تلتزم القيادة الفلسطينية "الصمت الحديدي" في شأن تصريحات الأمير بندر بن سلطان، وذلك في ظل تعليمات رسمية مشددة، بعدم تناولها "بشكل مطلق، وتحت طائلة المسؤولية".
وكان لافتاً الصمت الرسمي الفلسطيني عن تلك التصريحات التي انتقدت القيادة الفلسطينية، واعتبرت أنها ضيعت "فرصا تاريخية" لصنع السلام مع إسرائيل.
لكن حركة حماس رفضت تلك التصريحات في منشور للمتحدث باسمها، سامي أبو زهري، عبر حسابه على موقع "تويتر"، ووصفها "بالمؤسفة، وبأنها لا تخدم إلا الاحتلال".
وقبل ساعات على إصابته بفيروس كورونا، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على "تويتر"، إنه لا يعتزم الرد على تصريحات الأمير بندر بن سلطان، لكنه شدد على "رفض المساس بالرموز السيادية للدول العربية".لكن تصريحات عريقات لم ينشرها الإعلام الرسمي الفلسطيني، كما يفعل عادة، كما أنه تجاهل تصريحات الأمير بندر بن سلطان، ومنع بشكل مطلق وكامل أي رد عليها.
تعميم
وكشف مسؤول فلسطيني رفيع، رفض الكشف عن اسمه، لـ "اندبندنت عربية"، وجود اتصالات فلسطينية رسمية مع مسؤولين سعوديين لمعالجة تصريحات الأمير بندر بن سلطان بشكل هادئ، وبعيداً من الإعلام.
وقال المسؤول إن القيادة الفلسطينية "لا تريد إشكالاً" مع السعودية، وأن الفلسطينيين يرغبون "بمعالجتها بعيداً من التوتر والتوتير".
ومنع تعميم رسمي صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية السفراء والطاقم الدبلوماسي الفلسطيني "من التعاطي بأي شكل من الأشكال أو التعليق
أو الكتابة في شأن تصريحات الأمير بندر بن سلطان"، أو حتى الدفاع عن الموقف الفلسطيني تجاه ما قاله الأمير السعودي.
وتوعد التعميم الصادر عن ديوان وزير الخارجية الفلسطينية "باتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من ينتهك تلك التعليمات تحت أي مبرر أو أي تفسير كان".
وشدد التعميم الذي تأكدت "اندبندنت عربية" من صحته، على "عدم التحدث عن الأمير بندر بن سلطان أو الإشارة إليه بأي شكل أو إلى شخصيته أو تاريخه أو نشاطه أو طبيعة عمله، أو أسباب تصريحاته وخلفياتها".
مخاوف
ويرى الكاتب السياسي جهاد حرب أن الموقف الفلسطيني بالتزام الصمت تجاه تصريحات الأمير بندر بن سلطان، يشير إلى أن القيادة الفلسطينية "تتخوف من غضب سعودي يؤدي إلى فقدان الدعم السياسي والمالي للرياض، في ظل تصاعد الأزمة بين فلسطين وعدد من الدول العربية على خلفية اتفاق السلام الإسرائيلي مع كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين، إضافة إلى سوء العلاقات مع مصر.
وقال حرب إن القيادة الفلسطينية حريصة للغاية على عدم افتعال أي إشكالات في العلاقة مع الرياض، باعتبارها الداعم الأكبر لها سياسياً ومالياً بين الدول العربية، مضيفاً أن ذلك قد يشكل مبرراً للسعودية لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.