يديعوت - بقلم: حاييم سبان هو متبرع ورجل أعمال إسرائيلي – أمريكي .. ومؤسس مركز سبان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز
في الوقت الذي يعربد فيه فيروس كورونا في أرجاء العالم، وبينما تنقسم الإنسانية وتكون عديمة الاتجاه، يقف العالم الآن أمام مستقبل محوط بالضباب. ستكون للانتخابات القريبة القادمة تداعيات بعيدة الأثر على السياسة الخارجية الأمريكية، وبخاصة على أمنها وأمن إسرائيل القومي.
نحن الآن لأكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى رئيس ذي تجربة مثبتة، ورؤيا استراتيجية، وشجاعة واحترام من زعماء العالم كي نحمي عائلاتنا وتحقيق سلامتنا. من هؤلاء الزعماء نائب الرئيس السابق جو بايدن والسناتورة كاميلا هاريس. إدارة بايدن – هاريس لن تكتفي بإعادة بناء أمريكا كدولة أفضل، بل وستعيد أيضاً بناء أمن إسرائيل.
تشهد أفعال بايدن وهاريس على أنهما مؤيدان متحمسان وحليفان لإسرائيل.
يحرص جو بايدن على أمن إسرائيل منذ 1973، حين التقى كسناتور شاب، غولدا مئير وإسحق رابين قبل وقت قصير من حرب يوم الغفران، ودفع باتجاه المساعدة الأمنية الأمريكية. لم يلتزم بايدن بأمن إسرائيل فحسب، بل يقدر مواطنيها ويحترمهم. لن تستخدم إدارته القدس المقدسة كـ “أداة مساعدة” في مؤتمر سياسي، فهو يفهم بأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يتجاوز كثيراً “الواجب الأخلاقي”، بل ونقل عنه في الماضي كمن يقول: “لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها”.
تعهد بايدن بأنه كرئيس سيواصل المساعدة الأمنية وسيحافظ على تفوقها العسكري النوعي. في أثناء ولايته كنائب للرئيس، في 2016، ساعد في تصميم مذكرة التفاهم للمساعدة الأمنية الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات، لإسرائيل. بل وعمل كلاعب أساس مهم في تجنيد الدعم لتطوير منظومات دفاعية ضد الصواريخ من طراز “القبة الحديدية”، و”مقلاع داود”، التي تحمي مواطني إسرائيل من صواريخ حماس في جنوب البلاد وصواريخ حزب الله في الشمال. هاتان المنظومتان من الأسلحة التي تحمي الجنود الأمريكيين حول العالم أيضاً.
وفقاً لتقرير أصدره مؤخراً معهد بحوث المؤسسة للعلوم والأمن الدولي، فإن مخزون اليورانيوم لدى إيران ارتفع عشرة أضعاف منذ انتخاب ترامب رئيساً، وزمن الاقتحام الإيراني المقدر لإنتاج مادة مشعة لقنابل نووية في نهاية أيلول 2020 قصر إلى ثلاثة أشهر ونصف. لقد قال بايدن بشكل حازم: “ليس عندي أي أوهام عن إيران. النظام الإيراني يؤيد منذ سنوات طويلة الإرهاب ويهدد مصالحنا. لن أسمح أن يكون لإيران سلاح نووي”.
إضافة إلى ذلك، فقد نشأ وضع خطير في المنطقة عندما أخرج جنود الجيش الأمريكي من سوريا، الأمر الذي سمح لإيران، بدعم من روسيا، أن تملأ الفراغ الناشئ بسلاح كثير وبدعم عسكري، على حافة باب إسرائيل تماماً.
إن تأييد جو بايدن لإسرائيل مخطوط بالحجر منذ أربعة عقود، ولكن المستقبل غير متوقع بعد؛ لأنه منوط بنا وبالمرشح الذي سنصوت له كي يصمم المستقبل المقبل. يظهر فيروس كورونا لنا بأنه لا يوجد سور، ليس مهماً كم “جميلاً” أو “عالياً” سيكون، ليحمينا. ثمة حاجة لأسرة دولية، تحت قيادة أمريكية، من أجل بناء مستقبل أفضل.
علينا جميعاً أن نتخذ القرار في تشرين الثاني، فهل نريد أن نتخذ الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل وأكثر أماناً للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم كله، أم نواصل عزل أنفسنا، وتعزيز أعدائنا، والشقاق مع حلفائنا، ثم نجعل أمريكا وباقي العالم أقل أماناً لأولادنا من جراء لذلك؟ تعالوا نخط الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل مع جو بايدن كرئيس.