"لا يجب الاستهانة بالتهديدات".. تقدير عسكري إسرائيلي يستعرض دوافع وكوابح رد إيران وحزب الله

السبت 25 يوليو 2020 04:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
"لا يجب الاستهانة بالتهديدات".. تقدير عسكري إسرائيلي يستعرض دوافع وكوابح رد إيران وحزب الله



ترجمة عربي 21

قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن "حرب إسرائيل السرية في طهران وبيروت تترك تبعاتها على مجمل تطورات المنطقة، فقد أدى هجوم الأسبوع الماضي في سوريا، وقُتل فيه أحد أعضاء حزب الله، لطرح السؤال: هل تستحق هذه الأفعال ركوب هذه المخاطرة، الإجابة نعم، لأكثر من سبب".


وأضاف رون بن يشاي بمقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، " أن "المؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل تأخذان تهديدات الإيرانيين وحزب الله لتنفيذ أعمال انتقامية مؤلمة هذه الأيام على محمل الجد، وقد تصاعدت المخاوف من هذه الأعمال في مواجهة الحرائق والانفجارات التي أصبحت تحدث يوميا في إيران، خاصة بعد الانفجار في ورشة تحسين أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في نطنز".


الضعف الإيراني


وأشار إلى أن "الهجمات تكشف ضعف النظام الإيراني الذي لم يتعاف من اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، لذلك يرجح أن يوافق خامنئي ومجلس الأمن القومي على القيام بأعمال انتقامية ضد إسرائيل. أما بالنسبة للحزب، فإن تفجير دمشق المنسوب للطيران الإسرائيلي، وأصيبت فيه شحنات أسلحة من إيران وقتل فيه رجل من الحزب، يمثل تحديا لأمينه العام حسن نصر الله، وقد نفذ تهديده مرتين على الأقل العام الماضي".


وأوضح بن يشاي، وثيق الصلة بكبار قادة الجيش والمنظومة الأمنية والعسكرية، وغطى الحروب الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية، أن "التجربة تُظهر أنه عندما يعد الحرس الثوري بالانتقام، فإنهم يفعلون ذلك، وبنجاح، لذلك لا يجب الاستهانة بالتهديدات، وعلى الجيش إبداء حالة كاملة من التأهب والاستعداد، ليس فقط الجيش، ولكنْ أيضا جهازا الموساد والشاباك، دون الوقوع في خطأ الاستعداد المفرط، ولكن يجب على مجتمع المخابرات أن يكشف للحكومة مدى خطورة التهديد الانتقامي من إيران وحزب الله، وتقييم أين وإلى أي مدى سيضرون بإسرائيل".


وأكد أن "الإجابات الجيدة على هذه الأسئلة ستحسن الاستعداد لعمل العدو، وتحدد كيف ستتصرف إسرائيل بعد مهاجمة مصالحها، فهل ستحتوي الحادث، أم تكون راضية عن رد دبلوماسي فقط، أم سترسل جيشها لتصعيد سلسلة رد الفعل من أجل خلق الردع أمام أعدائها؟ أما السؤال الآخر الذي يطرح نفسه بهذه الحالة، فهو ما إذا كانت الفائدة التي يجلبها الجيش تستحق خطر اتخاذ إجراءات انتقامية من جانب إيران ومبعوثيها".


وشرح أن "تفجيرات نطنز ودمشق شكلت عمليات عسكرية كبيرة، فهدف الأول عرقل تقدم إيران ببرنامجها النووي، وجاء الثاني لتعطيل وصول شحنات الأسلحة عالية الجودة للحزب بلبنان، وعندما يتعلق الأمر بتقييم مدى سرعة رد الإيرانيين والحزب، يجب مراعاة عدة اعتبارات تؤثر على اعتبارات قيادتيهما".


العزلة الدولية

وأضاف أن "أول الاعتبارات تقليل الضائقة الاقتصادية والصحية بإيران ولبنان بسبب كورونا، وعزلتهما الدولية، وتأثيرها على موارد تمويلهما ودعمهما الدولي؛ في ظل الاحتمال بأن ترد إسرائيل على هجوم مدمر وخطير بشكل غير متناسب، فالحزب لا يعتمد حاليا على الإيرانيين لترميم القرى المدمرة بجنوب لبنان، كما فعلوا بعد حرب لبنان الثانية، وتعرف سوريا أنها ستدفع ثمنا باهظا إن أطلقت إيران صواريخ، أو نفذت هجوما حدوديا".


وأشار إلى أن "ثاني هذه الاعتبارات، أن الإيرانيين وحزب الله لديهما مصلحة بتجنب الأعمال العنيفة بحلول نهاية 2020 التي ستضعهم في الساحة الدولية كعوامل عدوانية ومدمرة ومزعزعة للاستقرار، ففي تشرين الأول/ أكتوبر، سيناقش مجلس الأمن رفع الحظر المفروض على شراء الأسلحة وتصديرها من إيران، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر ستكون انتخابات أمريكية قد تغير المزاج لصالح إيران ولبنان، الذي يئن الآن تحت العقوبات الأمريكية الشديدة".


وأكد أن "هناك فرصة؛ أنه إذا لم يتم انتخاب ترامب فترة أخرى، فإن الشروط ستكون أكثر ملاءمة للتوصل إلى حل وسط مع الرئيس المقبل، لكن المواجهة على الحدود اللبنانية أو الأعمال الانتقامية الإيرانية ضد إسرائيل قد تقوض تحقيق هذا السيناريو المتفائل، الذي يريده حسن روحاني ونصر الله بشدة أن يتحقق".


وأضاف أن "ثالث الاعتبارات تحول الانتقام لسيف ذي حدين، فإن فشل فسيحقق التأثير المعاكس الذي يريده الإيرانيون والحزب، لكن تحديد هدف الهجوم، وجمع المعلومات الاستخبارية، وإعداد القوات لتنفيذه فلديه فرصة جيدة للنجاح، تستغرق أسابيع أو عدة شهور، رغم أن استمرار الاستعدادات، تزيد علامات الاستخبارات لإسرائيل، ويسمح لها بإحباط العملية، أو تعطيلها، وفي هذه الحالة قد تتلاشى الحاجة للانتقام، وتفقد تأثيرها".


الرد المتوقع


وأوضح أن "الإيرانيين قد يحاولون الرد بمرحلة ما، وليس فورا، بعناية فائقة، دون ترك أثر، ربما في الفضاء الإلكتروني، أو في الخارج، أو في كلتيهما، فقد خططوا بالفعل وحاولوا مؤخرا مهاجمة سفارة إسرائيلية في دولة أو اثنتين، وفشلوا، وربما يحاولون نوعا آخر من نشاط منخفض مرة أخرى. أما الحزب، فيرجح أن يحاول في غضون أيام أو أسابيع قليلة، القيام بشيء يتم التفكير فيه ردا على مقتل عناصره في تفجير مطار دمشق".


وأكد أن "الحزب يبدو حتى الآن حذرا، وقد يفضل التنفيذ، ثم التحدث، وهناك احتمال أن يقرر عدم القيام بشيء، لأن الرد الإسرائيلي على هجومه قد يكون قاتلا ومدمرا، لدرجة أن يزيد الانتقادات اللبنانية ضده، وفي ضوء هذه الحقائق، قد يقرر الحزب كإيران، عدم شن هجوم انتقامي من داخل لبنان، بل تشغيل بنيته التحتية في الخارج، في سوريا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا".


وأشار إلى أنه "بغض النظر عن اعتبارات الحزب، يقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات ميدانية في المناطق الحدودية مع لبنان وسوريا، من أجل منع اقتحام مفاجئ للحدود، أو قنص، أو كمين صاروخي، أو وابل من قذائف الهاون والصواريخ المركزة قصيرة المدى، التي ستنزل على حين غرة على موقع أو قوة تابعة للجيش، فمن المفترض أن الحزب يفضل ضرب الجنود والمنشآت والمركبات العسكرية بدلا من المستوطنين".


الثرثرة المضرة


وأضاف أن "رد إسرائيل قد يكون ذا أبعاد استراتيجية، ورغم تهديدات إيران والحزب بتوجيه ردود انتقامية، لكن لا يوجد حاليا سبب واضح للجيش والموساد لوقف عملياتهما ضدهما، فقد قللت هذه النشاطات عدد الصواريخ والأسلحة الدقيقة الأخرى بأيدي الحزب، وأخرت بناء البنية التحتية لإيران لفتح جبهة نشطة من سوريا والعراق ضد إسرائيل".


وأوضح أنه "فيما يتعلق بالمشروع النووي، فلا يزال من الصعب تقييم ما إذا كان نشاط الموساد أدى لتأخير تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ بإيران، لكن من المؤكد أنه ينتج ردعا تجاهها، وكل ذلك يتطلب إيقاف الثرثرة الإسرائيلية، وتفاخر السياسيين حول إنجازات الموساد، ولا ينبغي تحدي الإيرانيين والحزب، لأنه أمر صعب بالنسبة لهم، لأن التفاخر يزيد دوافعهم للانتقام، ويدفع نحو المزيد من الدم والعرق في الحرب القادمة".