أكد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، اليوم الأحد، أن التزام السودان بتحقيق العدالة هو استجابة للمطالب الشعبية، وذلك خلال لقائه المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، في اليوم الثاني من زيارتها للسودان.
وقال مكتب حمدوك، في بيان صدر عنها أن "التزام السودان بتحقيق العدالة ليس من الالتزامات الدولية فحسب، وإنما يأتي استجابة للمطالبات الشعبية بإقامة العدل".
وذكر البيان أن زيارة وفد المحكمة تأتي في إطار "التنسيق والتعاون مع الحكومة السودانية بخصوص المتهمين الذين صدرت بحقهم أوامر قبض، والتقدم المحرز في قضايا المواطنين السودانيين التي تنظرها المحكمة".
كما اجتمعت بنسودا مع نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، محمد حمدان دقلو المعرف بـ"حميدتي"، وهو أيضا قائد قوات الدعم السريع في السودان، التي كان ينتمي إليها علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم علي كوشيب، الذي سلم نفسه مؤخرا و المتهم بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور خلال عامي 2003 و 2004.
ووصلت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، أمس، السبت، إلى الخرطوم في زيارة تستمر خمسة أيام لبحث القضايا التي تنظر فيها المحكمة والمتصلة بإقليم دارفور غربي البلاد.
وكانت المحكمة قد أصدرت مذكرات اعتقال بحق الرئيس السابق، عمر البشير، واثنين من مساعديه، بتهم ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وضد الإنسانية أثناء النزاع في إقليم دارفور، الذي استمر بين 1989 و2004، وأسفر عن 300 ألف قتيل وملايين النازحين.
ويطالب ضحايا النزاع بتسليم المطلوبين للمحكمة. وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، يأن بنسودا التقت أيضا وزير العدل، نصر الدين عبد الباري.
ونقلت الوكالة عن المدعية العامة قولها إن "هدف الزيارة من شقين، الأول هو الاجتماع بالمسؤولين السودانيين حول عمل المحكمة الجنائية الدولية في دارفور وكيفية تنسيق التكامل بين عمل المحكمة وعمل الجهاز القضائي السوداني حول موضوعات ذات صلة بدارفور".
وأوضحت بنسودا أن الهدف الثاني من الزيارة "هو كيفية الحصول على تعاون السلطات السودانية في جمع المعلومات ذات الصلة بقضية السيد عبد الرحمن (كوشيب)" أحد المطلوبين للمحكمة والذي سلم نفسه في حزيران/ يونيو الماضي، في دولة أفريقيا الوسطى المجاورة لدارفور.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلنت الحكومة السودانية التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالبشير في نيسان/ أبريل 2019، موافقتها من "مثول" المطلوبين لدى المحكمة أمامها.
كما التقت بنسودا عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد حسن التعايشي، بحسب تصريح مكتوب من مكتب إعلام مجلس السيادة الانتقالي.
وأكد متحدّث باسم المحكمة الجنائية الدولية، السبت، أن "بنسودا ستكون مع وفد من مكتبها في الخرطوم على مدى الأيام القليلة المقبلة لبحث التعاون بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان".