كشف وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، أن الإدارة الأمريكية، وعدت بدراسة إمكانية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، مقابل تطبيع علاقاتها رسميا مع إسرائيل.
وكشف قمر الدين، في مقابلة مع صحيفة "التيار" السودانية يوم السبت، أن "وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جاء إلى الخرطوم وطرح ملفين، الأول التطبيع بين السودان وإسرائيل، والثاني حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ووضع الملفان في سلة واحدة".
ولفت قمر الدين إلى أن "رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طرح، ردا على عرض بومبيو، سؤالا مفاده ماذا يجني السودان اقتصاديا أو متى يرفع من قائمة الإرهاب؟".
ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، زار الخرطوم لعدة ساعات في الخامس والعشرين من آب/أغسطس الفائت، وتناول موضوع حذف اسم السودان من القائمة الإرهاب الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ولفت قمر الدين، حسب اعتقاده، إلى أن "بومبيو، لا يمانع، لأنه وفي لقائه معنا وضع رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب مقابل التطبيع"، مضيفا" بومبيو رد بأن حكومته ستدرس الأمر مع الجانب الإسرائيلي ومن ثم ترد".
وظل اسم السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب الأمريكية منذ نحو 20 عاما الماضية على أعقاب استقبال الخرطوم جماعات وأفراد تراها واشنطن إرهابية.
إضافة إلى تفجيرات سفاراتي الأمريكية في نيروبي ودار السلام في عام 1998، والهجوم الانتحاري التي تعرضت له المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) في ساحل ميناء عدن، على يد تنظيم القاعدة (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، ما أسفر مقتل وجرح حوالي 60 شخصا عام 2000، وقد محكمة أمريكية أدانت حكومة السودان السابقة بلعب دور في هذه الأحداث.
وحول العرض الأمريكي للجانب السوداني مقابل التطبيع مع إسرائيل، قال وزير الخارجية السوداني المكلف، في سياق المقابلة مع صحيفة التيار، إن "بومبيو عرض رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب (القائمة الأمريكية) بجانب ودخول كبرى الاستثمارات الأمريكية إلى السودان وقد سمى بعض الشركات".
وأضاف الوزير السوداني، متعجبا، "بومبيو لم يتحدث عن الجانب الإسرائيلي المعني بالتطبيع، لكن لم يقدم الالتزام الواضح مثلا يحدد سقف زمنيا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأمريكية وطبعا تحدث عن معونات أمريكية وهي شئ لا يستحق الذكر".
والجدير بالذكر أن طيلة فترة الحكومات السابقة في السودان ونيل استقلاله من بريطانيا في العام 1956 كانت تتبنى القضية الفلسطينية وتعادي إسرائيل بكل الأشكال حتى بالمساعدات لمعدات العسكرية الفصائل المقامة الفلسطينية كما حصل في حقبة الرئيس السابق عمر البشير.
وأشار قمر الدين إلى، أن" قضية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب أصبحت قضية رأي عام أمريكي، والإعلام الأمريكي المؤثر يقول إن الوقت قد حان لحذف اسم السودان من قائمة الإرهاب"، مؤكدا بقوله "كلي ثقة أن السودان سيغادر القائمة الإرهابية التطبيع مع إسرائيل أو بغيره".
كان الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما، أعلن، رفع بعض العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على السودان، لكن لم تزيل هذه العقوبات اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب بسبب رعاية سابقا لمجموعات إسلامية متشددة عبر دعم أسامة بن لادن مؤسس "القاعدة".