تحدث عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. خليل الحية، عن ملف التفاهمات الأخيرة مع الاحتلال وجائحة كورونا.
وقال الحية خلال لقاء متلفز عبر فضائية الأقصى مساء الثلاثاء، "كان قرارنا منذ بداية العام أن نضغط على الاحتلال بكل الوسائل من أجل فك الحصار، لكننا والعالم انشغلنا في الوقاية من فيروس كورونا".
وأضاف: "العدو دخل في صراع داخلي، ولم نشأ أن نكون جزءًا من الصراعات الداخلية للاحتلال، ونأينا بأنفسنا وتحملنا بعض الوقت".
وتابع: "كنا مضطرين إلى العودة للضغط على الاحتلال بالأدوات الخشنة، وبدأنا بالبالونات"، مشيرا أن الاحتلال حاول أن يغير من قواعد الاشتباك، لكن كانت المقاومة له بالمرصاد، لذلك أوصلنا تحذيرات عبر الوسطاء، وأرسلنا صواريخنا لتلجم الاحتلال.
وأكد الحية أن الاحتلال تراجع عن معادلة "بالون يقابله صاروخ" تحت ضغط المقاومة، فـ"تحية لكل فصائلها وللغرفة المشتركة".
وقال: "في خضم الضغط على الاحتلال، تفاجأنا بدخول فيروس كورونا إلى غزة، وانشغلنا بحظر التجوال ومواجهة الوباء".
وأضاف: "نريد أن نحقق لشعبنا أن يعيش بكرامة، وعيننا الأخرى على شعبنا، ولا نزيده همًا فوق همّ"، مؤكدا على استعداد المقاومة إذا ما تدحرجت الأمور أن تدخل في حالة دفاع عن شعبنا أمام العدوان، وحتى لو وصل إلى أبعد مدى.
وأعرب الحية عن تقديره للجهود المصرية المبذولة، "لكن الاحتلال أفشل هذه الجهود، وعاد الوفد المصري دون إنجاز هذا الموضوع".
ونوه أنه "لم نقم باتفاق جديد، ولكن ثبتنا التفاهمات السابقة، وطالبنا بتطبيق الاستحقاقات المترتبة عليها". مؤكدا على أن "مطلبنا الاستراتيجي أن يرفع الحصار عن شعبنا، وأن نعيش بكرامة".
وقال: "نوجه شكرنا العميق لإخواننا في مصر على ما بذلوه، وعلى العلاقة الثنائية المميزة، وعلى حفاظهم على العمل بمعبر رفح".
وشكر الحية الوفد القطري، وسمو الأمير على ما بذلوه من جهود، وأياد بيضاء ساهمت في إغاثة الأسر الفقيرة، قائلا: "اتفقنا على تنفيذ الاتفاقات السابقة بكل مكوناتها، خاصة ما يخص الماء والكهرباء والتصدير، والعمال والتجار".
وأشار الحية، الى أن قطر استعدت لمضاعفة المنحة القطري، لكن الاحتلال تعنت في هذا الطلب، مضيفاً: "الاحتلال وافق على مضاعفة المنحة القطرية للقطاع".
وأضاف الحية في حديث متلفز عبر قناة الاقصى: "سيدخل ما يزيد عن 30 مليون دولار من المنحة القطرية هذا الشهر لغزة، وسيخصص مليون دولار لطلاب الجامعات منها، وسيتم رفع نسبة الراتب لموظفي غزة بنسبة 50% بحد أدنى 1400 شيكل لهذا الشهر، وتم الاتفاق على توظيف 3500 موظف جديد بشكل مؤقت لثلاث شهور قابل للزيادة".
وأكمل: "سيستفيد مئة ألف أسرى متعففة بمئة دولار والشرائح المتضررة من (كورونا)، قطر وعدت بتجديد وزيادة المنحة القطرية لدورة جديدة، مشيراً إلى أن مسيرات العودة أثمرت التفاهمات الأخيرة التي اتفقنا فيها مع الفصائل وبالتعاون مع الأشقاء المصريين والقطريين والأمم المتحدة.
وتابع الحية "الاحتلال سياسته التلكؤ وعدم الالتزام، كان لدينا توجه من بداية العام أن تلكؤ الاحتلال في تنفيذ التفاهمات أن نعود للضغط عليه بكل الأدوات بدءا من الخشنة مرورا بمسيرات العودة وحتى لو تدحرجت لتصعيد".
وزف الحية بشرى للشباب الذين زادت أعمارهم على الثلاثينيات ولم يتزوجوا من قبل، بأنه سيتم تزويجهم ضمن المشاريع، قائلا: "نحن على ثقة ويقين أن إخواننا في قطر لن يخذلونا، كما فعلوا دائما".
وأوضح أن المقاومة في غزة أمهلت الاحتلال مدة شهرين لتنفيذ التفاهمات السابقة، وإذا لم يلتزم الاحتلال فإنها ستعود لخوض جولات أخرى بالبالونات وغيرها.
وقال الحية: "نسعى ونتطلع يوما بعد يوم أن ننهي الحصار، وأن يعيش شعبنا بكرامة دون منة من الاحتلال،.. وعدنا شعبنا أنه لا يوجد أي تفاهمات أو اتفاقيات يمكن أن تكبل أيدينا عن الدفاع عن شعبنا".
وحذر الاحتلال من إمكانية أن تسول له نفسه بالتفكير في الاعتداء على شعبنا، فـ"هذه الجولة لم ندفع فيها سوى مجموعة من البلالين، وحققنا جزءًا من تطلعات شعبنا".
وأكد الحية أن "هذا ليس المأمول، بل نحن نتطلع إلى إنهاء الحصار والاحتلال، ويدنا ضاغطة دائما على الزناد".
وقال: "لا ندفع أي أثمان للاحتلال، ذهبنا للضغط على الاحتلال بالأدوات الخشنة، فأرغمناه على الالتزام بحقوقنا والتفاهمات السابقة، نحن ننتزع حقوقنا تحت ظل رماحنا".
وأوضح أن حركته بادرت للدعوة لعقد اللقاء الأمناء العامين، وسيعقد في مكانين (رام الله، وبيروت)، مشيرا أن لقاء الأمناء العامين يأتي بعد انتظار دام قرابة 15 عاما.
وأشار الحية إلى أن هنية وصل إلى بيروت ويحمل برنامجا للمشاركة في لقاء الأمناء العامين، مؤكدا أن المطلوب من الإطار القيادي تدشين مرحلة جديدة جامعة للشعب الفلسطيني.
وقال: المطلوب من الاجتماع الإعلان عن الوصول إلى شراكة حقيقية، وإصلاح منظمة التحرير لتكون بيتا للكل الفلسطيني، وكذلك أن نقف أمام العالم موحدين، شعب له برنامج سياسي موحد، ومقاومته موحدة، لنقف صفا واحدا أمام كل مشاريع التصفية.