أكدت وزارة الصحة السعودية، اليوم (السبت)، استمرار تجاربها وأبحاثها للتصدي لجائحة كورونا «كوفيد 19»، والبحث عن اللقاح الفاعل، مشيرة إلى تنفيذ تجربة سريرية للقاح ضد فيروس كورونا بالمملكة، وذلك في إطار اتفاقية التعاون بين المملكة والصين تشمل تنفيذ تجارب سريرية في هذا المجال.
وأوضحت الصحة السعودية، أنه «جارٍ حالياً وضع خطة عمل لتنفيذ تجربة سريرية في المرحلة الثالثة للقاح ضد فيروس كورونا بالتعاون مع شركة كان سينوا الصينية والتي تمكنت من تطوير لقاح ضد الفيروس، حيث نفذت تجارب للمرحلة الأولى والثانية في الصين، وقد شملت المرحلة الأولى من الدراسة تجربة لقاح a recombinant adenovirus type-5 vectored COVID-19 vaccine، على 108 متطوعين في الصين خلال الفترة الزمنية من 16 وحتى 27 مارس (آذار) الماضي، تضمنت ثلاث جرعات مختلفة (منخفضة ومتوسطة وعالية)»، مشيرة إلى أن المرحلة الثانية من الدراسة، شملت تجربة اللقاح على 603 متطوعين في الصين وذلك خلال الفترة الزمنية من 11 وحتى 16 أبريل (نيسان) الماضي، وتضمنت جرعتين مختلفتين (منخفضة ومتوسطة)، حيث أظهرت هاتان المرحلتان فاعلية عالية للقاح مع ظهور أجسام مضادة للفيروس ببلازما المتطوعين، واستجابة مناعية جيدة، في حين كانت الأعراض الجانبية قليلة وخصوصاً مع جرعات اللقاح المنخفضة، وتم نشر نتائج الدراستين في مجلة اللإنست العلمية المحكمة.
وأكدت الوزارة، أن المرحلة الثالثة ستشمل دراسات سريرية متعددة المراكز في دول مختلفة وعلى أعداد كبيرة بعد أن تم التأكد من فاعلية وأمان اللقاح في المرحلتين الأولى والثانية، وتستهدف الدراسة التي ستنفذ في المملكة على 5000 متطوع كحد أدنى من الأصحاء، من هم فوق سن 18 عاماً، وذلك من خلال تقسيم المشاركين إلى مجموعتين الأولى سيُعطون جرعات منخفضة من اللقاح، أما المجموعة الثانية فهي مجموعة التحكم الذين سيعطون اللقاح منزوع المواد الفعالة منه Placebo، لافتةً إلى أن الفرق البحثية ستعمل على متابعة المشاركين بعد إعطائهم الجرعة لضمان عدم ظهور أي أعراض جانبية، حيث ستكون المتابعة عبر الزيارات المباشرة مع الأطباء المشاركين في الدراسة وإجراء التحاليل المناعية اللازمة، إضافة إلى استخدام وسائل المتابعة الإلكترونية.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن العمل يجري حالياً لتهيئة وإجراء الاستعدادات للبدء في ثلاث مدن رئيسة هي الرياض والدمام و مكة المكرمة، وذلك في أربع تجمعات صحية وهي التجمع الصحي الأول بالرياض و التجمع الصحي الثاني بالرياض والتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية والتجمع الصحي الأول بمكة المكرمة، مؤكدةً أنه سيعلن عن إطلاق الدراسة في القريب العاجل.
وأكدت الصحة السعودية، مواصلة جهودها للتصدي لجائحة كورونا، وذلك بدعم غير محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والتي لم تأل جهداً وبذلت الغالي والنفيس للحفاظ على صحة وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها.
وتأتي هذه الخطوة استمراراً للدراسات والأبحاث التي تجريها في هذا المجال، حيث قامت الصحة مؤخراً وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسة سريرية متقدمة متعددة المراكز في 7 مستشفيات بالمملكة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.