شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هجوما حادا على المحتجين المطالبين برحيله، وقال إن المظاهرات مسيسة وغير عفوية وتتلقى تمويلا من منظمات يسارية تسعى إلى الإطاحة به، نافيًا أي صلة بينها وبين المظاهرات الفئوية التي نظمها المتضررون من جائحة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
جاء ذلك في خطاب لنتنياهو من على منبر الكنيست، إثر جمع حزب "ميرتس" 40 توقيعًا، ألزمت نتنياهو بالمثول أمام الهيئة التشريعية، للمساءلة حول فشل الحكومة في مواجهة أزمة كورونا الصحية، وما ترتب عليها من أزمات اقتصادية واجتماعية.
واحتدم النقاش في الهيئة العامة للكنيست وسرعان ما اشتعل وتحول إلى معركة كلامية وتلاسن بين أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة. وقال رئيس حزب ميرتس تيتسان هوروفيتس: "بينما تقرق البلاد في أزمة غير مسبوقة، أنت تفعل كل شيء للذهاب إلى صناديق الاقتراع، حتى خلال فترة كورونا".
من حانيه، استهزأ نتنياهو بالمعارضة واليسار، وقال نتنياهو: "لدى اليسار كل شيء يتحول إلى سياسي، أنا أجلس مع أصحاب المطاعم والمصالح المتضررين من الأزمة وأنصت لهم. أنا أتحدث على مظاهرات أخرى، تلك التي تنظم بواسطة اليسار، والممولة من المنظمات اليسارية، وتحظى بدعم غبر متناسب من وسائل الإعلام، يعرضون (ما يعادل) ربع مقعد (في الكنيست)، على أنها مظاهرات حاشدة".
وتابع "هذه المظاهرات العفوية الأكثر تنظيما على الإطلاق، مظاهرات عفوية تنظم من فنادق فاخرة وأبراج عالية. في العالم، تلتحم المعارضة مع الحكومات لمواجهة أزمة كورونا، في إسرائيل يحصل العكس. تدرك أي معارضة مسؤولة أننا نواجه وباء عالمي لم يكن له مثيل منذ مائة عام ولا يمكن هزيمته إلا معًا. لكن عنا، في المظاهرات الفوضوية هناك ازدراء لرموز الدولة، ودعوات لقتل رئيس الحكومة وعائلته، فضلا عن العروض الجنسية والمخجلة ضد زوجتي".
وأضاف مخاطبا المعارضة: "أنتم لا تدين ذلك. بينما نعمل نحن على مواجهة كورونا، يعمل اليسار على مواجهة الحكومة"؛ واستطرد نتنياهو بمهاجمة المعارضة، قائلاً: "لقد سمعت كل مزاعمك الفارغة. لقد سمعت مزاعم عن انهيار الاقتصاد من الأشخاص الذين عارضوا خطة السوق الحرة التي جلبتها والتي أنعشت الاقتصاد، وسمعت مزاعم عن إهمال أمني من الأشخاص الذين عارضوني عندما تصرفت ضد البرنامج النووي الإيراني، شمعت شكاوى عن فتح المرافق الاقتصاد، من أشخاص دعوا في الماضي إلى ذلك".
وواصل نتنياهو هجومه على المتظاهرين قائلا: "تشتكون من القيود التي تفرضها الشرطة، يا له من هراء، تتظاهرون بالأعداد التي تريدونها وتنظمون الوصول إلى مكان التظاهر بأعداد الحافلات التي تريدونها"، وكرر نتنياهو ما مقارنته لدعم وسائل الإعلام الإسرائيلية للمظاهرات والحرص على تغطيتها بشكل واسع، مقابل المظاهرات التي خرجت اعتراضا على خطة رئيس الحكومة الأسبق، أرئيل شارون، التي أفضت إلى إخلال المستوطنات في قطاع غزة وعرفت بخطة "فك الارتباط".