طرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات رؤية متكاملة لسُبل إفشال "صفقة القرن" ومواجهة قرار الضم الاسرائيلي الذي يريد التهام الأراضي الفلسطينية، حيث تضمنت رؤيته خطة عمل فلسطينية بحتة دون الاعتماد على أي طرف عربي أو دولي من أجل هذه المواجهة.
وجاءت "رؤية عريقات" عبر كتاب جديد صدر عن "منتدى التفكير العربي" في لندن، وذلك لاحقاً لحوار مطول أجراه المنتدى مع عريقات لمناقشة هذه الرؤية والمطلوب فلسطينياً من أجل مواجهة قرار الضم الاسرائيلي ومشروع "صفقة القرن" الذي يُسميه عريقات "مشروع نتنياهو - ترامب" ويؤكد أنه نفسه كان قد تم عرضه على الفلسطينيين حرفياً من قبل اسرائيل عام 2012 وتم رفضه بشكل كامل، ما يعني أنه لا يتضمن أي رؤية أمريكية مطلقاً وإنما هو "رؤية إسرائيلية بحتة".
وكان "منتدى التفكير العربي" في لندن نشر "رؤية خالد مشعل" في كتاب آخر منفصل مؤخراً، وهي الرؤية التي قدمها رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس حول القضايا ذاتها، وتتضمن كلاً من الرؤيتين توافقاً كبيراً حول كيفية مواجهة "صفقة القرن" وقرار الضم الاسرائيلي والارتماء العربي في الحضن الاسرائيلي عبر اتفاقات التطبيع.
وتقوم "رؤية عريقات" على "ضرورة نقل الشعب الفلسطيني من السلطة الى الدولة" دون انتظار التوصل الى حل سياسي مع الإسرائيليين ولا انتظار الوسيط الأمريكي الذي ظهر بأنه منحاز إلى الاسرائيليين بشكل كامل، أما رؤية مشعل فتقوم على "ضرورة تغيير وظيفة السلطة الفلسطينية دون التخلي عنها".
ويقول عريقات في رؤيته إنها تقوم على سبعة مرتكزات مهمة هي: "انجاز المصالحة الفلسطينية، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتعزيز صمود الفلسطينين على أرضهم، وانتخاب مجلس وطني فلسطيني يمثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني دون تمييز، وأن تكون المرجعية في أي خلاف هي صناديق الإقتراع، وترسيخ مبدأ تحريم الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، إضافة إلى الاستناد للشرعية الدولية والقوانين الدولية ومنها القرار الصادر عام 2012 الذي نص على الشخصية القانونية لدولة فلسطين".
وقال رئيس منتدى التفكير العربي محمد أمين في تصريح لوسائل الاعلام إن نشر "رؤية عريقات" يأتي في سياق مبادرة بدأها المنتدى مطلع العام الحالي تهدف الى وضع خطة عمل فلسطينية شاملة وموحدة في مواجهة "صفقة القرن" التي يرفضها كافة أطياف الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن "رؤية عريقات" تتضمن جملة من الخطوات العملية التي يمكن البناء عليها فلسطينياً من أجل توحيد الجهود وتعزيز المصالحة والمضي نحو إفشال أي إجراءات إسرائيلية أُحادية الجانب.
