ذكرت "وكالة التلغراف اليهودية" في تقرير لها، اليوم الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب الزعماء الأميركيين اليهود في مكالمة هاتفية استغرقت 20 دقيقة بأن يصوت اليهود الأميركيين له، وأنهى مكالمته بعبارات مثيرة للجدل كان قد استخدمها في الماضي، مشككاً في ولاء اليهود الأميركيين للولايات المتحدة.
وبحسب النشرة، وهي الأوسع انتشاراً بين الصحف اليهودية الأميركية المتعددة، فإنّ ترامب في مكالمته التقليدية السنوية للزعماء اليهود في أميركا بمناسبة السنة اليهودية الجديدة قال في نهاية مكالمته: "نحن نقدرك حقًا، ونحن نحب بلدكم أيضاً" في إشارة لإسرائيل.
وفي معرض تقديمه لصهره اليهودي جاريد كوشنر، الذي يُعدّ مهندس صفقة القرن والوسيط الذي نجح بتحقيق اتفاقات التطبيع الإمارتي البحريني الإسرائيلي التي وُقعت يوم الثلاثاء في البيت الأبيض، وصفه ترامب بأنه "زعيم لا يُصدق (عظيم) لإسرائيل".
وبحسب النشرة، كرر ترامب عبارات قالها سابقاً، وصف فيها اليهود الأميركيين بأنهم إسرائيليون.
كما أن تعليقات ترامب أثناء المكالمة تجاوزت الخط الفاصل بين أحداث البيت الأبيض والحملات الانتخابية، التي كانت –وفق النشرة– حتى رئاسته تُعدّ غير أخلاقية، إن لم تكن غير قانونية.
وضغط على المشاركين في المكالمة الانتخاب لصالحه، محذراً من أن إسرائيل ستعاني إذا لم تتم إعادة انتخابه في خريف هذا العام.
وقال ترامب: "يجب أن أقول لكم إن عليكم فعل كل ما تقدرون عليه يوم 3 تشرين الثاني (يوم الانتخابات الرئاسية) لإعادة انتخابي، فهذا أمر مهم جدا لأننا إذا لم نفز، فإن إسرائيل ستكون في ورطة كبيرة".
وعدد الرئيس ترامب في المكالمة كل ما فعلته الولايات المتحدة لإسرائيل، قائلاً إنها يقدم 4.2 مليار دولار من المساعدات السنوية لإسرائيل، في إشارة إلى الصفقة التي أبرمتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة إليها وطرح خطة سلام منحازة إسرائيل.
وقال ترامب: "نحن في الشرق الأوسط بسبب حماية إسرائيل"، وهو موقف يعتبره الخبراء متناقضاً مع المصالح العديدة، بما في ذلك التدفق الحر للنفط، الذي تمتلكه الولايات المتحدة في المنطقة.
وبحسب النشرة، فإنه "عندما تساءل آرثر ستارك، رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، عن خطط ترامب لمساعدة إسرائيل في مواجهة جهات فاعلة مثل إيران وتركيا الذين يدعمون الجماعات الإرهابية مثل حماس وحزب الله، رد ترامب، مرة أخرى: صوتوا للجمهوريين".
وقال ترامب: "إنه في الحقيقة وقت مهم جداً في حياة إسرائيل وسلامة إسرائيل، ونحن سنواصل القيام بعمل رائع، أما إذا فاز الجانب الآخر (الديمقراطيون وجو بايدن) فستنتهي المراهنة على دعم إسرائيل، أعتقد أنها ستكون قصة مختلفة تماماً، أعتقد أنه سيحدث العكس تماماً".
وأشار ترامب في المكالمة إلى أنه خرج من الاتفاق النووي الإيراني (الذي أبرمته الدول الخمس دائمة العضوية غي مجلس الأمن زائد ألمانيا مع إيران في تموز 2015)، لأن إسرائيل أدانت الاتفاق، وقال إن (الرئيس السابق) أوباما، الذي توسط في تخفيف العقوبات لعام 2015 من أجل اتفاق التراجع النووي، "أذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وقال ترامب: "أتذكر أن بيبي (نتنياهو) جاء متوسلاً إليه (أوباما)، إلى نقطة إذلال وترجاه: لا تفعلها من فضلك ..لا توقع الاتفاق (النووي) الإيراني، ولكنه فعلها. أما أنا فقد كسرتها "محتجاً"، ومع ذلك فإن الديمقراطيين يحصلون على 75% من أصوات اليهود بشكل تلقائي.. آمل أن تتمكنوا من القيام بما هو أفضل من ذلك. آمل أن نتمكن من شرح ما يجري للناس".
يذكر أن اليهود الأميركيين يصوتون تقليدياً بأعداد كبيرة لمرشح الرئاسة الديمقراطي. وأظهر استطلاع للرأي هذا الأسبوع أن جو بايدن حصل على 67% من الأصوات وترامب على 30%. لكن الناخبين اليهود في الولايات المتأرجحة، خاصة فلوريدا، قد يرجحون الكفة لصالح مرشح أو آخر في انتخابات متقاربة جداً.
وأشار ترامب في المكالمة إلى أنه كان في حالة حيرة من أمره بشأن سبب عدم حصوله على حصة أكبر من الأصوات اليهودية.
وقال: "إن هذا ما يدهشني حقاً، ولا بد لي من أن أقول لكم، لأنني رأيت استطلاعاً للرأي في الانتخابات الأخيرة، حصلت فيه فقط على 25% من الأصوات اليهودية، وقلت هنا لدي صهر يهودي (جاريد كوشنر) وابنة يهودية (إيفانكا ترامب)، لديّ أحفاد جميلون يهود. لديّ كل هذه الإنجازات المذهلة (لإسرائيل)"، معبراً عن دهشته من تصويت اليهود الأميركيين تقليداً للحزب الديمقراطي.
ونسبت صحيفة "وكالة التلغراف اليهودية" التي كشفت فحو المكالمة إلى آرون كياك، مدير "المشاركة اليهودية في حملة بايدن" قوله إن ترامب "الذي يشير إلى أن الأميركيين اليهود أقل ولاءً للولايات المتحدة الأميركية بطريقة أو بأُخرى"، لم يكن مفاجئاً، نظراً للتصريحات السابقة التي أدلى بها ترامب وأثارت انتقادات يهودية.
وقال كياك: "ولكن ما يثير الدهشة هو صمت مؤيديه، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى جاليتنا (اليهودية الأميركية)، سيما أنه عندما يقول لنا ترامب "نحن نحب بلدكم أيضاً (قاصداً إسرائيل)، فإننا نسمعه بصوتٍ عالٍ وواضح، كما يسمعه المعادون للسامية".