فازت رشيدة طليب، عضو الكونغرس الأميركي الفلسطينية الأصل من ولاية ميشيغان، بالانتخابات النيابية التمهيدية للحزب الديمقراطي، أمس الثلاثاء، في واحدة من أهم المعارك الانتخابية احتداماً، إذ شهدت تحدياً محموماً من داخل الحزب الديمقراطي للإطاحة بأحد أعضائه.
وأشارت النتائج الأولية لانتخابات الثلاثاء في المقاطعة الانتخابية النيابية الثالثة عشرة (13) في ولاية ميشيغان، التي تشمل مدينة ديترويت، فوز طليب على بريندا جونز، رئيسة المجلس البلدي لمدينة ديترويت، إحدى أهم المدن الأميركية، بنسبة واسعة، إذ أظهرت النتيجة بعد فرز 80% من الأصوات تقدم طليب على جونز بنسبة 60% إلى 34%، ما يضع الفجوة بين المرشحتين خارج احتمال الجسر.
وأثارت طليب، العضو الرابع مما يسمى "الفريق التقدمي" داخل مجلس النواب الأميركي، إلى جانب النائبة إسكندرية أوكاسيو كورتيز (ولاية نيويورك) والنائبة إلهان عمر (من ولاية مينيسوتا) والنائبة آيانا بريسلي (من ولاية ماساشوستس)، غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تعهد بفعل كل ما لديه من قوة لإفشالها بسبب قولها يوم استلامها موقعها في 6 كانون الثاني 2019، أن مهمتها الأولى كعضو كونغرس "عزل ترامب".
كما أثارت طليب حفيظة اللوبي الإسرائيلي بمنظماته الأخطبوطية المتعددة، وأبرزها "لجنة العمل الأميركية الإسرائيلية–إيباك" التي اتهمت طليب بمعاداة السامية ومعاداة إسرائيل ودعم حركة المقاطعة بي.دي.إس (BDS)، وتعهدت منذ اليوم الأول لاستلام طليب موقعها كنائبة في الكونغرس الأميركي أن طليب لن تفوز بدورة ثانية.
يُذكر أن رئيس الوزراء لاإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبى طلب الرئيس الأميركي ترامب، ومنع طليب وزميلتها النائبة إلهان عمر من دخول الضفة الغربية المحتلة لزيارة جدتها في شهر آب 2019 الماضي.
وأنفق اللوبي الإسرائيلي الأموال من أجل هزيمة طليب، علماً أن المرشحة التي تحدت طليب بريندا جونز تعتبر تقدمية وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، كون أنّ "طليب ترتدي هويتها الفلسطينية والمعادية لإسرائيل على صدرها"، وتعهدت العديد من الجماعات اليهودية الأميركية بدعم أي أحد يخوض الانتخابات ضد طليب "بعد أن دعت إلى مقاطعة إسرائيل".
وقال رئيس تحرير صحيفة "ديترويت جيويش نيوز" أندرو لابين في حملته للإطاحة بطليب إنها تعتبر "عدوًا لإسرائيل، عدوًا للشعب اليهودي، شخصًا يجب إيقافه بأي ثمن".
بالرغم من محاولات اللوبي الإسرائيلي، صوّت أغلبية المواطنين اليهود الأميركيين في مقاطعة ميشيغان الثالثة عشر (13) لصالح رشيدة طليب، فيما اعتُبر لطمة لمساعي اللوبي.
وشهدت انتخابات 2020 النيابية العديد من الهزائم لإيباك، حيث خسر أحد أعضائها البارزين النائب إليوت إنجلز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية القوية في الكونغرس الأميركي بعد ثلاثين عاماً في المجلس أمام المرشح التقدمي الأسود جمال بومان، الذي يدعم حق الفلسطينيين وحركة مقاطعة إسرائيل "بي.دي.إس"، في منطقة نيويورك الانتخابية السادسة عشرة، فيما تتقدم النائبة إلهان عمر في المقاطعة الانتخابية الخامسة لولاية مينيسوتا على الذين يتحدونها، رغم إنفاق مبالغ طائلة من الأموال لضمان خسارتها.
وبفوزها بترشيح الحزب الديمقراطي لدورة ثانية، من المتوقع أن تفوز طليب بأغلبية ساحقة ضد منافسها المرشح الجمهوري في انتخابات 3 تشرين الثاني المقبلة.
وانسحب النائب الفلسطيني الأميركي الآخر جاستن عماش (من ولاية ميشيغان) من السباق بعد عشر سنوات في مجلس النواب ، وذلك بعد أن أعلن انسحابه من الحزب الجمهوري العام الماضي بسبب "إفلاس الحزب الجمهوري الأخلاقي" وفق وصفه، فيما يخوض الفلسطيني الأصل عمار النجار، الانتخابات النيابية ضد النائب السابق (اللبناني الأصل) ، اليميني دارل عيسى في ولاية كاليفورنيا، حيث تظهر الاستطلاعات أنهما يتساويان حاليا عند الناخبين.