المطران حنا يدعو لمحاربة التحريض الطائفي

الثلاثاء 01 سبتمبر 2020 12:19 م / بتوقيت القدس +2GMT



القدس المحتلة / سما /

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الثلاثاء، "يؤسفنا ويحزننا ما نلاحظه في بعض الاحيان من استخدام مسيء لبعض وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اصبح بعضها بوقا للتحريض الطائفي وبث سموم الكراهية والحقد والعنصرية في مجتمعاتنا العربية بشكل عام وفي مجتمعنا الفلسطيني بشكل خاص".

وقال المطران "انها ظاهرة موجودة منذ فترة ولكن ازدادت حدتها في الآونة الاخيرة حيث بات البعض يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض والتكفير والاساءة لمن يختلفون عنهم في الدين والعقيدة واعتقد بأن هذه ظاهرة مسيئة تحتاج الى معالجة ومتابعة من قبل العقلاء والمثقفين والحكماء من رجال الدين كافة".

وأضاف المطران "نعرف جيدا ان هنالك اختلافات عقائدية جذرية في بعض الامور الايمانية بين الديانات التوحيدية الثلاث، فهنالك اشياء يؤمن بها المسيحي ولا يؤمن بها المسلم وهنالك اشياء يؤمن بها المسلم ولا يؤمن بها المسيحي وكذلك اليهودي ونعتقد بأن الاختلافات العقائدية وبعضها اختلافات جذرية وليست هامشية لا يجوز ان تتحول الى كراهية وبغضاء وبناء لاسوار تفصل الانسان عن اخيه الانسان".

كما استطرد المطران ايضا ان "المسيحيون في بلادنا وفي مشرقنا هم مسيحيون وليسوا نصارى كما يصفنا البعض، ونحن لسنا مشركين ولسنا كفرة كما اننا لسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك فنحن كنا قبل مجيء الاسلام وبقينا بعد مجيء الاسلام وتفاعلنا مع الحضارة الاسلامية ونرفض بأن يقوم احد بتهميشنا والنيل من تاريخنا وعراقة وجودنا فنحن لسنا ضيوفا عند احد ولسنا اهل ذمة ولسنا عابري سبيل في هذه الارض المقدسة، بل هذه الارض هي ارضنا وهذا الوطن هو وطننا وهذا الشعب هو شعبنا وقضيته الوطنية العادلة هي قضيتنا جميعا".


وتابع المطران "بدل من ان يقوم بعض المأجورين الذين يخدمون اجندات خارجية بالتحريض على الطائفية والكراهية في مجتمعاتنا يجب العمل على تكريس ثقافة الالفة والمحبة والعيش المشترك، لاننا في النهاية كلنا ابناء آدم وكلنا خُلقنا بنفس الطريقة وكما اننا نرفض اي تعد على الرموز الدينية في الديانات الاخرى فإننا نرفض ايضا ان يتطاول احد على رموزنا الدينية وعقائدنا والتي نحن متشبثون بها وسنبقى كذلك رغما عن كل الاصوات النشاز مدفوعة الاجر التي تحرض على الكراهية والتطرف والطائفية في مجتمعنا".


واوضح في حديثه "اننا ندرك جيدا ان هذه الثقافة الاقصائية الدخيلة التي يبثها بعض المأجورين انما لا تمثل شعبنا واصالته وثقافته ولكن هذه الاصوات انما تحدث ضررا فادحا في مجتمعنا وتمس بالسلم الاهلي وبالوحدة الوطنية التي يجب ان نحافظ عليها وان نعززها وان نقويها ".


كما دعا المطران الحكماء ورجال الدين بأن يقوموا بدورهم المأمول في نشر ثقافة المحبة والاخوة الانسانية ورفض التحريض والتكفير والتطاول على الاخرين بسبب انتماءاتهم الدينية او المذهبية.


وتابع انه "ستبقى ايادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة كما هي ابوابنا لكل من يؤمنون بثقافة المحبة والعيش المشترك"، داعيا كافة العقلاء والحكماء والمثقفين والمفكرين والاعلاميين ورجال الدين كافة الى تكثيف جهودهم من اجل ثقافة ملؤها التسامح وقبول الآخر حتى وان كان هنالك اختلاف في العقيده او الدين او المذهب او الطائفة.