اقتحم مستوطنون متطرفون، بقيادة وزير الزراعة الإسرائيلي السابق أوري ارئيل والحاخام يهودا كرويزر مفتي جماعات الهيكل المزعوم، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال وقواته الخاصة المدججة بالسلاح، الذين انتشروا من باب المغاربة حتى خروج المستوطنين من باب السلسلة، في ظل تضييق على دخول المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى على كافة أبواب المسجد.
وتأتي هذه الاقتحامات متزامنةً مع دعوات جماعات الهيكل المزعوم المتواصلة لتنفيذ صلوات واقتحامات "واسعة ونوعية" للمسجد الأقصى غداً الخميس (يوم عرفة) في ذكرى ما يُسمى "خراب الهيكل".
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن 165 مستوطنًا، بينهم وزير الزراعة الإسرائيلي السابق أوري أرئيل، اقتحموا المسجد الأقصى من ساعات الصباح، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته.
وأوضحت أن المستوطنين حاولوا خلال الاقتحام أداء طقوس تلمودية في ساحات الأقصى، ما أثار غضب الحراس والمصلين.
وأفتى الحاخام يهودا كرويزر، اليوم، بوجوب تدنيس اليهود للمسجد الأقصى غداً الخميس (يوم عرفة) حتى لو اضطروا للتخلي عن "فريضة" صيام ذلك اليوم.
وقالت الأوقاف الإسلامية إن الاقتحام الصباحي تخلله اقتحام 25 إسرائيلياً تحت مسمى السياحة الداخلية لغير المسلمين.
وأوضحت الأوقاف الإسلامية أنه في الفترة الثانية من الاقتحامات بعد صلاة الظهر شارك 35 مستوطناً متزمتاً، ليصبح مجموع المقتحمين ليوم التروية 200 متطرف.
وحذرت الأوقاف الاسلامية في القدس، اليوم، من خطورة هذه الاقتحامات ومن تفاقمها غداً، على ضوء منشورات ودعوات المستوطنين المتواصلة لاقتحام المسجد غداً (يوم عرفة) وعشية عيد الأضحى المبارك .
ودعت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك عموم أبناء الشعب الفلسطيني بمناسبة حلول عيد الأضحى الـمبارك، الى الالتزام بتعليمات الصحة والسلامة العامة خلال العيد، وقالت في تعميم نشرته اليوم: "نثمن جهود المخلصين وجموع المصلين الذين ازدانت بهم ساحات المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام العصيبة الـماضية، وبفضل تعاونهم وتقيدهم بتعليمات دائرة الأوقاف التي حالت دون تحوّل مرافق الـمسجد إلى بؤرة لنقل العدوى والأمراض في ظل هذه الجائحة الخطيرة التي ما زالت تُحتم علينا مزيداً من الحرص والحذر الشديد لسلامة مجتمعنا وأبنائه".
وأضافت: "رغم تفهمنا حرص أبناء شعبنا وأمتنا على الرباط على عتبات المسجد الأقصى المبارك، وشغفهم الدائم بإحياء كافة المناسبات في الـمسجد الأقصى المبارك، فإن الضرورات الصحية تفرض واقعاً مغايراً هذا العام يستدعي منا جميعاً تقديم حرصنا على سلامة رواد الـمسجد الأقصى المبارك، خاصة في أداء صلاة العيد والجماعة. ومن هنا نهيب في دائرة الأوقاف الإسلامية بجموع المصلين خلال أيام العيد الـمبارك، خاصة خلال صلاة العيد هذا العام، بضرورة الالتزام بما يلي:
أولاً: نهيب بكبار السن والمرضى والأطفال الصلاة في بيوتهم أو في أقرب مسجد لبيوتهم تقام فيه صلاة العيد.
ثانياً: الالتزام الكامل بالتعليمات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية من حيث لبس الكمامات وإحضار سجادة خاصة للصلاة، والصلاة بساحات الـمسجد، والأخذ بسياسة التباعد، وتجنب الاكتظاظ والازدحام أثناء الدخول والخروج من المسجد الأقصى المبارك.
ثالثاً: الالتزام بالأماكن التي حددتها دائرة الأوقاف الإسلامية، خاصة ساحات المسجد الأقصى المكشوفة لتأدية الصلاة والالتزام التام بالتعليمات الصادرة من حراس وموظفي المسجد ولجان النظام.
رابعاً: الالتزام بالنظافة المطلقة في المسجد الأقصى المبارك مع أفضلية عدم الوضوء واستخدام المرافق الصحية قدر المستطاع.
وحملت الاوقاف الإسلامية الشرطة والحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد، ودعت إلى ردع المستوطنين ووقف انتهاكاتهم.
وتواصل شرطة الاحتلال فرض إجراءاتها على دخول الفلسطينيين للمسجد لأقصى، وتحتجز الهويات الشخصية عند بواباته الخارجية للشبان والنساء، فيما اعتقلت اليوم شابان من أمام باب المجلس خارج المسجد، كما اعتقلت المدرسة المرابطة هنادي الحلواني من منزلها بعد اقتحامه وتخريب محتوياته فجر اليوم.
وصعدت ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم دعواتها لعناصرها والمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى غداً (يوم عرفة)، وإقامة ماراثون تهويدي لدعم أنشطتها واقتحاماتها بذكرى "خراب الهيكل".
وتزامنًا مع هذا الاقتحام انطلقت دعوات لصلاة الفجر في المسجد الأقصى والرباط حتى انتهاء الاقتحام بعد صلاة الظهر غداً، تحت شعار "أحيوا فريضة الرباط في أعظم هذه الأيام، لا تبرح حتى ينتهي الاقتحام، حلقات التكبير تصدح في المسجد الأقصى".
وسبق أن دعا مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري المقدسيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى في يوم عرفة، وتناول الإفطار في ساحاته والتصدي لدعوات المستوطنين باقتحامه.
ودعا ناشطون من مدينة يافا الشبان من أصحاب الدراجات النارية إلى المشاركة في المسيرة التي ستنطلق في تمام الساعة الخامسة مساء غد (يوم عرفة) تجاه مدينة القدس المحتلة، وتناول طعام الإفطار في باحات المسجد الأقصى.
ويتوقع القائمون على المسيرة مشاركة واسعة للمئات من سائقي الدراجات النارية من بلدات متعددة، بينها يافا واللد والرملة وأم الفحم وباقة الغربية والطيبة وقلنسوة، وغيرها.
بدورها، دعت الحركة الإسلامية-بيت المقدس في بيان لها، اليوم، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى.