فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ ساعات صباح اليوم، إغلاقاً محكماً على المدينة المقدسة ومداخل البلدة القديمة من القدس المحتلة، بحجة "الأعياد اليهودية".
وأفادت مؤسسات حقوقية أن قوات الاحتلال شدّدت الإجراءات الأمنية في وسط المدينة وبلدتها القديمة ومحيط بواباتها الرئيسية.
وأغلقت قوات الاحتلال العديد من الشوارع والطرق الرئيسية بسواتر حديدة، مع تمركُز مكثف لدوريات الاحتلال العسكرية والشرطية، خاصة في شارع الواد الممتد من داخل باب العمود المُفضي إلى أبواب المسجد الأقصى وأسواق القدس القديمة وحاراتها.
وأوضح زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أن إجراءات الاحتلال تسببت في إرباك حركة تدفق المواطنين والقاطنين والذاهبين إلى المسجد الأقصى.
وكانت سلطات الاحتلال قد فرضت إجراءات مشددة على المدينة وبلدتها القديمة خلال عيد رأس السنه العبرية والاعياد اتي تليها، حيث شهدت هذه الفترة اقتحامات واسعة للمستوطنين إلى المسجد الأقصى.
كما فرضت قوات سلطات الاحتلال إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية منذ منتصف الليلة الماضية، عشية احتفال المستوطنين اليهود بما يمسى "راس السنة العبرية"، كما أغلقت القدس لمدة ثلاثة أسابيع بحجة فيروس كورونا والحد من انتشاره.
وتستعد جماعات المعبد المتطرفة لتنفيذ سلسلة من الاقتحامات اليومية في المسجد الأقصى خلال ما يسمى "أيام التوبة"، التي تمتد من يوم الأحد حتى الخميس المقبل بالتقويم العبري، وخلال هذه الاقتحامات تنوي جماعات المعبد أداء صلوات فردية وتنفيذ ما يعرف بـ"السجود الملحمي" داخل المسجد الأقصى، بدعم شرطة الاحتلال وحمايتها، وذلك بقيادة عددٍ من حاخامات الجماعات المتطرفة.
ونشر اتحاد منظمات المعبد دعواتٍ لحث جميع المتطرفين على اقتحام المسجد بشتى الوسائل الممكنة، وذلك لتعويض أثر قيود الحركة التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية خلال الأعياد اليهودية.
وكانت جماعات المعبد قد راهنت على إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين خلال هذه الفترة، لكن بعد فشل هذه الخطوة أعاد اتحاد جماعات المعبد بشكل عاجل التنسيق مع شرطة الاحتلال لضمان فتح باب الاقتحامات للمتطرفين الإسرائيليين خلال فترتي الضحى وما بعد صلاة الظهر.
وتضع جماعات المعبد على رأس أولولياتها النفخ في البوق اليوم الأحد لإعلان بداية السنة العبرية من داخل المسجد الأقصى، ولذلك تركز عليه في كل الدعوات، وذلك في إطار استراتيجية جديدة تتبناها لـ "إقامة المعبد معنوياً" بفرض كافة طقوسها الدينية داخل الأقصى، تمهيداً لبناء المعبد في مكانه مادياً.
إلى ذلك، قام شاب يهودي متطرف بتجاوز الحواجز الشرطية المقامة على أبواب المسجد الاقصى ودخل من باب الملك فيصل، حيث أوقفه أحد الحراس المتواجدين داخل المسجد الاقصى، واكتشف أمره، حيث كان يحمل بوقاً لينفخ به إيذاناً ببدء العام العبري الجديد، وحصل عراك بالأيدي بينه وبين حراس الأوقاف لمنعه من تأدية الطقوس التلمودية والنفخ بالبوق، وقامت بعدها شرطة الاحتلال باعتقاله.
من جهة أُخرى، قام أحد أفراد شرطة الاحتلال برمي سكيناً في الساحة الشرقية على مقربة من مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى، حيث فطن حراس المسجد الاقصى لهذه الفعلة على الفور، واضطرت شرطة الاحتلال إلى إزالة السكين من مكانها بعد انكشاف أنها هي من وضعتها.
ولولا تنبه وفطنة الحراس لكان بإمكان الشرطة الزعم أن هناك محاولات طعن داخل المسجد الأقصى أو في محيط باب الرحمة، بحيث يكون ذلك ذريعةً لإغلاق المصلى أو الأقصى بأكمله في وجه المسلمين.
من جهة أخرى دخل الإغلاق العام الذي أعلنته الحكومة الإٍسرائيلية، بدءاً من بعد ظهر امس الاول الجمعة في مدينة القدس حيز التنفيذ، للحد من انتشار فيروس كورونا في المنطقة، ويستمر حتى مطلع شهر تشرين الأول المقبل.
وأوضحت مصادر محلية أن الشرطة نصبت السواتر الحديدية، ووضعت الأشرطة الحمراء في الشوارع الرئيسية وعلى مداخل البلدات والأحياء المقدسية، كما انتشرت في شوارع البلدة القديمة ومحيطها، وخلال ذلك طالبت من السكان عبر مكبرات الصوت إغلاق المحلات التجارية "باستثناء الحيوية"، ودعت إلى التزام السكان بالقيود وقرارات الحكومة ووزارة الصحة الإسرائيلية، وبدت الشوارع والأحياء شبه خالية.
وكانت الحكومة صادقت عبر استفتاء هاتفي على أنظمة جديدة للتغلب على فيروس كورونا، إضافة إلى تقييدات عدد العمال في القطاع العام، وذلك استكمالًا لقرار الحكومة الصادر يوم الأحد الماضي حول الخطة المشددة للحد من انتشار الفيروس.
وحسب بيان لوزارة الصحة الإسرائيلية، فأوضح أن القيود على الحركة والتنقل يسمح بالخروج من مكان السكن حتى 500 متر فقط، هذا التقييد يسمح بالخروج إلى الحيز العام (الحدائق وساحات الألعاب)، فيما يسمح باجتياز مسافة الـ500 متر في الحالات معينة، خاصة أبرزها "تلقي العلاج، لأداء الصلاة، تقديم مساعدة لشخص، الوصول الى أماكم العمل، التزود بالمنتجات والأغذية".
وبالنسبة للتجمعات، منع التجمهرات-يُسمح فقط حتى 10 أشخاص في مبنى مغلق و20 في مكان مفتوح، والحفاظ على مترين بين الأشخاص قدر الإمكان، وتقييد عدد الراكبين في السيارة- حتى 3 أشخاص (باستثناء الأشخاص الذين يسكنون في البيت نفسه) وراكب إضافي في كل كرسي خلفي إضافية.
كما فرضت السلطات تقييدات على النشاطات التجارية والمصالح الثقافية والترفيهية.
من جهة أُخرى، سمحت الشرطة الإسرائيلية بالتظاهر ليلة أمس السبت أمام منزل نتنياهو، وذلك ضمن معايير السلامه وعدم التجمع لاكثر من 20 شخص في المظاهرة، وقامت بإعطاء المتظاهرين مساحة أكبر لكي يتمكنوا من إعطاء فرصة التباعد بعضهم عن بعض.