قالت الحكومة السودانية إن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، أبلغ وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال لقائهما في الخرطوم اليوم، الثلاثاء، بأن الحكومة الحالية لا تملك تفويضا لاتخاذ قرار بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وكان بيان صادر عن تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، أحد مكونات التحالف الحاكم في السودان، قال إن اجتماعا عُقد بين التحالف ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، أمس، جدد الموقف من قضية التطبيع مع إسرائيل، باعتبارها ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيقة الدستورية. وأكّد البيان على حق الشعب الفلسطيني في أراضيه وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
وجاء ذلك قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو إلى الخرطوم ضمن جولته الإقليمية لتسويق التطبيع مع إسرائيل. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر" قولها إن التحالف طلب من رئيس الوزراء إبلاغ موقفه من التطبيع إلى بومبيو، خلال اجتماعهما اليوم.
وأضاف البيان أن اللقاء مع رئيس الوزراء استعرض زيارة وزير الخارجية الأميركي، ووزير الخارجية السعودي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، وأشاد بالدور الذي قامت به الحكومة الانتقالية في الانفتاح الإقليمي والدولي، ورحب بتلك الزيارات، واعتبرها خطوة في طريق بناء علاقات خارجية متوازنة تحقق المصلحة الوطنية.
وأكد الاجتماع، حسب البيان، على أهمية مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة حول العلاقات المشتركة، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات التي تحرم السودان من استحقاقاته الدولية. وشدد على موقف السودان بشأن سد النهضة، والعلاقات مع إثيوبيا، وتنفيذ الاتفاقيات السابقة حول الحدود.
,تظاهر سودانيون، اليوم، أمام سفارة أبوظبي لدى الخرطوم، احتجاجا على اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل. وهتف المشاركون في الوقفة التي نظمها التجمع السوداني للحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية، بشعارات تندد بالاتفاق.
وتوجه بومبيو، من إسرائيل إلى الخرطوم اليوم، الثلاثاء، في رحلة جوية مباشرة من تل أبيب إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وقال بومبيو عبر "تويتر"، إنه "يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان" في إشارة إلى مساعي أميركية لتطبيع علاقات بين إسرائيل والسودان.
وردا على سؤال عما إذا كان بومبيو سيعلن انفراجة في السودان مثل تطبيع العلاقات مع إسرائيل أو رفع العقوبات الأمريكية، قال مسؤول أمريكي على متن طائرة بومبيو إنه "من المحتمل أن يصنع المزيد من التاريخ".
وفيما كانت علاقات إسرائيل مع دول عربية، وخاصة الإمارات، في صلب المحادثات التي أجراها بومبيو مع مسؤولين إسرائيليين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، نقلت القناة العامة الإسرائيلية "كان 11"، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يأملون بتطور في العلاقات الإسرائيلية – السودانية.
وقال المبعوث الأميركي للشؤون الإيرانية، بريان هوك، والمتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أوتيغوس، خلال إحاطة لصحافيين في القدس، إنه "لا يوجد طلب من جانب الإدارة الأميركية بأن يستأنف السودان التطبيع مع إسرائيل كي تزيلهم الإدارة من قائمة الدول الداعمة للإرهاب".
وأضاف أن الإدارة الأميركية تريد أن ترى تطبيعا للعلاقات بين إسرائيل والسودان. وقال هوك إن مسؤولين في الإدارة الأميركية يلتقون مع مندوبي دول أخرى في محاولة لإقناعها بالسير على طريق الإمارات والتوقيع على اتفاقيات سلام أخرى، وأن "أي اتفاق كهذا هو هزيمة للتهديد الإيراني. هذا كابوس لإيران".
وسيلتقي بومبيو في الخرطوم، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان. وبحسب واشنطن، سيؤكد بومبيو في الخرطوم على "دعمه لتعميق العلاقات الإسرائيلية – السودانية".
ومن المتوقع أن يزور بومبيو في جولته، التي تستمر لخمسة أيام، الإمارات والبحرين. ويسعى بومبيو في جولته في الشرق الأوسط إلى توسيع دائرة الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل، بعد الإعلان عن اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وكان نتنياهو الذي التقى بالبرهان في أوغندا، في شباط/فبراير الماضي، قد أعلن حينها عن "اتفاق الجانبين على بدء تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين"، فيما اعتبر البرهان لاحقا أن اجتماعه مع نتنياهو كان بهدف "صيانة الأمن الوطني السوداني".
ونفى وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، الأسبوع الماضي، بشدة مناقشة موضوع العلاقات مع إسرائيل، مبديا استغرابه لتصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية في هذا الشأن ومؤكدا انه لم يتم تكليفه القيام بذلك. وبعد 24 ساعة، أعفي الناطق باسم وزارة الخارجية، السفير حيدر بدوي الصادق، من منصبه.
وكان البدوي قد وصف تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل بأنه خطوة "جريئة" و"شجاعة". واعتبر أن "الخطوة جريئة وشجاعة وفي المسار الصحيح لتحقيق السلام في الشرق الاوسط والسلام العالمي لان السلام بين اسرائيل والبلدان العربية يساعد العالم على تحقيق السلام الدولي".
ويذكر أن القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم، عام 1967، أعلنت عن قرارها الذي عُرف بتسمية "اللاءات الثلاث" وهي "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض" مع إسرائيل.