قدّمت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، اعتذارا إلى أحد كبار أعضاء حزب المحافظين، أمس الخميس، بعد اتهامه بالارتباط بـ”الإسلاميين، وخطباء الكراهية، ومنكري المحرقة” بحق اليهود في ألمانيا، بسبب حضوره فعالية متضامنة مع الفلسطينيين.
وأطلق اللورد محمد شيخ دعوى قضائية في 2018، ضد “وكالة الأسوشيتد برس المحدودة” (ANL)، التي تملك صحيفة ديلي ميل، وميل أونلاين، بعد أن نشر مقالة ركزت على حضوره لمؤتمر في تونس عام 2014، إلى جانب جيريمي كوربين، النائب العمالي الذي أصبح زعيم الحزب في عام 2015، قبل أن يستقيل في أوائل العام الجاري.
وتضمنت نتائج المؤتمر احتفالا بوضع إكليل من الزهور، لعدد من الفلسطينيين، الذين استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية عام 1985.
ودافع الشيخ بأنه رغم أنه مع تحقيق سلام دائم، وتوفير حل الدولتين، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أنه لم يلعب أي دور في حفل وضع إكليل الزهور المذكور، ولم يكن على علم به حتى عام 2018″
ومحمد شيخ من عائلة من أصول هندية، ولد في كينيا وتربى في أوغندا، قبل أن يهاجر إلى بريطانيا، حيث درس المحاسبة، وأسس بعدها شركة ناجحة. وقد التحق بمجلس اللوردات عن حزب المحافظين عام 2006.
وأثارت صورة كوربين وهو يحمل إكليلا من الزهور في الحدث جدلا واسعا. ويعرف كوربين بمناصرته للقضية الفلسطينية ويطالب باستمرار بوقف الظلم بحقهم على يد الاحتلال الإسرائيلي.
والخميس، أبلغ محامي الشيخ، كالوم غالبريث، المحكمة العليا، بأن صحف “أسوشييتد برس” أقرت بـ”الادعاءات الخطيرة للغاية” المنشورة في المقالة بأنها “غير صحيحة”، وأنها وافقت على الاعتذار، ودفع مبلغ كبير للشيخ، وكذلك تكاليفه القانونية التي دفعها بسبب الدعوة القضائية.
واعتذرت الديلي ميل على صفحتها الإلكترونية، وأوردت خبرا متعلقا بذلك.
وقال الشيخ في بيان عقب الجلسة: “قبل الدخول إلى مجلس اللوردات، ومنذ ذلك الحين، سعيت باستمرار إلى تعزيز التفاهم والتسامح والاحترام بين الأعراق والأديان. أنا عضو في المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب ضد معاداة السامية، ودائما ما كنت أتحدث ضد معاداة السامية، لأجد أن إحدى الصحف اتهمتني بالسلوك الذي كنت أعارضه دائما، وكان ذلك مؤلما للغاية”.
وصرح الشيخ: “يسعدني أن أكون قد تمكنت أخيرا من إزالة اسمي من هذه الادعاءات الصادمة، التي لا أساس لها”.
وفي آب/ أغسطس 2018، نشرت “ميل أون لاين” مقالا تحت عنوان لمحررها جيك سيمونز: “حصري: ظهور الشيخ في مؤتمر الكراهية مع كوربين في تونس، بعد سنوات من التواصل مع الإسلاميين وخطباء الكراهية ومنكري المحرقة”.
وقالت المقالة، التي أزيلت منذ ذلك الحين من الموقع، إن الشيخ وكوربين “زميلان مسافران في الدائرة المتطرفة، يفركان الكتفين بالجهاديين صفا واحدا، ويعاديان السامية”.
واستشهدت بعدد من الأحداث التي حضرها الشيخ، بما في ذلك حدث في عام 2009، استضيف متحدثا رئيسيا لرئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد.