بات المشهد السياسى يمر بالكثير من التفاعلات والمتغيرات التي افرزتها طبيعة الأحداث ،فظهور تحالفات جديدة على الساحة العربية أدت بدورها إلى انكماش فى خارطة تحالف القوى التقليدية التى ظلت مستحوذة على المشهد السياسى.
وفى الحقيقة ، تقارب قوى من أخرى يمكن تصنيفه ضمن الصراع السياسى الذى يكاد يكون العنوان الرئيس على الساحة العربية ،وكل ذلك يجعل من الكيان الصهيونى ، القوة المركزية و المسيطرة على الساحة العربية والاقليمية وتاتى الإمارات الحليف الاستراتيجى لها.
ومايؤكد ذلك سقوط مشروع فلسطين فى الجامعة العربية بادانة التطبيع ،وتخلى النظام الرسمى العربى عن مبادرة السلام العربية التى أكدت عليها قمة بيروت عام 2002.
لقد غدا المشهد السياسى قاتما ويحتاج عناء التفكير لفهمه وادراكه ،وقراءته ،بسبب تشتت الموقف العربى وترسيخ الفوضى الخلاقة التى اجتاحت المنطقة العربية تحت مسمى الربيع العربى والصراعات الداخلية التى خلقتها فى العديد من الدول العربية.
ولعل سقوط مشروع فلسطين فى الجامعة العربية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن انعكاساته السلبية ستلقى بظلالها على مجمل الأحداث فى المنطقة وهو اطلاق يد الكيان الصهيونى ولعب دور أكبر من دور الشرطى فى المنطقة وتهميش قضية الشعب الفلسطيني وتحجيم النفوذ الإيرانى فى المنطقة.
وسط هذه الأجواء المتردية الحافلة بسياسة الانبطاح ،الانهزامية ..لم يجد ترامب أي حرج فى اتخاذ قراره العنصرى بشان القدس والضم بل وصل به الحال أن لا يعير أي اهتمام بأى نظام عربى وذلك بنقل سفارته إلى القدس ،مدركا أن كل الأنظمة العربية موالية له فهو يصنع ما يحلو له.
،أيضا شجع الإنقسام الفلسطينى كل قوى الشر والعدوان التغول على قضية الشعب الفلسطينى بل وتصفيتها وترك الباب مفتوحا لليمين المتطرف بقيادة نتنياهو ،لينهب الأرض الفلسطينية ويمارس القتل اليومى ويدمير كل مناحى الحياة للشعب الفلسطينى.
لقد استغل صناع المشروع الصهيوامريكى انشغال العديد من الدول العربية بصراعاتها الداخلية التى لعبت دورا بارزا فى اشعالها وانكفاء المواطن العربى على همومه المعيشية وتجلى ذلك عن مساندة ودعم شعبنا الفلسطينى واستعداد الانظمة العربية بالتحالف مع الكيان الصهيونى والتناغم مع مخططاته المعادية للامة ،وعلى ضوء ذلك ليس غريبا على الانظمة العربية اسقاط مشروع فلسطين الذى طالب بإدنة مشروع التحالف الإماراتي الصهيوني.
المطلوب من قيادة الشعب الفلسطينى وبسرعة إعادة صياغة الأمور وإعداد الخطط الإستراتيجية لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية وسرعة ترجمة توصيات اجتماع الأمناء العامين ليرى النور ..
حتى يستطيع الشعب ومعه القيادة بالتصدى لزلزال المتغيرات الجديدة التى باتت تشكل خطرا حقيقيا على وجودنا وهويتنا.
مشروع فلسطين ضد التطبيع ،اسقط ورقة التوت عن دعم ومساندة قضيتنا وقضايا الأمة والسقوط فى حضن المشروع الصهوامريكى ،الذى ينال من قضيتنا.