غزة: أطفال مصابون بالتوحد يمارسون السباحة ضمن أساليب علاجية جديدة

الثلاثاء 11 أغسطس 2020 10:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة: أطفال مصابون بالتوحد يمارسون السباحة ضمن أساليب علاجية جديدة



غزة / سما / (شينخوا)

بخفة وقدرة على التحكم بنفسه، تمكن الطفل محمد الصفدي، المصاب بالتوحد من السباحة على عمق مترين لأول مرة في حياته بعد يومين من تدريبات خاصة في قطاع غزة.

ويتدرب الصفدي مع 19 طفلاً آخرين من مرضى طيف التوحد بإشراف مختصين ضمن فعاليات مخيم مائي تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة في غزة من أجل تحسين قدراتهم البدنية والنفسية والذهنية.

وتُعد هذه هي المرة الثانية فقط خلال عامين، التي تتاح فيها لهؤلاء الأطفال فرصة تلقي تدريبات مشتركة من شأنها أن تنمي لديهم إحساس الإدراك في ظل المصاعب التي يواجهونها في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ 13 عاماً.

ويستمر المخيم خمسة أيام متواصلة، يتلقى فيها الأطفال تدريبات على السباحة وفق أساليب علاجية لسلوكياتهم اليومية في مسعى لدمجهم في بيئة أوسع من البيئة العائلية.

وتقول صفاء نصار، مديرة المخيم، لوكالة أنباء (شينخوا) إنه تم اختيار الأطفال المصابين بالتوحد للمشاركة في المخيم لأنهم "محرومون من المشاركة في مخيمات أو نشاطات ترفيهية، ما يزيد من عزلتهم عن العالم الخارجي".

وتضيف أن نحو 12 مشرفاً يشاركون في الفعاليات اليومية كي يتمكن جميع الأطفال من الاستفادة من فعاليات ونشاطات المخيم بشكل جيد.

وتؤكد أنهم لمسوا أن السباحة والألعاب المائية كان لها دور كبير في تحسن علاقة الطفل مع محيطه، بمن فيهم أفراد عائلته، إضافة إلى الأشخاص الغرباء عنه من خلال تعاملهم المباشر مع مدربيهم.

وتشير نصار إلى أن العلاج المائي الذي يتبعونه من خلال السباحة يساعد ذوي الأطفال على تنظيم تنفسهم، إضافة إلى قدرتهم على التحكم بأجسامهم، خاصة القدمين واليدين داخل المياه.

وتبدي المواطنة الأربعينية سناء الصفدي سعادتها إزاء نتائج مشاركة ابنها محمد في المخيم مع مجموعة من الأطفال ليسوا من بيئته العائلية نفسها.

وتقول الصفدي، وهي أم لخمسة أبناء، لـ(شينخوا) إنها حاولت أن تسجل ابنها في العديد من المخيمات الصيفية "لكن القائمين عليها كانوا يرفضون طلبها دوما نظرا لخصوصية حالة طفلها المرضية".

وتضيف أنها سعيدة بمشاهدة طفلها يتفاعل بحيوية مع مدربيه في المخيم، إضافة إلى اعتماده على نفسه في تأدية بعض التمارين ليثبت جدارته أسوة برفاقه الآخرين.

وتشير إلى أنه قبل المخيم كان ابنها يخاف أن يتعامل مع أشخاص آخرين، وهذا ما حصل بالفعل في أول يوم من المخيم، "لكن الآن أصبح يتقبل وجود أشخاص غرباء عنه في محيطه ويتعامل معهم بشكل طبيعي".

أما مدرب السباحة بشير مشتهى البالغ من العمر (24 عاماً)، فلم تكن مهمته هينة، خاصة أنه ليس من السهل أن يتعود الأطفال المصابون بالتوحد على التعامل معه دون وجود أمهاتهم أو آبائهم في المكان.

ويقول مشتهى لـ(شينخوا) بينما كان يدرب أحد الأطفال في حوض السباحة: "للأسف الشديد أن هذه الفئة من الأطفال لا تتوفر لهم برامج رياضية علاجية على مدار العام في قطاع غزة"، مضيفاً: "لذلك نحاول أن ندمج العديد من النشاطات الرياضية في هذا المخيم".

ويتابع مشتهى: "نحن نعمل أيضاً على تعليم الأطفال النطق لبعض الكلمات المهمة، خاصة أن غالبيتهم لا يستطيعون النطق بشكل سليم، ومنهم أيضا من لا يستطيع النطق بشكل عام".

ويشير إلى أن "العلاج عن طريق اللعب" هو أفضل وسيلة لدمج الأطفال من ذوي طيف التوحد في البيئة المحيطة بهم "لأنهم ببساطة يمكنهم التركيز بشكل مباشر على أمور معينة ومن خلالها يمكننا إدخال سلوكيات جديدة لهم".

ويأمل مشتهى أن يتم إنشاء نادٍ خاصٍّ بالأطفال المصابين بالتوحد يكون من شأنه تنفيذ العديد من البرامج العلاجية، من بينها السباحة في المياه، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لهم.