وقع رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب والرئيس اللبناني، ميشال عون، مرسوما بتعيين شربل وهبة وزيرا للخارجية خلفًا لناصيف حتّي، الذ قدّم استقالته رسميًا، في وقت سابق، اليوم، الإثنين.
وقال حتّي في بيان إنه استقال "لغياب الإرادة في تحقيق الإصلاح الذي يطالب به اللبنانيون والمجتمع الدولي"، وإن ذلك جاء "بعد تفكير لتعذر قيامي بمهامي ولغياب رؤية للبنان وإرادة فاعلة في تحقيق إصلاح هيكلي شامل".
وأضاف حتّي "الأساس يبقى الحفاظ على مصالح البلد وتحسين علاقاته الخارجية والمركب سيغرق بالجميع ويجب حماية لبنان"، وأنه "حُمّل آمالًا كبيرة بالتغيير والإصلاح ولكن الواقع أجهض جنين الأمل".
وتصاعدت الخلافات مؤخرًا بين حتّي ودياب، خصوصًا بعد زيارة وزير الخارجيّة الفرنسي، جان إيف لورديان، إلى بيروت قبل أسبوعين، وصدور أمر قضائي يمنع السفيرة الأميركيّة من التحدّث إلى وسائل إعلام لبنانية.
وأورد موقع "المدن" اللبناني سببين محتملين لاستقالة حتّي، هما دور صهر الرئيس ووزير الخارجية السابق، جبران باسيل، الذي أطاحت به الاحتجاجات الشعبيّة؛ وأخطاء دياب نفسه.
ووفقًا لـ"المدن"، قال حتّى لأحد المقربين منه إن "جبران باسيل يمسك بمفاصل الوزارة كلها. وهو غير قادر على اتخاذ أي قرار. وأكثر من ذلك، هو غير قادر على إنجاز التعيينات الديبلوماسية، بسبب تطويق باسيل له، وبسبب مطالبه التي لا يمكن لأحد أن يتمكن من تلبيتها، لأن باسيل يريد كل شيء، ويريد أن يبقى وزير خارجية الظل".
وأضاف "المدن" أنّ دياب ارتكب أخطاءً في التعاطي مع المسؤولين الدوليين، "من الأخطاء القاتلة مع السفيرة الأميركية، دوروثي شيا، إلى اتهام المجتمع الدولي بالتآمر على لبنان، وصولًا إلى خطئه مع لودريان، بينما كانت فرنسا آخر الدول العاملة على خط مساندة حكومة دياب، والتعاطي معها بحكم الأمر الواقع ومحاولة تسهيل مهمّتها".
وحتّي دبلوماسي لبناني بارز، توّلى مناصب في جامعة الدول العربية، منها الناطق الرسمي باسمها ورئيس بعثتها في فرنسا وفي إيطاليا ولدى الفاتيكان. ولديه عدة مؤلفات ومشاركات في مؤتمرات إقليمية ودولية حول مكانة منطقتي المتوسط والشرق الأوسط في العلاقات الدولية. وتولى تدريس العلاقات الدولية في عدد من جامعات العربية والأوروبية. وعين من عام 2016 إلى عام 2019 مديرا للمعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية في جامعة الروح القدس-الكسليك اللبنانية. وأصبح بعد ذلك أستاذا غير متفرغ لتدريس مادة العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط في الجامعة ذاتها.