دوافع التقارب العربي الإسرائيلي
تمهيد
منذ أمد طويل لم يعرف العرب الا مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي ، لم يكن هذا الشعار او العنوان او المقولة او سمها ما شئت الا عنونا يحمل في طياته طبيعة العلاقة مع إسرائيل، وهي العلاقة القائمة فقط على الصراع ،وبالتالي هي ليست أكثر من دولة استعمارية استيطانية أتت على حساب اقتلاع فلسطين من عمقها العربي والإسلامي واقتلاع أبنائها من أرضهم التي هي جزء من الامتداد العربي الأصيل منذ نشأة الخليقة وهي أرض لم تعرف يوما الى اللغة العربية والقبائل العربية وهي منارة الإسلام فأنبياء الله جميعا علمونا هذا وبعضهم ترك بصماته الجسدية والروحية التي تشير لإسلاميتها وعروبيتها .
انها ذات الأرض التي عندما نسأل عن بناء مسجدها نفتخر بأن ملائكة الله بنته بعد بنائها للكعبة بأعوام تصل الى الأربعين وبالتالي فأن إشارة الخالق الى حقوقنا كافية بعيدا عن كل المعايير والأدلة
التاريخية على هويتنا وحقنا وأحقيتنا على هذه الأرض وهذا ما يجعلني هنا قبل ان استكمل حديثي ان أذكركم بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة كما قال شاعر فلسطين الكبير محمود درويش.
لقد كانت الأيدلوجيا العربية والإسلامية تؤمن تماما بأن الصراع مع إسرائيل وقبل ذلك مع عصابتها التي عملت على التلاعب بعمليات الشراء تؤمن تماما بأن هذا الصراع عربي إسلامي بحكم ما كانت عليه البلاد العربية قبل عام 1917 والذي يسجل تحولا مهما وخطيرا وربما كان هو بداية ان يتحول الصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي الى الصراع العربي الإسرائيلي.
هذا التحول التاريخي كان له العديد من الانعكاسات الخطيرة على فلسطين المنهوبة والمستعمرة ولكنه ظل لفترة طويلة عقيدة مهمة في الصراع مع الإسرائيلي حيث لم يكن هناك عربيا واحدا يقبل بوجود هذا الجسم على ارض فلسطين والتي خاض الكثيرون حروبا طاحنة من أجلها.
ربما في وقت لاحق لم يعد هناك معنى للحروب فلقد انتهت تماما بعد أكتوبر 1973 الا انه في نفس الوقت بقي عنوان الصراع العربي الإسرائيلي هو الأساس في التعاطي مع الكيان الغاصب فلا زالت أراضي الجولان والجنوب اللبناني محتلتان ولا زالت فلسطين تخضع للاحتلال وهي أصل الحكاية ولا زلت الأردن تعاني حتى بداية مدريد للسلام هنا سنقف لحظة ونقول لم يكن مؤتمر مدريد للسلام الا ترسيخا لمفهوم الصراع العربي الإسرائيلي وكان ذلك جليا في آلية التعاطي مع فكرة المؤتمر فكيف وصلنا الى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟.
قبل كل ذلك لا يمكن لنا ان نتحدث عن دول قومية بالمعنى الحقيقي ترفع شعارات محاربة الاستعمار وتسعى للوحدة وترفض مخلفات الاستعمار غير تلك الدول التي كانت على المحك مثل مصر وسوريا والعراق تلك الدول كانت ذات شعار عربي قومي حاولت من خلاله شعاراته المختلفة زرع فكرة الصراع الابدي مع المحتل حتى انتهاء الاحتلال فلقد كانت اشعارهم في تلك الفترة وأديباتهم منطلقة تماما من فكرة القومية العربية التي حملت شعار فلسطين او بالمعنى الاصح تحرير فلسطين.
لقد باتت الأفكار القومية في لحظة تحمل أفكار الخلاص وباتت هي الوحيدة القادرة على جعل الناس يلتفون حولها بل ويبررون أي تصرف منها فهي التي خلصتهم من الملكيات وهي التي طردت الاستعمار وهي التي ترفع شعار الوحدة وتحرير فلسطين وأنا لا أنكر هذا ولكن يبدو انها كانت تسير في العديد من المسارات التي فقدت فيها أيدولوجيتها وبالتالي لم تعد الأيدلوجية مساوية تماما للأفعال على الأرض.
ان التحولات الكبيرة التي جعلت العلم العربي مفككا فكريا ليست بالبسيطة فعندما فشلت الوحدة العربية ذات المفهوم القومي والتي كانت ناصرية بامتياز ذات يوم لم تستطع ان تحافظ حتى على وحدتها الفكرية ذات التوجه القومي الحقيقي فأصبح لدينا مفكرين كبار منظرين لشيء لا علاقة له بالواقع ولكنهم بكل تأكيد من الذين يشار لهم بالبنان في التشخيص.
لم تكن الدول الاستعمارية لتترك العالم العربي يعيد بناء نفسه ولكن السؤال هل قدمت أيضا تلك القوميات نماذج حقيقية تستطيع من خلالها مجابهة ما يحك ضدها؟
لا أريد ان اتهمهم فقط، ولكنني لا أنكر المحاولات، ولكن كل تلك المحاولات والتي هي جزء مهم من التحديات فشلت أمام القوة الاستعمارية من ناحية، وتفرقنا نحن من ناحية أخرى. فليس العرب وحدهم أيضا من اقتتلوا فكريا لأن المجتمع الواحد نفسه تصارع داخليا بشكل أيديولوجي مخيف ساهم في الاقتتال أكثر ما ساهم في البناء.
ان التحولات الكبيرة التي حصلت على المستوى العربي أفضت الى العديد من الطرق التي جعلتنا نحصر الصراع الإسرائيلي من العربي الإسرائيلي الى الفلسطيني الإسرائيلي.
لقد كان عام 1967 بداية حقيقية لتضارب كل شيء فليس هذه النتيجة هي التي ممكن الممكن ان تكون حصيلة التعبئة الفكرية او الفكرية القومية العروبية، لقد ضاعت فلسطين لا شك بل بات هناك وضع جديد جدا خاصة بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة التي ساعدت الفكر العربي على تبني ما تبقى لهم توجيه شعوبهم نحو فلسطين، الا ان تلك التوجيهات باتت أقرب الى مصالح البقاء أكثر من كونها توجيهات خاضعة فعلا لتحرير حقيقي.
لم يكن الفكر الناصري فكرا محدودا بل فكرا تخطى الكثير من الحدود حتى ان الناصرية باتت عنوان للتحرير وعنوان مهم للتخلص من الاستعمار وأصحاب الاقطاع وان الانتصار على العدوان الثلاثي لم يكن انتصارا لمصر بل للعروبة وكيف لا وإسرائيل جزء من الهزيمة ولا يمكن انكار المشاريع القومية الكبيرة التي حققها ناصر او النظام الناصري ولا ننكر ان العديد من التحديات الصعبة تخطاها بكل فروسية تلك الفروسية التي كانت تنقص المجتمع العربي هي ذاتها التي غضت الطرف عن هزيمة 1967.
ناصر كان عنوان الوحدة العربية وتجلت تلك الوحدة ما بين مصر وسوريا ولكن لتضارب الفكر خلصت التجربة الى ان هناك بعثا جديدا لديه أيضا ما لدى الناصرية القومية من طموح للنفوذ والسيطرة والتي كانت تؤدي كل مفرداتها كما كان يؤدي النظام الناصري الى فلسطين. ربما هذا أيضا جزء من الصدمة الكبيرة والتي لم تنتهي الى يومنا هذا فلقد ضاع الحلم وضاعت المبادئ الكبيرة والعظيمة في عام 1967 ثم ضاعت بعد كامب ديفيد الأولى ثم بسقوط العراق ثم سوريا في وحل ما يسمى بالربيع العربي.
على كل حال لا نريد ان نبتعد عن كيف تحول الصراع من عربي إسرائيلي الى فلسطيني إسرائيلي ولكن على كل حال انا اعرف تماما بان الإجابات لديكم كثيرة والأدلة أكثر ما يكون منها من أي وقت مضى فلقد تحول الصراع نتيجة الهزائم الكبرى للفكر العربي القومي من ناحية والبعثي من ناحية أخرى الى صراع فلسطيني إسرائيلي بامتياز وخاصة بعد دخول منظمة التحرير الفلسطينية في معترك اتفاق أوسلو.
ولكن ليس دخول م.ت.ف مسار السلام الا نتيجة حتمية للهزائم المتلاحقة التي سجلها العرب في جولاتهم المتعددة الان ذلك الانتصار الذي أعاد ارض مصر الى مصر وأبعدها عن مسار الحرب والاشتباك المسلح نهائيا او الى ان يشاء الله.
كل تلك الاحداث المتشابكة والمتسارعة جدا بعد كامب ديفيد من ناحية ثم بعد أوسلو جعلت ما تحت الرماد يظهر بوضوح حيث ان الاستعداد العربي لخوض غمار تجربة العلاقة مع إسرائيل لم يخفيها العديد من الدول وان كان عبر رسائل من شخصيات ما تؤكد ان العقل الجمعي العربي الحكومي او الرسمي بات يؤمن بانه لا مانع من ذلك ولكن ما هو السبيل؟
ربما ان أوسلو لم تكن مفتاحا للراغبين بالالتحاق بإسرائيل وحسب بل كانت مفتاحا لبيان العديد من التوجهات المخفية وخاصة عند المعتركات الكبرى في القضية الفلسطينية فكلنا شاهد وعايش كيف أدار العرب ظهرهم للشهيد ياسر عرفات في حصاره وكيف قطعوا عنه حتى البث عبر الأقمار الصناعية لكيلا يظهر موقف فلسطين غفي قمة بيروت.
ولكن هل كانت المبادرة العربية للسلام في حينه تعني حقا ما جاء فيها؟ يبدو ان إسرائيل كانت تعي ان العرب قادمون لا محالة فلماذا لا يستمروا في تدمير كل شيء ولماذا يعطوا اثمانا مقابل السلام.
صحيح ان المبادرة قالت ان سلاما وتطبيعا كاملا لن يكون الا عند إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس ولكن في نفس الوقت كانت الاتصالات والعلاقات العربية الإسرائيلية على قدم وساق وبالتالي خروج أي دولة للحديث ان علاقات كاملة لن يكون مع إسرائيل الا بعد احقاق حقوق الفلسطينيين بات لا معنى له بعد ما يجرى ونراه من تسابق عربي إسرائيلي نحو إقامة علاقات وبعد حضور وطلب عربي لصفقة القرن بل والطلب من الفلسطيني ان يتريث وآخرها ما حصل من رفض العرب لعقد جلسة طارئة لجامعة الدول العربية لرفض وإدانة الاتفاقية الإسرائيلية الامارتية.
ربما هذا السرد يجيب لوحده عن سؤال لماذا بات الصراع فلسطينيا إسرائيليا؟ وربما ان هذه المقدمة بقدر ما فيها اختصار للأحداث تجيب عن كيف تحول الصراع من عربي إسرائيلي الى فلسطيني إسرائيلي.
ان الإجابة على هذا التساؤل تستطيع ان تصيغ مبرراته في مئات الصفحات ولكن اعتقد اننا نعي لوحدنا ما الذي حدث وانني هنا أذكر فقط لأبحث معكم فيما تبقى من صفحات عن دوافع العرب حول هذا الانجرار وما المصلحة وكيف فكر وهل حقا وجدوا لأنفسهم مبررات غير مبررات السيادة.
انني بت أجزم ان فقدان السيادة هو ما يجعل العرب يذهبون لما يسمى سلاما مع إسرائيل وليس السيادة.
وان كانت بعض الدول تبرر ان مصر ذهبت لسلام مع إسرائيل فأننا نقول لها بان مصر خاضت حربا وانتصرت وأعادت أرضا مسلوبة، فماذا أعدتم أنتم او بالأحرى ماذا قدمتم من انتصارات من أجل تبرير صنائعكم التي تعطي إسرائيل ما لم تكن تحلم به.
في هذه الدراسة المتواضعة نريد ان نمر سويا على ما يعتقد العرب انه مبررات جعلتهم يذهبون باتجاه إسرائيل حتى باتت إسرائيل تفاخر بانها لم تعد تقدم شيئا من أجل السلام، فلم يعد مطلوب منها تقديم ارض مقابل السلام وبهذا تكون إسرائيل قتلت تماما كل قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بل قتلت أساس مدريد أيضا الذي انطلقت المفاوضات فيه على أساس واضح عنوانه الأرض مقابل السلام.
وهنا لا بد ان يسأل المتطبعون أنفسهم سؤالا مهما هو ما هو ردهم او موقفهم من سعادة إسرائيل بأنها لم تعد تقدم شيء من أجل السلام الا السلام ذاته؟ ثم ما هو السلام الذي قدمته فعلا إسرائيل لتلك الدول المهرولة نحو التطبيع وما هو المكسب العربي منه وما ذا أعطت إسرائيل للعرب غير الوهم.
ان كان العرب يعتقدون ان إسرائيل ستحميهم فأنهم واهمون ولكن إسرائيل تحمي نفسها تماما باتفاقياتهم وتحمي نفسها من الأجيال القادمة الذين سينشئون على قاعدة ان إسرائيل صديق وضمنت نفسها لسنوات قادمة من العديد من الاتفاقيات الاقتصادية التي ستسلب من خلالها ما تبقى من خيرات فليست إسرائيل بالبلد المالك للموارد مثل أولئك الذين توقع معهم.
الدوافع السياسية للتقارب العربي الإسرائيلي:
مقدمة:
بعد عام 1973 ذهبت مصر باتجاه صنع سلام مع إسرائيل ولكن قبل ان نقول ان مصر ذهبت لسلام مع إسرائيل لا بد ان نقول ما الذي دفعهم الى ذلك.
لا شك ان هناك العديد من الدوافع التي جعلت مصر ان تذهب باتجاه صنع سلام مع إسرائيل سياسية وغير سياسية ولكن على أي حال هناك دافع مهم وهو دافع القوة الذي استثمره المصريون في صنع السلام والذي من منطلقه ووفقا للظروف العربية في حينه كان سيخلق سياجا آمنا حول مصر من أي تحالف أكبر ضدها سياسيا او عسكريا.
كانت كلمات الراحل أنور السادات ذات مدلولات مهمة عندما قال (ان لمصر درع وسيف) قاصدا بذلك قوة جيشه الذي أحسن اعداده والذي كانت قوته جزء أساسي من مفاوضاته التي كانت ذات معايير واضحة وهي (الأرض المصرية).
لقد انسحب الإسرائيليون من سيناء ولكن ليس انسحاب بإرادة المحتل بل انسحاب بإرادة المنتصر الذي استطاع ان يملي شروطه.
لم تكن مصر دولة ضعيفة ولم تصنع سلاما مقابل السلام فالسادات وعبر منصة الكنيست الإسرائيلي كان يخاطب المتواجدين خطاب المنتصر عندما قال لم (آتي لاستجداء السلام). ولا يمكن لنا ان ننسى بأن قيادة إسرائيل في حينه لم تكن على ثقة بأن الطائرة المصرية كانت تحمل الرئيس السادات بل كانوا على شبه يقين بأنها تحمل متفجرات هكذا عبر قيادة العدو في حينه حيث كان كل من جولدا مائير وديان وآخرين ينتظرون انفجار الطائرة فيهم.
وان كان لمصر مبررها في خلق سلام مع إسرائيل هو استعادة الأرض المصرية فأن مصر لم تلغي عقيدتها القائلة بان إسرائيل عدو ولم تطبع مع إسرائيل ولم تخلق علاقات بالمعنى الحقيقي بين مكونات مصر الثقافية والشعبية والاقتصادية وغيرها وبين إسرائيل وضل الشعب المصري بكل أطيافه السياسية والثقافية رافضا بل محاربا صلبا وشرسا في وجه كل من تسول له نفسه بالحديث عن تطبيع مع إسرائيل في حين انها استعادت الأرض تارة بالسيف وتارة عبر التحكيم الدولي وهنا لا بد من الإشارة ان السلام مع إسرائيل والاعتراف المتبادل كان عاملا مهما من عوامل استعادة طابا بحيث ان الدولتان المتخاصمتان وافقتا على التحكيم .
والسؤال الرئيس هنا هل هناك دوافع حقيقية عند الاخرين للذهاب الى سلام مع إسرائيل وما هو المقابل الذي اعطته إسرائيل لهم حتى يوقعوا على سلاما معهم؟
وحتى نجيب على تساؤل يمكن ان يمر بالأذهان حول الأردن وصنعها لسلاما مع إسرائيل يمكننا القول ان الأردن كانت جزءا مهما مسار مدريد الذي فشا باتجاه تحقيق سلام تكاملي مع جميع الأطراف المشاركة فيه حينها ولكن حتى نعطي الأردن حقها فلننظر جميعا ونتمعن فيما ضمنته الأردن فعليا لفلسطين حسب الاتفاق الأردني الإسرائيلي ( وادي عربة ) .حيث جاء في المادتين 8-9 إشارة واتفاق مهم يضمن بأن يكون الفلسطينيون أصحاب قرار وليس إشارة شكلية من خلالها يصاغ اتفاق سلام حيث ضمنت الاتفاقية في هاتان المادتان الوجود الفلسطيني كونه صاحب القرار في عمليات التفاوض الخاصة ببحث أوضاع اللاجئين والنازحين ورفضت الأردن نهائيا التعامل مع الملف بشكل ثنائي كما انها حافظت على تواجدها في القدس وفي المسجد الأقصى وجسدت الوصاية الهاشمية في الاتفاق بحيث يتيح هذا العمل بشكل أكبر داخل المسجد الأقصى.
المادة (8)
اللاجئون والنازحون:
1- اعترافاً بالمشاكل الإنسانية الكبيرة التي تسببها النزاع في الشرق الأوسط بالنسبة للطرفين، وبما لهما من إسهام في التخفيف من شدة المعاناة الإنسانية، فإنهما سيسعيان إلى تحقيق مزيد من التخفيف من حدة المشاكل الناجمة على صعيد ثنائي.
2- اعترافاً من الطرفين بأن المشاكل البشرية المشار إليها أعلاه، التي تسببها النزاع في الشرق الأوسط، لا يمكن تسويتها بشكل كامل على الصعيد الثنائي، يسعى الطرفان إلى تسويتها في المحافل والمنابر المناسبة، وبمقتضى أحكام القانون الدولي بما في ذلك ما يلي:
أ. فيما يتعلق بالنازحين ضمن لجنة رباعية بالاشتراك مع مصر والفلسطينيين
ب. فيما يتعلق باللاجئين:
1- ضمن إطار المجموعة المتعددة الأطراف حول اللاجئين
2- في مفاوضات تتم في إطار ثنائي او غير ذلك ضمن إطار يتفق عليه وتكون مقترنة ومتزامنة مع المفاوضات الخاصة بالوضع الدائم للمناطق المشار اليها في المادة 3 من هذه المعاهدة
ج- من خلال تطبيق برامج الأمم المتحدة المتفق عليها وغيرها من البرامج الاقتصادية الدولية المتعلقة باللاجئين والنازحين، بما في ذلك المساعدة على توطينهم.
المادة (9)
الأماكن ذات الأهمية التاريخية والدينية وحوار الأديان:
1- سيمنح كل طرف للطرف الآخر حرية الوصول للاماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية.
2- وبهذا الخصوص وبما يتماشى مع إعلان واشنطن، تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن.
3- سيقوم الطرفان بالعمل سويا لتعزيز حوار الأديان بين الأديان التوحيدية الثلاث، بهدف العمل باتجاه تفاهم ديني والتزام أخلاقي، وحرية العبادة والتسامح والسلام.
الان ماهي المبررات للأخرين وما هي الضمانات وكيف دافع عنا الاخرون باتفاقياتهم التي يتحدثون عنها وكأنها انجاز؟ وماذا يمكن ان تقدم إسرائيل لهم بشكل حقيقي لكي يوافقوا على صنع سلام معها؟ وأي سلام نتحدث عنه في اللحظة التي لا يوجد فيها صراع بالأساس مع الكيان.
الامارات – البحرين – عمان – البحرين – قطر – السودان – المغرب – السعودية. من ذهب منهم ومن لم يذهب الى ما يسمى تطبيع علاقات ومن المرشح ولماذا وما هي الدوافع السياسية والاقتصادية وما الذي ستقدمه لهم إسرائيل وماذا سيقدمون من اجل السلام لضمان الحقوق الفلسطينية بعد ان باتت المبادرة العربية في مهب الريح فلقد تباهت إسرائيل بان السلام بات يصنع من اجل السلام فقط وانه لا ثمن ستدفعه إسرائيل على الاطلاق.
دوافع ومبررات التقارب الاماراتي الإسرائيلي:
في 13 أغسطس 2020، وخلال اتصال ضم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد أعلنت الإدارة الامريكية بأنه تم الاتفاق بين الامارات وإسرائيل على إقامة علاقات ثنائية وذلك من خلال اتفاقية سلام سيوقعها الطرفان في البيت الأبيض في شهر 9 من العام 2020.
لم ينكر الامريكان فرحتهم بهذا الاختراق الذي اعتبروه إنجازا كبيرا بل اختراقا دبلوماسيا مهم وتاريخي.
ليست الكارثة هنا فقط كما أرى ولكن الكارثة هو الإعلان بشكل رسمي ان هناك دولا أخرى سوف تنضم الى معاهدات مع دولة الكيان قريبا وكأن ترمب يقول للعرب او للفلسطينيين على وجه الخصوص بأن ما تخشونه او ما تشكون به او ما لديكم من معلومات غير مؤكدة باتت حقيقية ومؤكدة.
لا أرى تلك الخطة الغريبة والغير مبررة الا تعزيز لوضع ترامب ألانتخابي خصوصًا أنه يواجه انتخابات رئاسية ليست بالسهلة على الاطلاق نوفمبر 2020 خاصة وهو يعاني ما يعاني من فشل في معالجة ملف كورونا وملفات العنصرية التي أفضت الى اشتباكات مع الشرطة ومظاهرات قوية ضده وما يعانيه من اتهامات كبيرة بإدارة البلاد بشكل يضر بالمصالح الامريكية في العالم وليس ملف إيران وصفقة القرن التي رفضها جزء مهم وكبير من الكونجرس الا بعضا من الملفات التي يعتبرها السياسيون الامريكان ملفات خطيرة وضد مصلحة الولايات المتحدة. والحديث هنا لا يدور عن الامارات فقط فهناك البحرين وسلطنة عُمان والسودان والتي يحاول ترمب من خلالهم القفز الى البيت الأبيض فتلك العلاقات الجاهزة نوعا باتت أفضل من صفقة القرن وعلى كل حال فأن تلك القرابين العربية ستقدم للشعب الأمريكي في شهر 12 المقبل من العام 2020 لينال رضا شعبه مقابل كل تلك القرابين.
نشر السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، صباح اليوم الجمعة، مقالاً جديداً في الصفحة الأولى لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، تحت عنوان شالوم عليكم (سلام عليكم)، مؤكدا فيه ان اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات يفتح الباب أمام مستقبل أفضل للشرق الأوسط". الصحيفة الإسرائيلية نشرت مقال العتيبة على صفحتها بتويتر، بتعليق اقتبست فيه عن السفير الإماراتي، قائلة: "السفير الإماراتي في واشنطن، يخاطب الإسرائيليين في تقرير خاص ليدوعوت احرونوت، بعد الاتفاق (السلام): شالوم عليكم. السلام عليكم. فتحنا بوابة لمستقبل أفضل في الشرق الأوسط. أغلقنا بوابة الضم وخلقنا ديناميكيات في عملية السلام. هذا نصر مهم للدبلوماسية وللناس في المنطقة".
ان السفير الاماراتي في واشنطن كان قد سرب عبر مقال سابق للعلاقات المرتقبة الإسرائيلية الإماراتية ليس هذا فحسب فعند التوقيع شاهد العالم أجمع الرفض الفلسطيني والعربي او بالأحرى بعض العرب لتلك الاتفاقية فما كان منه الا ان ينشر مقالا آخر يفتخر فيه بتلك الاتفاقية وعلى كل حال فأن حضور دولته للإعلان ترمب خطة الضم كان دليلا واضحا بأن الامارات ذاهبة الى أبعد من ذلك الحضور وعلى كل حال حصل هذا.
في اللحظة التي حاولت فيها الامارات العربية تبرير موقفها بأنها أوقفت خطة الضم الإسرائيلية خرج نتنياهو في مشهد المنتصر لشعبه ليكذب ما قالته الامارات وليعلن نتنياهو بأن إسرائيل لم تعد تدفع أي ثمن مقابل السلام وان السلام هو فقط من أجل السلام وان خطة الضم سوف تمضي وإنها لن تكون الا على الطاولة.
ان ما قامت به الامارات العربية المتحدة من تحدي واضح للإجماع العربي الذي اقر في قمة بيروت وما تلاه من اجماع منظمة التعاون الإسلامي والتي تبنت الخطة العربية للسلام والتي اعلنها الملك عبدالله ملك السعودية والتي وافقت عليها كل الدول العربية والإسلامية ليس الا ضربا بعرض الحائط لجميع تلك المقررات بل وخروجا صارخا عن الاجماع الإسلامي العربي وبالتالي تكون الامارات العربية هي من أطلق الرصاصة على تلك المبادرة بعد إسرائيل التي عبرت في حينه انها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه وكأن الامارات جاءت بعد كل هذا الوقت لتؤكد موقف إسرائيل من المبادرة العربية.
الدوافع الامارتية لتوقيع معاهدة السلام،،،
بعيدا عن كل المبررات الامارتية فأن هناك لا شك دوافع تعتقد الامارات بأنها السبب في التوقيع على مثل تلك المعاهدات وهي كما أرى تتلخص فبما يلي،،،
1- صفقات السلاح التي تعتقد الامارات بأنها لن تحصل عليها الا بإعلان اتفاق سلام مع إسرائيل حيث تعتقد انها بهذا الصفقة او الصفقات سوف تضمن تفوقها العسكري في الخليج العربي.
2- ما تظنه الامارات بأنها من الممكن ان تحصل على شريكا إسرائيليا ممكن ان ينضم اليها في حلف في يوم من الأيام للدفاع عنها ضد إيران
3- النفوذ الاماراتي العربي، حيث انها تريد بذلك ان تلعب دور الوصي على العرب من بوابة انها باتت حليفا لدولة إسرائيل القوية وما تمثله إسرائيل من علاقات بأمريكا.
4- سكوت عما تقوم به الامارات من أدوار في المنطقة العربية مثل اليمن وليبيا
5- اعتقاد الامارات بأن إسرائيل ممكن ان توفر لها تفوقا أمنيا في المنطقة
ولكن كل هذه المبررات ليست شيئا أمام ما حققه الإسرائيليون والامريكان فإسرائيل كسبت ما يلي:
1- انهت مفهوم ومضمون المبادرة العربية للسلام.
2- بث مفهوم جديد عنوانه السلام مقابل السلام
3- ضمانة بتواجد أمني رسمي في الخليج العربي
4- رصيد مهم لحساب اليمين المتطرف في دولة إسرائيل
5- خلقت صراعا عربيا عربيا حول هذا النوع من الاتفاقيات
6- جعل الامارات في موقف المدافع عن سلوكياتها بدلا من كونها جزء من الرافضين للعلاقات
7- ضمنت لنتنياهو ما لم يضمنه له كل معسكر اليمين من نفوذ.
وليس ترمب ببعيد عن تلك المكاسب فهو أيضا يساهم في تنفيس غضب أنصار إسرائيل في قاعدته الانتخابية بسبب تعثّر مخطط الضم في الضفة الغربية. وبسبب الكثير من السياسات التي كانت جزء من تحرك مجلس النواب والشيوخ ضده لعزله لذات يوم وما أسفرت عنه سياساته الداخلية من اقتتال بين الامريكان السود وبين السلطات الحكومية لا يجد ترمب أفضل من الشرق الأوسط كي يحاول من خلاله اثبات تواجده السياسي وانجازاته التي لا تكلف كثيرا.
ملاحظات هامة على الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي،،،
1- لم تضمن الامارات نهائيا قضية عدم الضم انما كان ذلك عنونا فقط لتبرير ذلك الاتفاق.
2- أعلنت إسرائيل ومن هلال رئيس حكومتها انها لم ولن تلتزم مع أحد في اتفاق بما يخص الأوضاع السياسية في إسرائيل وأنها لم تعد تدفع اثمانا مقابل السلام إشارة منها الى ما وقعته سابقا مع العرب.
3- لم ولن يضمن هذا الاتفاق أي تفوق للإمارات على اقليمها ولن تكون إسرائيل في يوما من الأيام مقاتل لصالح الامارات
4- لن يعطي الاتفاق انعكاسا اقتصاديا مهما للإمارات على الاطلاق فليست المنتجات الإماراتية هي من ستغزو أسواق إسرائيل وليست تكنولوجيا الامارات المتطورة هي من ستغزو إسرائيل وليست شركات السلاح الامارتية هي من ستبيع الى إسرائيل
5- لن يضمن هذا الاتفاق تفوقا ولا دورا محوريا للإمارات على العرب فليست دولة منتصرة وليست الا دولة منساقة وخارجة عن الصف العربي الذي كانت جزء من اقراره ذات يوم في قمة بيروت
6- رؤية ترمب هي الأساس في تحقيق هذا السلام وفي نظرته الى الشرق الأوسط حيث انه كان صاحب فكرة ان التقارب العربي الإسرائيلي هو الأساس لصنع السلام وليس إعطاء الحق لأصحاب الحق
7- حضور الامارات لحفل اهداء الأرض لإسرائيل في البيت الأبيض والاعلان عن صفقة القرن كان عنوانا هاما مفاده ان العرب او بعضهم ليسوا معكم بل انهم جزء من خطتي.
التقارب الإسرائيلي البحريني:
كغيرها من الدول الخليجية ذهبت البحرين حتى لأبعد من ابرام اتفاقيات سلام مع الاحتلال سواء بحضور مراسم اعلان خطة الضم ثم استقبال المؤتمر الاقتصادي في المنامة ليكون بداية الصفقات الاقتصادية الخاصة بشق خطة الضم ثم اعلان وزير خارجيتها صراحة ودون تحفظات بأن (إسرائيل وجدت لتبقى).
وكمثلها من الدول الخليجية المطلة على الخليج العربي وذات الحدود التي تؤرق إيران أيضا خاصة ان للبحرين ثقلا شعبيا شيعيا كان للبحرين العديد من الدوافع الوهمية التي لا تختلف عن دوافع الاخرين من كونها تعتقد بأنها بذهابها نحو إسرائيل بأنها تحمي نفسها وتخلق سياجا آمنا حولها من كل من يرد الاقتراب منها.
هي أيضا جزء من دويلات ملوك الطوائف التي سوف تدفع الجزية لمن سوف يقدم لها الحماية وخاصة ان ترمب قال بالحرف الواحد ان أمريكا لن تحمي أحد بالمجان.
للبحرين أيضا طابع خاص لا يمكن اغاله على الاطلاق وهي انها جزء مهم من الامتداد السعودي وهي تمثل سياسيا نفوذ المملكة السياسي وبالتالي قبولها وذهابها باتجاه تجسيد علاقة مع إسرائيل لن يكون بعيدا عن دوائر القرار بالمملكة وهي كما اعتقد السعودية من ستوقع ولكن باسم البحرين وستكون هذه الاتفاقية هي البديل عن المملكة في الوقت الحاضر حتى يتهيأ العرب بشكل تام لدخول المملكة على الخط بشكل رسمي فثقلها الديني لا يسمح بهذا الان ولكن مؤشرات دخول شركة العال الإسرائيلية الخطوط الجوية السعودية وذهاب البحرين لاتفاق سلام لا يحتاج للكثير من الذكاء من أجل الإقرار بأن ذهاب المملكة مسألة وقت تحكمه أكثر ربما العوامل الإقليمية المختلفة وخاصة تدخلات ايران الكبيرة في المنطقة.
على أي حال دعونا نرى سويا ما يثبت ان البحرين لا ترغب بل تعي وتسعى لتثبيت العلاقة مع الكيان حيث في اعقاب مؤتمرها الاقتصادي الذي استضافته سمعنا حدة الإقرار بأحقية وجود اسرائيل. لنقرأ هذا الخبر كما أورده موقع الجزيرة نت،،،
قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة إن إسرائيل وُجدت لتبقى، ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة، وأكد أن بلاده ودولا عربية أخرى تريد التطبيع معها.
جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة "تايم أوف إسرائيل" مع آل خليفة على هامش "ورشة البحرين للسلام من أجل الازدهار" التي نظمتها واشنطن وقاطعها الفلسطينيون.
وقال الوزير البحريني إن مبادرة السلام العربية لم تُعرض على جزيرة أو دولة بعيدة، وإنما على إسرائيل، وإن بلاده تريد علاقات أفضل معها.
ودافع آل خليفة عن حق إسرائيل في الوجود كدولة وبحدود آمنة، وقال إن هذا الحق هو ما جعل دولا عربية تعرض عليها مبادرة سلام.
ودعا الإسرائيليين إلى التواصل مع القادة العرب، والتوجه إليهم بخصوص أي مشاكل تحتاج للحل.
ووصف آل خليفة ورشة البحرين بالمغرية جدا، وأضاف أنه لم ير شقا سياسيا في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المطروحة في الورشة، مؤكدا استعداد بلاده ودول عربية أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأكد أن المنامة ترغب في جعل هذه الورشة نقطة تحول ثانية في مسار العلاقات الإسرائيلية العربية بعد اتفاق كامب ديفد مع مصر عام 1978
بعد هذا بدأ صوت الرغبة في التمكين السياسي العلني بين البلدين يتصاعد أكثر وأكثر ولكن كان في المقابل ان فلسطين تخسر أكثر وأكثر ولككن يبدو انه لا بأس في ذلك فلقد اختاروا إسرائيل واختاروا انها هي الأفضل لمستقبلهم في المنطقة.
ان تسارع البحرين لتكون سباقة في العلاقات لا يحمل الا معنى واحد فقط وهو قراراها الأكيد بأنها خارج سياق المبادرة العربية للسلام.
صحيح ان البحرين حاولت المحافظة على موقفها الدبلوماسي الملتزم بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الا انها باعترافها المجاني بأحقية إسرائيل في الوجود تعمل على عكس هذا والذي تجسد وبشكل جلي في مؤتمر المنامة الاقتصادي الذ أرسلت فيه البحرين دعوات كثيرة لمؤسسات إعلامية إسرائيلية والعمل على تبرير المؤتمر الذي هو جزء من خطة الضم الامريكية.
على أي حال ما تقوم به مملكة البحرين وما يمكن ان تقوم به دول أخرى هو قرار صريح ووضاح باتجاه اختار صفقة القرن واختيار الحماية الامريكية الوهمية التي قامت باستلام الجزية مسبقا.
هؤلاء لم يتعظوا من الحدث الذي قامت به إيران عندما احتجزت ناقلة النفط فلم تسمع من شريكها الوهمي الا قولا يؤد انه لا يعمل مع أحد بالمجان لدرجة انه يشاهر بذلك بل لا يفوت فرصة عبر الاعلام والا وقد تهكم على أصدقائه دافعي الإتاوة في الخليج.
بعد كل هذا تحقق ما كان يدور في الكواليس وأعلن ترمب أخيرا عن اتفاق سلام بحريني إسرائيلي في 11/9/2020 ليعلن عن انتصار جديد على حساب فلسطين وقضيتها وليخرج علينا نتنياهو متبجحا انه حقق سلام آخر مقابل السلام في أقل من شهر على الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي وليثبت قواعده التي تقوم على انه سلام وتطبيع مجاني وهو فقط مقابل السلام لا أكثر
دعونا نسجل بعض الملاحظات على تلك العلاقة البحرينية الإسرائيلية المرتقبة:
1- تسارع قوي في الخطابات التي تحرص على القول بأن إسرائيل جزء من المنطقة لن يعطي البحرين أفضلية عربية بل سيعطي نتنياهو أفضلية بين اليمين المتطرف بأنه قادر على تطويع العرب.
2- العلاقات التي أرادت البحرين استثمارها بعد مؤتمرها الاقتصادي لن تنجح على أي حال طالما ان أصحاب القرار الحقيقين غير موجودين (الفلسطينيين) وبالتالي البحرين في مظهر لا تحسد عليه فلسطينيا وعربيا كونها بهذه الطريقة تؤكد انها جزء من الساعين لفرض أجندات على الفلسطينيين بالتساوق مع الامريكان.
3- لن تكون البحرين محمية أمريكية ولا إسرائيلية بل ستبقى جزء من الاستثمار الإسرائيلي للصراع الدائر في الإقليم وجزء من المكاسب الأمنية ضد إيران من ناحية وضد دول عربية أخرى تعتقد بان دول الخليج ستمون دولا لها وزن دولي بعلاقتها مع إسرائيل.
4- لا يمكن لدولة كانت مهددة بقلب نظام حكمها في الخريف العربي أن تكون حليفا لدولة نووية مثل إسرائيل ولكن شكل العلاقة الوحيد الذي يمكن مشاهدته هو دور الدولة التابع والوظيفي.
5- ليست هناك دوافع حقيقية لا سياسية ولا اقتصادية ولا ثقافية تربط البحرين بإسرائيل ولا يمكن ان تكون أحد هذه العوامل جزء من تقدم البحرين لا من قريب ولا من بعيد.
6- تسعى البحرين لخلق هالة من حولها تشعرها بالقوة وتجعلها جزء من النفوذ الإقليمي واللاعبين الاساسين في المنطقة في حين انها لن تكون الا جزء من الاستخدام الإسرائيلي ولمصالح إسرائيل فقط التي تمتلك فعلا أدوات القوة.
إسرائيل تعلن والعرب تتحفظ
لم يتوقف نتنياهو يوما ما منذ ان تولى منصبه عن الحديث عن التقارب والاتصالات العربية الإسرائيلية ان كان ذلك توجها إسرائيليا في يوم من الأيام فأن حديثه كان بكل الأحوال استراتيجية مهمة له ولدولته وما لبث ان حققها بكل قوة بل بكل استعلاء فهو خلال هذا المسيرة من حكمه عاصر تغيرات كثيرة عربية وساهم بكل جد في جعل إسرائيل أقرب الى تلك الأنظمة التي لم تعد مقنعة لشعبها ولا للأمة العربية.
لقد كان ما يسمى بالربيع العربي جزء مهم وأساسي من جعل إسرائيل تستفيد منه بحيث تقدم نفسها كمنقذ للعديد من الدول العربية وبيان ان السلام معها يضمن لها القوة والتفوق وفتح الأبواب بشكل كبير لهم لدى الإدارة الامريكية وبالتالي ضمانة أمريكية بأن لا تمس عروشهم على أي حال، لم يكن هذا فقط فلقد دفع العرب الجزية للأمريكان بشكل كبير وخاصة بعض دول الخليج كي تحافظ على وجودها وما تعتقد انه نفوذ لها ولكنني حسب ما أرى لم تكن تفعل سوا شراء ثمن دورهم الوظيفي الذ لم يعد بالفائدة عليهم بالمطلق ولن يعود غير انه أرح المستعمر من العمل بيده .
ولكن ألم يقرأ أولئك عن ملوك الطوائف الذين باتوا درسا مهما في معنى وحدة الامة والأرض، ألم يعي أولئك درس العصي الذي لم يبقى انسي على وجه الأرض الا وقد قرأه او قصت عليه حكايته، ألم تكن صورة الولايات المتحدة موجودة عند ملوك الاندلس الاسبان الذين حين تفردوا بالمسلمين لما ارتضوا ان يكونوا جموع من الطوائف يدفعون الاتاوات من أجل ان يضمن ملوك الاسبان ان ينقض عليهم أخاهم المسلم ملك الطائفة الأخرى.
لقد تغير الزمن وتغيرت الجنسيات المتصارعة ولكن المتن قائم كما هو فهؤلاء مسلمي اليوم وملوك طوائف العرب حاليا وأولئك ملوك الاسبان ولكن هذه المرة براعي جديد اسمه الولايات المتحدة الامريكية.
التقارب الإسرائيلي القطري
فبعد مدة وجيزة من انتهاء حرب الخليج الأولى عام 1991، كان موقف قطر “متميزاً” من إسرائيل قياساً بجيرانها، إذ أعربت عن رغبتها في إعادة النظر في سياسة المقاطعة العربية إذا جمدت إسرائيل البناء الاستيطاني. ثم بعد “أوسلو” 1993 أُحرز مزيد من التقدم بين الجانبين وخفّت حدة “النغمة العدائية” في الإعلام القطري، بل نوقشت خيارات التعاون الاقتصادي البيني والغير مباشر عبر سلسلة من الاجتماعات المشتركة. وفي أواخر 1994، التقى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يوسي بيلين، السفير القطري لدى واشنطن، عبد الرحمن بن سعود. وفقاً لبيلين، أكد عبد الرحمن أن الإمارة “ستكون سعيدة بالتعاون والمساعدة في العملية السياسية. في تلك المرحلة، شارك أمير قطر، حمد بن خليفة، في “أوسلو 2″، لتقام علاقات تجارية مع إسرائيل مع اعتراف بحكم الواقع بوجودها. كما شارك ممثل عن حكومة قطر في جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.
إلى أن بدأ التأسيس للعلاقات مع إسرائيل رسيمًا وبعد أشهر من التنسيق الخفي، في إبريل من العام 1996. فكان أول قرار اتخذه الشيخ حمد بن خليفة، بعد خطاب تنصيبه المتلفز، هو فتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة. وفي إبريل من ذات العام زار رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها شمعون بيريز قطر وافتتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية. لتصبح الدوحة العاصمة الخليجية الوحيدة التي سمحت بحضور مسؤول إسرائيلي دائم في أراضيها.
اللافت في زيارة “بيريز” كان الاستقبال الرسمي الكامل الذي حظي به في مطار الدوحة، إذ تَضمّن التحية العسكرية ورفع العلم الإسرائيلي وعزف الفرقة الموسيقية العسكرية القطرية النشيد الوطني للدولة العبرية “هتكفا”. كان ذلك بالتزامن مع بث قنوات الجزيرة لبرامج وفقرات إخبارية تنتهج خطًا تحريريًا معادِ لإسرائيل.
وبالرغم من زيارة “شيمون” وما شملتها من تأسيس أطر التعاون إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تظهر للعلن، رغم وجود عدد من الاجتماعات السرية بين الجانبين تلت زيارة بيريز. ووفق إيلي أفيدار، الذي ترأس البعثة الإسرائيلية من 1999 إلى 2001، عملت البعثة بوصفها سفارة، حتى وإن لم يُسمح لها برفع العلم الإسرائيلي أو وضع لافتة عند مدخل مبناها.
ومنذ ذلك الوقت، تعاقبت زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين ومن بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عام 2008.
من أحد المراجع الثرية لتأريخ تلك الفترة من تاريخ العلاقات والارتباطات بين الدوحة وتل أبيب، يأتي كتاب” قطر وإسرائيل – ملف العلاقات السرية”. للدبلوماسي الإسرائيلي سامي ريفيل والمنشور عام 2011 والذي ذكر فيه أن الحكومة القطرية ذللت كافة الصعاب وقدمت تسهيلات كثيرة للجانب الإسرائيلي من قبل مسئولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى، مؤكدا على أن قطر لعبت ومازالت دور الجسر المعلق بين إسرائيل والمنطقة العربية واصفا إياها بصندوق البريد السريع.
وفي صورة أخرى دعونا نرى هذا التعليق ان جاز التعبير الذي أراه أبعد ما يكون من تعليق، فأنا أره وكأنه جزء من تبرير وتبرئة ما فعلته قطر سابقا من فتح باب العلاقات وكأنه يقول هذا الفعل الذي لمتوني فيه أنتم الان تسعون اليه وانا على حق او اننا كنا على حق.
علَق رئيس وزراء قطر الأسبق، حمد بن جاسم، على اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، مُتطرقا إلى تجربة بلاده عندما فتحت مكتبًا تجاريًا لإسرائيل في الدوحة.
وقال بن جاسم، في تغريدات متتالية عبر تويتر، إن "وجهة نظري في هذا الصدد معروفة، وهي أن السلام لا بد أن يقوم على أسس واضحة حتى يكون التطبيع دائمًا ومستمرًا ومقنعًا للشعوب".
وحول الحديث عن تجميد إسرائيل ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن، أضاف بن جاسم: "ما لفت انتباهي هو التبرير الذي رافق الإعلان عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل.. يا له من تبرير مضحك ومبك في آن واحد ويحاول أن يتذاكى على العقول".
وتساءل بن جاسم: "هل جاء إعلان الاتفاق الآن دعمًا للرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة؟ أم هو في الوقت نفسه ثمن لتمرير صفقة طائرات ال F35 التي طلبتها الإمارات من واشنطن ووعد نتنياهو بالمساعدة في تمريرها؟ أو هو كذلك لتحسين صورة أبو ظبي في أمريكا؟ أم هدفه انقاذ خطة السلام التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية وعرفت بصفقة القرن ولاقت رفضًا عربيًا وعالميًا؟ وهل هناك لدى أبو ظبي خطة سلام لا نعرف عنها من شأنها إعادة الحقوق الفلسطينية والعربية؟!"
ومضى رئيس وزراء قطر الأسبق في تساؤلاته، قائلا: "هل أصبحت أبو ظبي عاصمة الخلافة الجديدة حتى يسافر القطريون والمسلمون الآخرون إلى القدس للصلاة في الأقصى عبرها فقط؟! سبحان الله يتصالحون مع اسرائيل ويحاصروننا!"
وأكد بن جاسم أنه يؤيد وجود "سلام وعلاقات متكافئة مع إسرائيل"، مُعتبرًا في الوقت نفسه أن "الجامعة العربية ومجلس التعاون حالة ميؤوس منها".
وقال بن جاسم: "أريد أن أستذكر أوقاتاً قريبة عندما فتحنا المكتب التجاري الإسرائيلي، وأقمنا مع إسرائيل علاقتنا علنية بعد انعقاد مؤتمر مدريد للسلام".
وتابع: "كان هدفنا من ذلك تشجيع إسرائيل على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، وفق المقررات الدولية والمبادرة العربية للسلام التي طرحها (العاهل السعودي الراحل) الملك عبد الله رحمه الله".
وأشار رئيس وزراء قطر الأسبق إلى أن بلاده تُهاجم "حتى اليوم في كل مناسبة بسبب تلك العلاقة.
ولكن رغم كل هذا ما الدافع الحقيقي وراء ان يسعى العرب وهنا الحديث عن قطر على الحفاظ والتسابق والتبرير لما يسعون اليه من علاقات مع إسرائيل؟ صحيح ان قطر لم توقع معاهدة سلام فهي لا تحتاج لمعاهدة سلام فلماذا السلام مع دولة غير محتله لأرضه ولماذا تسعى لعلاقات مع دولة تعتبر قطر أغنى منها ولديها من الموارد والعلاقات ما يفوق إسرائيل غير ان إسرائيل محمية أمريكية. وهل تحتاج قطر الى حماية أمريكية أيضا وبالتالي فأن الحل الوحيد هو إرضاء إسرائيل وإقامة علاقات معها او ان النهج السياسي القطري في المنطقة وحرصها على ان يكون لها بصمة في الاحداث العربية لا يمكن ان يكون دون رضا امريكي ومباركة إسرائيلية.
وهنا نسجل الملاحظات التالية:
1- تنطلق دوافع قطر منذ اللحظة الأولى لفتح مكتبها التجاري مع إسرائيل من كونه البوابة الرئيسية لتميز عربي بالعلاقات في المنطقة الهادفة البحث عن دور محوري
2- السعي من خلال جزيرتها الإعلامية ومن خلال الأموال الضخمة التي تمتلكها دولة قطر الى التدخل في الكثير من الدول محددة مصيرها بقدر المستطاع عبر نفوذها المالي والسياسي من ناحية واستخدماها للآخرين في تنفيذ سياستها من ناحية أخرى في الكثير من العواصم العربية والمؤكد ان هذا التدخل لا يمكن له ان يكون تدخلا طبيعيا من دولة صغيرة الا إذا كانت تسير في فلك كبير.
3- ليست هناك دوافع حقيقية تجاه القضية الفلسطينية بمعنى ان قطر حتى هذه اللحظة لم تضمن ولن تضمن شروطا تتعلق بالأرض الفلسطينية وان كان موقفها الان هو موقف داعم لأهل غزة عبر مشاريعها ورعايتها لاتفاقيات التهدئة فأن هذا لا يعني مشروعا حقيقيا تستطيع قطر من خلاله جعل إسرائيل تنسحب من أي قطعة أرض في الضفة الغربية
4- ليس هناك مشروع سياسي قائم على اتفاق ثنائي واضح انما علاقات بين الطرفين تضمن نفوذا قطريا.
5- ان العلاقات القطرية الإسرائيلية أيضا لا تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام وبالتالي ما صنعته الامارات مؤخرا تجاوزته قطر منذ سنين.
6- لا حاجة حقيقية لقطر من مبدأ العروبة ووحدة الصف والحفاظ على القضية الفلسطينية من أن تقيم علاقات مع إسرائيل لا اقتصادية ولا اجتماعية ولا ثقافية فليس هناك لا روابط ولا فائدة الا للكيان فقط.
التقارب الإسرائيلي العماني
ليست عمان بالبلاد البعيدة عن إشارات الكيان الذي يؤكد رئيس وزرائه في كل مناسبة انه بات أٌقرب لعلاقات مع العديد من الدول العربية وفق مبدئه القائل سلام مقابل سلام. بالنظر الى هذا الخبر الذي أورده موقع الحرة الاخباري والذي جاء نقلا عن وكالة الانباء الرسمية العمانية تأكيد بأن السلطنة تدعم هذا الاتفاق.
أعربت سلطنة عمان، الجمعة، عن تأييدها لقرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل، بحسب بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية.
ونقلت الوكالة عن ناطق رسمي باسم الخارجية العمانية تأكيده "تأييد السلطنة قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات مع إسرائيل في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأعرب عن أمله في أن "يسهم ذلك القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط.
وخبر آخر يتخطى التعبير عن الرضا الى الحديث مباشرة مع أصحاب الشأن، كل ذلك غير مبرر على الاطلاق فماذا لو انها لم تقم بما جاء يه هذا الخبر من اتصال وتهنئة ولماذا هذه الخطوة حتى لو عبر فيها عن انه يؤيد سلاما وتفاوضا مع الفلسطينيين. ولكن ألم تعلم سلطنة عمان بأن أساس التفاوض بات حسب ما تراه خطة الضم الإسرائيلية الامريكية، فعلى ماذا وعلى أي تفاوض حثت السلطنة التفاوض من أجله وعلى أساسه واليكم صيغة الخبر كما أورده موقع سما الاخباري،،،
أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، اليوم الإثنين، اتصالا هاتفيا مع وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، ويأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على الإعلان عن التحالف الإماراتي الإسرائيلي.
وتم التطرق خلال الاتصال الهاتفي بين أشكنازي وعلوي إلى التطورات الإقليمية الأخيرة في المنطقة والاتفاق الإسرائيلي الإماراتي لتأسيس علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.
وأكد بن علوي، خلال حديثه مع أشكنازي "موقف سلطنة عمان الثابت والداعم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الخارجية العمانية.
وذكرت الخارجية العمانية أن "وزير الخارجية العماني، حث نظيره الإسرائيلي على ضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
مصلحة سلطنة عمان في إقامة علاقات مع إسرائيل:
قبل الحديث عن الدوافع التي ممن الممكن ان تجعل سلطنة عمان تقترب من إسرائيل فأنني أود أن ألقى الضوء على بعض الاحداث الخاصة بسلطنة عمان:
1- علاقة فتور مع جيرانها وقرار منفرد تماما من سلطان قابوس الراحل لما يزيد عن العقود الخمسة.
2- حيادها التام في ملفات المنطقة مثل ملف الحوثيين في اليمن وملف مقاطعة قطر.
3- رغبتها في الحصول على قرض بقيمة 2 مليار دولار خاصة بعد جائحة كورنا التي اجتاحت البلاد بقوة مع السل