دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء الطرفين المتحاربين في إقليم ناغورني قره باغ إلى "احترام التزاماتهما بوقف إطلاق النار" و"الكف عن استهداف مناطق مدنية مأهولة".
تصريح بومبيو أتى على خلفية المعارك العنيفة التي اندلعت الثلاثاء بين القوات الانفصالية الأرمنية في ناغورني قره باغ والجيش الأذربيجاني في تجاهل للهدنة الإنسانية، ما أثار غضب الصليب الأحمر الذي يعتبر أن "مئات آلاف" الأشخاص تأثروا بالنزاع.
وكانت أرمينيا وأذربيجان قد تواصلتا إلى وقف لإطلاق النار كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ يوم السبت، لكنه بقي حبراً على ورق.
من جهتها، حضت مجموعة مينسك في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي الوسيط التاريخي في النزاع والتي تتشارك روسيا وفرنسا والولايات المتحدة رئاستها، كلاً من باكو ويريفان الراعية السياسية والعسكرية للانفصاليين، على احترام اتفاق الهدنة من أجل "تفادي تداعيات كارثية" على المنطقة.
وكما يحصل منذ بدء المعارك في 27 أيلول/سبتمبر، يتبادل الطرفان المسؤولية عن الأعمال الحربية التي أسفرت عن حوالي 600 قتيل، بينهم 67 مدنيا، وفقا لتعداد جزئي. ولم تعلن أذربيجان عن أي قتلى في صفوف قواتها.
وأكد مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة أوراسيا مارتن شويب في بيان أن "اليوم، بعد أسبوعين من المعارك العنيفة التي للأسف لا تزال تتكثّف نرى أن هناك مئات آلاف الأشخاص تأثروا في المنطقة".
ولفت إلى أن "المحادثات لا تزال جارية من أجل التوصل إلى تبادل جثث وأسرى بين الطرفين، وهو أحد أهداف الهدنة التي لم تطبّق".
واتهم المسلحون الانفصاليون في ناغورني قره باغ الجيش الأذربيجاني بشن هجوم ثلاثي في الجنوب والشمال والشمال الشرقي للإقليم المعلن من طرف واحد. من جهتها، أكدت باكو أنها "تحترم وقف إطلاق النار" لكن الانفصاليين الأرمن أطلقوا النار على مناطق وغورانبوي وترتار وأغدام الأذربيجانية.
ويبدو أن أذربيجان سيطرت على بعض الأراضي خلال أكثر من أسبوعين من المعارك، من دون التمكن من تحقيق تقدم كبير مقابل الانفصاليين الذين يسيطرون على الجبال.
ويرى الخبير في المركز الجورجي للتحليل الاستراتيجي غيلا فاسادزي أن "أذربيجان سجّلت بعض الانجازات العسكرية، لكن باكو بعيدة كل البعد عن السيطرة على قره باغ"، مشيراً إلى "مأزق دبلوماسي وعسكري".
وإضافة إلى احتمال حصول أزمة إنسانية، هناك خشية لدى المجتمع الدولي من تدويل هذا النزاع، إذ إن أنقرة تشجع باكو على الهجوم وموسكو ملتزمة بمعاهدة عسكرية مع يريفان.
وتُتهم تركيا بإرسال مقاتلين موالين لها من سوريا للقتال إلى جانب الأذربيجانيين، وهو ما تنفيه باكو.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن مقتل 119 مسلحا سوريا مواليا لأنقرة على الأقل منذ بداية المواجهات.