على بعد 14 كيلومترًا من الجهة الجنوبية لمدينة نابلس، تقف قرية عصيرة القبلية في مواجهة زحف الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي وأراضيهم ومزروعاتهم بشكل متصاعد.
قال رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية حافظ صالح إن القرية تتعرض للكثير من مضايقات المستوطنين على خلفية توسع مستوطنة "يتسهار" وبؤرها الاستيطانية التي تقع على مقربة من القرية.
وأشار إلى أن الأهالي يتصدون في كل مرة لعدوان المستوطنين ووقف زحفهم على أراضيهم، منوها إلى أن قرى وبلدات جنوب نابلس مستهدفة بشكل مباشر من الاحتلال بحجة قربها من مستوطنة "يتسهار".
وغالبا من يتم منع أهالي البلدة من الوصول إلى أراضيهم الموجودة بالقرب من "يتسهار" خاصة في مواسم قطف الزيتون.
وقال صالح إن المجلس القروي سعى لإتمام مشروع شق شارع لتسهيل تنقل المواطنين وبالتحديد أصحاب الشاحنات، والوصول للمنطقة الصناعية والمحاجر دون المرور من داخل البلدة، وذلك بعد تكرار حوادث السير جراء ذلك، لكن الاحتلال يمنعهم من استخدام هذا الشارع بحجة قربه من المناطق المصنفة (ج).
وتشتهر القرية بالزراعة خاصة الزيتون واللوزيات والقمح، ويتجه قسم من المواطنين إلى الصناعة والعمل بالمحاجر التي تشتهر بها عصيرة.
ويبلغ تعداد سكان البلدة نحو 3000 نسمة حسب أحدث الإحصاءات وتضم سبع عائلات، هي: "عصايرة، وصالح، وحمدان، وأحمد، ومخلوف، وعبد اللطيف وياسين.
وعندما تصل لأعلى منطقة في القرية يبرز جمالها وتظهر بعض القرى المجاورة لها مثل، مادما، وجماعين، وبورين ومنطقة نابلس الجديدة، وينغص القلب رؤية مستوطنة "يتسهار" التي تتربع على قمة جبل سليمان لعكس ظلم الاحتلال وقهره.
وتعد عصيرة القبلية من أكثر القرى تضررًا من مستوطنة "يتسهار"، وبحسب مركز أبحاث الأراضي، فقد شرع مستوطنو "يتسهار" منذ بداية العام 2007 بإجراء سلسلة خطوات من أجل جلب عدد إضافي من المستوطنين، وذلك عن طريق وضع عدد من الكرفانات المتنقلة على الأراضي الشرقية للقرية، وتبعد الكرفانات مسافة كيلومتر تقريباً عن مسطح البناء الحالي للمستوطنة.
كما قام مستوطنو "يتسهار" بشق طريق داخلي بهدف التأسيس لبنية تحتية تمهد لتطوير المستوطنة وترسيخ قواعدها في المنطقة، وهذا الطريق لا يبعد سوى مسافة 1 كم عن بيوت المواطنين في عصيرة القبلية.
وفي كثير من الحوادث، يقدم مستوطنو "يتسهار" على مهاجمة رعاة الماشية والمزارعين في عصيرة القبلية، في الأراضي الزراعية المحيطة بالمستوطنة، وسرقة الأغنام التي بحوزتهم.
أما في مجال التعليم، أوضح المربي المتقاعد بسام عمران عبد اللطيف، أن عصيرة القبلية لم تأخذ حقها في دعم التعليم، حيث تعاني من نقص كبير في المرافق المرافق الصفية، والمقاصف والملاعب.
ويوجد في عصيرة القبلية مدرستان، إحداهما للطالبات والثانية مختلطة.