يدرس وزير الجيش الإسرائيلي ورئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، حلّ الكنيست إذا لم تمرّر الميزانيّة، بحسب ما نقلت عنه القناة 13، اليوم، الجمعة.
ونشبت أزمة بين "كاحول لافان" والليكود، في آب/أغسطس الماضي، على خلفية المصادقة على الميزانية للعام الجاري، فبينما ينصّ الاتفاق الحكومي على ميزانية لعامين، يطالب نتنياهو بميزانية لهذا العام فقط. وفي نهاية آب الماضي، صادقت الهيئة العامة للكنيست على مشروع قانون يقضي بتأجيل إقرار الميزانية العامة الإسرائيلية حتى كانون أول/ ديسمبر المقبل، ما منع حل الكنيست تلقائيا والذهاب إلى انتخابات جديدة.
وبدأت أوساط نتنياهو بالحديث عن أنه لن يكون الإمكان المصادقة على الميزانية حتى ديسمبر المقبل.
وإن حلّ غانتس، الذي يتراجع في استطلاعات الرأي كثيرًا، الكنيست فإن الانتخابات المقبلة ستجري في شباط/فبراير المقبل.
في السياق ذاته، نقلت المحللة السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، عن وزراء بارزين في "كاحول لافان" اعتقادهم أنه "لا سبب لعدم تمرير ميزانيّة 2021 حتى شهر ديسمبر. كل الاقتصاديين غير موافقين على ادعاء أنه من غير الممكن الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه".
ونقلت كدمون عن وزراء "كاحول لافان" قولهم إنهم "يتجهّزون للانتخابات. ليس لدينا ما نخسره"، بينما يصرّ وزير الخارجيّة والقيادي في القائمة، غابي أشكنازي، أن "كاحول لافان" لا زال بديلا (لحكم الليكود) في المركز، وأن إمكانية أن يأخذ تحالف أحزاب اليمين – "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، مكان "كاحول لافان" كثاني أكبر الأحزاب غير مقبولة عليه. ثاني أكبر الأحزاب، وفق أشكنازي، هم المتحّيرون.
وعبّر الوزراء الكبار عن قناعتهم أن لا احتمال حقيقيًا لتنفيذ التناوب على رئاسة الحكومة، "والسؤال المتبقّي هو متى نذهب إلى انتخابات؟ وإن كان الأمر كذلك، كلما تأخرت الانتخابات، كلما كان أسوأ للدولة".
نتنياهو يتمنى لو أنه أصيب بكورونا بدل ترامب
بينما كتب المحلل السياسي للقناة 12، عميت سيغل، في مقاله الأسبوعي في "يديعوت أحرونوت" أنه ليس صدفةً أن نتنياهو يتطرّق في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فيروس كورونا فقط. "تحطيم المنحنى (الارتفاع بإصابات كورونا) حرج جدًا للحزب الحاكم، لأنه هو فقط سيسمح له، ربّما، بالتعافي" وتابع "يبدو أن نتنياهو كان يفضّل أن يصاب هو بكورونا بدلا من (الرئيس الأميركي، دونالد) ترامب. مرض الرئيس قضى على مفاجأة أكتوبر: سلسلة دراماتيكيّة وسريعة من اتفاقيّات السلام بين إسرائيل وبين خمس دول عربيّة، واحدة منهنّ على الأقلّ مفاجأة مدويّة".
وينقل سيغل عن نتنياهو وصفه لإصابة ترامب بكورونا بأنها "كارثة"، ويعلّق سيغل "بقي نتنياهو دون شيء يمكنه الاستناد إليه: إن جرت انتخابات هذا العام، فستأتي قبل التعافي الاقتصادي، قبل نهاية كورونا، وربّما قبل اللقاح".
والأربعاء، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" عن غانتس قوله، خلال محادثات خاصة مغلقة، إنه في حال عد حل أزمة الميزانية، حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر الحالي، فإنه سيبادر إلى خطوات برلمانية من أجل تبكير الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أن طرح مشروع قانون نزع ثقة عن نتنياهو ليس السيناريو الأكثر واقعية في الخطوات التي يخطط لها غانتس، وإنما تأييد "كاحول لافان" لمشروع قانون كهذا، تطرحه المعارضة من أجل حل الكنيست، وحتى لو أدى ذلك، بحسب غانتس، إلى فوز رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا"، نفتالي بينيت، خصم نتنياهو اللدود داخل اليمين، وأن يشكل حكومة.
ونقلت الصحيفة عن غانتس قوله خلال المحادثات الخاصة، "إننا ندرس ذلك بكل تأكيد، لأنه قد وصل السيل الزبى. وبعد أسبوعين سنعلم إذا ستكون هناك ميزانية، أم أننا سنذهب إلى انتخابات ولن تكون حكومة".
وأضاف غانتس أنه على اتصال بهذا الخصوص مع رؤساء أحزاب أخرى في الكنيست وينسق معهم. وقال إنه "لن أرفض أحدا (في رئاسة الحكومة)، أي أحد ليس هو" في إشارة إلى نتنياهو. "وليقرر الشعب. إذا أراد بينيت، فليكن بينيت. وأنا الشريك الأفضل الذي يمكن أن يكون لنتنياهو، لكن إذا استمر في التصرف ليس مثل البشر، فليتحمل المسؤولية".