تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس على التوالي عمليات تجريف واسعة النطاق في الاراضي المحيطة بقرية كيسان التي تبعد نحو 20 كم عن مدينة بيت لحم.
وقال حسين غزال رئيس المجلس القروي، إن الجرافات شرعت بأعمال التجريف بزعم أن الأراضي عسكرية، حيث اقتلعت عشرات الأشجار ونصبت عشرات الأعمدة الكهربائية، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال تشير إلى وجود مخطط استيطاني يخدم مستوطنتين مقامتين على جزء الأراضي، وبالتالي سوف يكون هناك نتائج لمخطط استيطاني جديد لا يبعد كثيرا عن تهجير مواطني القرية البالغ عددهم نحو 800 نسمة.
هذا وناشد مجلس قروي كيسان وأهالي القرية المؤسسات الحكومية والدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التحرك لحماية الاراضي المحيطة بقريتهم، حيث يقوم الاحتلال بعمليات سرق ونهب للاراضي مستغلين الاوضاع التي تمر بها بحجة ان الاراضي الزراعية التي يتم الاعتداء عليها وتغيير مساحتها نحو 60 دونما بحجة انها اراضي عسكرية حيث يحاول الاحتلال طمس الوجود الفلسطيني وتضييق الخناق على سكان القرية وعزل المنطقة عن القرى المجاورة بهدف ترحيل السكان وتهجيرهم من بيوتهم واراضيهم.
وتعتبر عمليات التجريف حلقة في سلسلة من حلقات اعتداءات على الاارضي وعلى السكان لا تنتهي وسبق لهذه القوات نصب بوابة على مشارفها حيث لا يستطيع أي مواطن الوصول الى منزله الا بتصريح من قوات الاحتلال
القرية المنكوبة.
وقال غزال إن القرية الواقعة شرقي مدينة بيت لحم، منكوبة، وسكانها يعانون الويلات أمام الهجمة الاستيطانية المتواصلة منذ العام 2000، والتي طالت البشر والحجر، فعدا عن الاستيلاء المستمر على الأرض، يقوم الاحتلال بتجريف مئات الدونمات على مدخل القرية الرئيسي لإقامة مصانع على أراضيها، الأمر الذي سيعزلها نهائيا عن محيطها.
وتقع قرية كيسان إلى الشرق من بيت لحم ويسكنها حوالي 800 نسمه، وتحدها مستوطنتان مقامتان على أرضها شرقا هما "معالي عاموس" و"آفي مناحيم"، ونصف مساحة القرية الواقعة على 2 كيلو متر مربع تم الاستيلاء عليها لأغراض استيطانية، مع افتقار القرية لخدمات المواصلات، وشبكة كهرباء، وعيادة الصحية، وهو ما دفع رئيس المجلس القروي، لدعوة كافة الجهات لدعم صمود السكان بوجه مخططات استيطانية ستبتلع مئات الدونمات.
سرقة الاراضي مستمرة
ويضيف غزال أن الاحتلال مستمر في سرقة الأرض بمختلف الذرائع، وهو ما دفع 15 عائلة للرحيل والبحث عن مكان للسكن، والأمر لا يقف عند حد منع البناء، فإخطارات الهدم للمنازل مستمرة، حتى التي تم تشييدها منذ سنوات، لافتا إلى أن 30 منزلا مهددة بالهدم في السنوات الخمس الأخيرة فقط، رغم وجود الأوراق الثبوتية الرسمية بالأرض .
يقول غزال، 'إن الوضع العام أصبح لا يطاق في القرية بسبب الوضع الصحي بفعل وجود 3 كسارات إسرائيلية تتسبب بالغبار الذي يغطي المنطقة كاملة، وخلق حالات من مرض الربو وضيق النفس، دفع الكثيرين لترك القرية بحثا عن مكان صحي، عدا عن تاثيرة على المزروعات والخسائر الجمة التي خلفها ذلك، إضافة إلى وجود مكب للنفايات قرب القرية أصبح يشكل مكرهة صحية، ورائحته الكريهة تزكم الأنوف على مدار الساعة.
مصدر الرزق المستهدف
ويشير غزال إلى أن الاحتلال يتهدد السكان في مصادر رزقهم، حيث يعتمدون بالدرجة الأولى على تربية المواشي التي باتت تواجه مخاطر جمة بسبب منع الاحتلال المربين من الوصول إلى المراعي المخصصة في موقعي خلة القوار والسهل ويضيف أن هذه الانتهاكات قلصت الثروة الحيوانية من 3 آلاف رأس من الأغنام إلى ألفين فقط، والرقم مهدد بالتناقص أكثر وأكثر، مع تواصل الانتهاكات.
ويشير غزال إلى أنه ومع استمرار منع البناء في القرية، فقد اضطر الأهالي إلى إغلاق روضة أطفال وتحويلها إلى مدرسة بمساحة 100 متر مربع، إلى جانب استئجار غرف ووضع بيوت متنقلة استخدمت كغرف صفية.
ويؤكد أن صعوبات جمة تواجه الطلبة لدى إنهائهم الصف العاشر والتوجه إلى مدارس بلدة تقوع، حيث يضطرون صيفا وشتاء للسير 5 كيلومترات، عدا عن تهديد حياتهم من قبل المستوطنين، والتي كان آخرها بحق الطالب معاذ إسماعيل غزال عندما دهسه مستوطن .
مساحة عمرانية لا تذكر نسبة للمساحة الكلية
وكان معهد الأبحاث التطبيقية "اريج" قد اشار في تقرير له إلى أن المساحة العمرانية في قرية كيسان تشكل نسبة ضئيلة من المساحة الكلية، حيث يمنع البناء فيها أو استصلاحها أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال إلا بتصريح خاص من الاحتلال.
وقال "اريج" بأن القرية تعرضت لسلب المئات من الدونمات لبناء لبناء وتوسيع البؤر الاستيطانية عدا عن شق طرق التفافية مثل الشارع رقم 90 ورقم 3698 بطول 16.1 كيلومتر، إضافة إلى 428 دونما لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية غرب مستوطنة "شاليم"
ووفقا للمعهد، فإن جدار الضم والتوسع العنصري في حالة الانتهاء منه، سيسلب 87344 من أراضي القرية، أي ما نسبته 65.5% من أراضيها