"القدس الدولية" تحذر من خطورة إجراءات الاحتلال في الأقصى وتطالب بنصرته

الثلاثاء 14 يوليو 2020 09:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
"القدس الدولية" تحذر من خطورة إجراءات الاحتلال في الأقصى وتطالب بنصرته



القدس المحتلة / سما /

 حذرت مؤسسة القدس الدولية في تقرير شامل لها من خطورة التوجهات والإجراءات التدريجية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في القدس، خاصة في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وتحديداً تجديد الإعلان الإسرائيلي بإغلاق "باب الرحمة" .

وقال المؤسسة في تقريرها، اليوم: إن اليمين المتزمت والحكومة الإسرائيلية التي هي من رحمه يضع نصب عينيْه إغلاق مصلّى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك وتغيير وجهة استخدامه، والجماهير التي صنعت انتصارات باب الأسباط وباب الرحمة هي الكفيلة بردعه.

وأضافت: "تتسارع التطورات الخطيرة في المسجد الأقصى المبارك، وتتعالى نداءات النصرة والإسناد من داخل القدس لإنقاذه. ومن أخطر ما يُحاك للأقصى اليوم هو إعادة استهداف ساحاته الشرقية، ولا سيما مصلّى باب الرحمة الذي فتحه المصلون بسواعدهم رغم قرار الاحتلال في شباط 2019 بعدما أغلقه ظلمًا نحو 16 عامًا. ولكن

من جديد عادت سلطات الاحتلال بقوة إلى سياسة اعتقال من يوجد من المصلين في محيط مصلى باب الرحمة الذي اقتحمته عناصر الشرطة الإسرائيلية بأحذيتهم غير مرّة مؤخرًا. ووصل التمادي الإسرائيليّ إلى حدّ إبلاغ دائرة الأوقاف الإسلامية في 2/ 7/ 2020 بقرار المحكمة الإسرائيلية القاضي بإغلاق المصلّى.

وثمنت المؤسسة "موقف المرجعيات الدينية المقدسية في بيانها الصادر بتاريخ 13/ 7/ 2020، وقد حدد هذا البيان مع تصريحات خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري وجهة استخدام مبنى باب الرحمة على أنه مصلّى وجزء أساسي من المسجد الأقصى المبارك؛ وذلك لقطعِ الطريق على أيّ محاولة للنقاش أو التفاوض مع الاحتلال بشأنه، أو التنازل عنه، أو تغيير طبيعته كمصلّى ليكون مكتبةً أو مكاتب إدارية. وأكدّ البيان كذلك ثبات دائرة الأوقاف الإسلامية على موقفها الرافض للتعامل مع محاكم الاحتلال بصفتها لا تملك صلاحية التدخل في شؤون المسجد الذي يجب أن تدير شؤونه الأوقاف حصرًا. ونحن بدورنا في المؤسسة نؤكد أنّ ما قرره المقدسيون في هبّتهم المباركة في شباط2019 بفتح المصلّى الذي كان مغلقًا لن تغيّرَه إجراءات الاحتلال الباطلة".

وقالت المؤسسة: "إنّ ما حققه المقدسيون ببسالتهم من مكاسب في مصلى باب الرحمة ليس مسموحًا بأنْ يتلاشى تحت أقدام أصحاب المصالح السياسيّة التي تصبّ في مصلحة الاحتلال. وإنّ رفض بيان المرجعيات الدينية في القدس مبدأ "التفاوض" على مصلى باب الرحمة يدعو جماهير القدس وأمتنا إلى اليقظة والتصدي لأيّ مساومة تطير معها تضحيات المقدسيين ومن ساندهم، فليحذر من تسوّلُ له نفسه بالتفاوض من أيّ خطيئة سياسية تتجاوز إرادة الجماهير المقدسية".

وأضافت المؤسسة: "نعلن بوضوح أننا مع مرجعيات القدس الدينية وهيئاتها وأحرارها ومئات الهيئات والمؤسسات في الأمة نتابع تفاصيل شؤون المسجد الأقصى، ولن نسمح للاحتلال بأنْ يتسلل من ثغرة التفاوض المشبوه ليحدد هو وجهة استخدام مصلى باب الرحمة.

ودعت المؤسسة المملكة الأردنية الهاشمية إلى "اتخاذ مواقف عملية أكثر حزمًا مع الاحتلال الذي ينهش الدور الأردني في المسجد شيئًا فشيئًا. إنّ المسؤولية التاريخية تفرض على الأردن دعم دائرة الأوقاف الإسلامية وموظفيها وحراسها بسقف مفتوح، ولا يُختصَر الدعم هنا بالجانب المادي، بل بالموقف السياسي الثابت على نصرة الأقصى وموظفيه، وتوفير الرعاية والحماية لحراس الأقصى الذين يتصدون للمستوطنين وجنود الاحتلال، وهذا يعني ضرورة مراجعة كل العلاقات الأردنية مع الاحتلال، وتبني سياسة المواجهة والدفاع الجاد عن المسجد الأقصى المبارك، ويعني كذلك إغلاق أيّ باب يفتحه الاحتلال للتفاوض على وجهة استخدام مصلى باب الرحمة، وعدم الركون لأيّ وعود إسرائيلية تتحدث عن تخفيف أو وقف استهداف مصلى باب الرحمة مقابل إغلاقه مؤقتًا بحجة الترميم ثم إعادة فتحه كمكتبة أو مكاتب إدارية. إنّ مثل هذه المقترحات باتت مكشوفة، ونربأ بالأشقاء في الأردن أنْ تنطلي عليهم هذه الوعود والمقترحات الإسرائيلية الزائفة والمضلِّلة".

ووجهت المؤسسة التحية إلى جماهير القدس في الذكرى السنوية الثالثة لهبة باب الأسباط التي مرّغت أنف نتنياهو وكلّ من معه من أحزاب وجماعات متطرفة وأجهزة أمنية وعسكرية، وأجبرت الاحتلال على التراجع صاغرًا أمام المدّ الشعبيّ المقدسيّ الذي هبّ رفضًا لتركيب كاميرات وبوابات إلكترونية على أبواب الأقصى.

ودعت المؤسسة "جماهير القدس إلى استلهام معاني العزيمة والرباط من هبّتَيْ باب الأسباط وباب الرحمة الميمونتيْن، والانطلاق في حراك جماهيري هادر يكسر مخططاتٍ تُحاك ضد مصلى باب الرحمة، خصوصًا، والمسجد الأقصى عمومًا، وهذا يعني ضرورة الرباط الكثيف والدائم في رحاب الأقصى، وتحديدًا في مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية المحيطة به".

ودعت "المقدسيين قياداتٍ ومرابطين ومرابطات وشبابًا وهيئاتٍ إلى الالتحام في صفٍّ واحد لكسر سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى التي باتت تشكل خطرًا كبيرًا على المسجد الذي يعمل الاحتلال على إبعاد رموز الدفاع عنه ليستفرد به. وكذلك الأمر ندعو المقدسيين وأهلنا في الداخل الفلسطيني إلى شدّ الرحال إلى الأقصى بكثافة، لسد الثغرات وتفويت الفرص على المتربصين من المستوطنين والاحتلال ومخططاته وإفشالها".

ودعت "الفلسطينيين بقياداتهم، وفصائلهم، وقواهم، وهيئاتهم، وأحرارهم إلى مقاربة المخاطر المحدقة بقضية فلسطين مقاربة شاملة؛ فالاحتلال يستغلّ الانشغال بمخططه المشؤوم القاضي بسلبِ مناطق من الضفة الغربية المحتلة، ويتقدم في مكان آخر من المعركة هو المسجد الأقصى بسرعة هائلة نحو تحقيق مكاسب غير مسبوقة. علينا جميعًا أن نتحلّى بالوعي الشامل، وأن نمتلك استراتيجية مواجهة شاملة".

وأشادت مؤسسة القدس بجهود التقارب والتفاهم والحوار التي عكستها لقاءات حركتي فتح و حماس الإيجابية مؤخرًا، آملةً أنْ تثمر خطة عمل مشتركة في فلسطين وخارجها، خاصة في القدس والضفة الغربية لبدء مرحلة جديدة تضع حدًّا لتمادي الاحتلال.

ودعت المؤسسة "الشعوب العربية والإسلامية والهيئات والأحزاب والقوى الشعبية في أمتنا إلى مزيد من الجهود لنصرة المسجد الأقصى في كل المجالات، وندعو المرجعيات والهيئات الدينية والعلماء إلى دور أكثر فاعلية في تحريض الناس على الدفاع عن مسرى نبيّهم محمد عليه الصلاة والسلام، وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للمقدسيين".

كما دعت الموسسة في تقريرها وسائل الإعلام العربية والإسلامية أنْ تُكثف تسليط الضوء على المخاطر المحدقة بالأقصى عمومًا، ومصلى باب الرحمة خصوصاً.