات.
وأضاف مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن "المرحلة الأولى من واحة الابداع المقدسية ليست سوى البداية لهذا المشروع الطموح الذي يقف كدليل حي على حصيلة التعاون المستمر والجهود المثمرة التي يبذلها جميع الشركاء لتزويد سكان القدس الشرقية بإمكانية الوصول إلى تعليم شامل عالي الجودة يشجع على ثقافة العلم والابتكار والتميز".
وستكون مؤسسة النيزك المسؤولة عن تطوير النظام التعليمي وأهدافه التعليمية وتشغيل المنشأة بمجرد اكتمال عمليتي البناء والتأثيث.
منى ناحبته، أكد الحسيني أن "هذا الإنجاز هو نتيجة العمل الجماعي والشغف المشترك والشراكة الحقيقية بين المؤسسات المحلية والدولية الملتزمة بخدمة القدس الشرقية".