هناك كتاب مشهور عن خلاصة القرن يقول : ان الديمقراطية ليست حكم الشعوب كما هو رائج و مفهوم خطأ، الديمقراطية هي القدرة على محاكمة الحكومات و المقدرة على منع قيام طاغية باسم شعبية أو أغلبية مهما كانت ، فليست الديمقراطية هي حكم الشعب و لكن منع انعدام الحرية و تجنب ظهور طاغية أو ديكتاتور باسم الأغلبية أو باسم العامة، و الديمقراطية تقتضي المقدرة على اقالة الحكومات و الدفاع عن الناس و حمايتهم من عنف و جرائم الكبار.
إضافة الي هذا الكلام ، جزء هام من مقال بعنوان الفلسطينيون...ماذا أنتم فاعلون؟ يقول " ضعف النظام السياسي .. و ردود أفعاله على ما يجبهه من تحديات وتهديدات طارئة وغاشمة...في انقساماته الأبدية، وعجز أطرافه عن تجاوز "الاطلالة التلفزيونية" أو "الاتصال الهاتفي" أو الظهور الجماعي في "مهرجان مشترك"...لم يسبق للحركة الوطنية الفلسطينية أن بلغت حضيضاً كهذا، ولم يتكشف "الإسلام السياسي" الفلسطيني عن أنانية و"خبل"، كما هو حاصل اليوم " . انتهى الاقتباس..
لكن نحن لا نقرأ، وإذا قرأنا لا نفهم، وإذا فهمنا لا نصدق، وإذا صدقنا نخاف مما صدقناه ونهرب منه ؛ حتى ظهر النشاز السياسي ، فعندنا الاشتياق للمناصب يخذل كل مكانه، وفي بلادنا يعرف الحكام - اشباه الحكام ، أن من يعلِّم طيور حظيرته الطيران … بات بلا عشاء. رغم أننا لو أخذنا بالانتخابات "شأنا سياديا فلسطينيا " لا شأن لدولة الكيان الصهيوني به" والحكم بالديمقراطية لن نذهب إلى مكان أبعد إلى الوراء مما نحن فيه، فنحن الوراء نفسه، نحن في الآخر وليس بعدنا آخر. لقد ساوَوا بيننا وبين العبيد الرومان ٥٠٠ سنة قبل الميلاد ؛ فهم فقط من لم يكن من حقهم التصويت.
وإذا كان يقصد بالانتخابات مصلحة الناس فإن الديمقراطية هي من أثبت هذه الصلاحية، وليس حكم التشرذم والانقسام والعبث بوحدة الارض والوطن وسلامة وامن المجتمع و إذلال الناس، فأيام الانقسام والتشرذم كانت طينًا وهبابًا ؛ ويعلمون أن الانقسام جريمة ، لكنهم يحاولون كل مدة ، تقديم عروض سيرك بهلوانية جديدة. باستراتيجية الملهاة المتبعة.
وليستمر شبه الحكم المفروض ؛ لعلمهم أنه أسوأ حكم يمكن تطبيقه على بشر- حكم تحت تحكم الاحتلال الصهيوني ؟ !! لذلك هو لا يلزمنا اليوم، لكنهم يصرون عليه ، وأوهموا الناس أن هذا هو الواقع ، وهو عين الاستبداد ذاته - حكم اجباري - وأجيالًا طوالًا تحت، شبه حكم مشرذم ضيع مستقبل هذه الاجيال ، وشخصيات ديكتاتورية مستبدة، ظلوا يحكمون ويتحكمون من جانب واحد طوال هذه سنوات، منذ اخر انتخابات – هل نتذكر اخر انتخابات؟!! عشرات السنين مرة . ماذا كان يفعل هؤلاء السادة طوال هذه السنوات الأسود من الهباب؟!
غير كلمات للاستهلاك المحلي من باب التضليل؛ لأنه بغضِّ النظر عن بعض الاختلافات، الا كونهم تقريبًا طبعة واحدة، واما المصيبة الكبرى – الانقسام المدمر ، فلا يوجد تضارب في وجهات النظر السياسية او الوطنية بينهم ؛ لأنها كانت تضاربًا في المصالح - صراعًا على السلطة وشبه حكم . وتم استخدام القضية الوطنية أسوء استخدام ، لهدم وتدمير الكيان الوطني وإضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها م.ت.ف كممثل سياسي شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني امام العالم .
وحتى الان ، لا يوجد هدفًا محددًا من كل هذا الطحن والعجن؟ فقط يريدون استمرار هذا الحال لحفنةٍ منهم ، ان يكونوا هم المصدر الحقيقي للقانون، وهم المفسر للقانون، وهم أيضًا الحكام الشرعيون العدول العارفون بأصول الحكم و شؤن الناس. أنهم أيضًا هنا السلطة التنفيذية. بمعنى المشرع والقاضي والمنفذ… وكل شيء قد لا يخطر على بال. إنهم باختصار قد أنابوا نفسهم عن الشعب بالقوة ليصبحوا هكذا . فعندما لا تشترك الشعوب في أختيار ومراقبة حكامها يظهر مثل هؤلاء ليختاروا لنا - ويفرضوا علينا نظام حياتنا التي نريد؟ من جانبهم بظلم - بتلك الحالة الشاذة مع تجبُّرها على خلق الله. بلا حق انتخابي ولا دستور ولا قانون ولا ديمقراطية ولا يحزنون .
طيب .. يا اخي اعمل انتخابات ، اسمح للمواطن بالاختيار أعطي حرية التفكير لينتقي ويقرر، ليصبح الحل ولو- لبعض المشاكل و حلها بيسر وهدوء، فى وجود مؤسسات الديمقراطية الفعالة، ومؤسسات سيادة القانون الذي يعرفه الجميع ويحترمه الجميع، وإلى جواره المؤسسات التي تضمن تنفيذه وتردع الخارجين عليه .
ارحموا الناس من اجتهاداتكم ، المعبرة عن مستوى ثقافي وسياسي غلبان ، بالله عليكم نحن لسنا فئران تجارب لتدخلونا كل يوم في تجربة جديدة فإذا كنتم قد ضللتم الطريق فتعالوا إلي الانتخابات - لندلكم على الطريق الصحيح. واهلا بالانتخابات وبالوحدة الحقيقية ، فلا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، ولله الأمر من قبلُ ومن بعد.