كتب الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، وهو باحث زائر ومحاضر في السياسة العامة بجامعة برينستون، مقالاً نشرته مجلة تايم تحت عنوان "كيف يمكن للفلسطينيين أن يجتمعوا مرة أخرى في إطار برنامج جديد لمواجهة الضم الإسرائيلي"، أشار في مستهله إلى أن الرئيس دونالد ترامب طرح في شهر كانون الثاني الماضي رؤيته التي طالما تم الترويج لها للسلام في الشرق الأوسط "وقد سعت تلك الرؤية إلى إضفاء الطابع الرسمي على مشروع الاستيطان الاستعماري الطويل الأمد في إسرائيل، فيما اعتبرته مخططًا لاتفاق إنهاء الصراع، وبالتالي قوبلت بالرفض المطلق من قبل الفلسطينيين".
ويقول فياض: "ومع ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه على متابعة ما اعتبره نتيجة مباشرة لرؤية ترامب: ضم 30٪ من أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك غور الأردن، وهي منطقة أساسية لقيام دولة فلسطين المستقبلية، وقد حذر المجتمع الدولي من العواقب السلبية التي قد تترتب على تلك المناورة فيما يتعلق بالسلام والأمن والتطبيع الإقليمي، ولكن، فيما يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ليست على وشك الاستجابة لتلك التحذيرات، حيث تعتقد أنه -في نهاية المطاف- سيهدأ العالم، كما حدث بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل عامين ونصف العام، والإعلان الأخير بأن المستوطنات الإسرائيلية ليست غير شرعية بموجب القانون الدولي".
ويلفت فياض إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لنفسها مهلة حتى الأول من تموز لتعلن بالضبط كيف ستستمر في ضم هذه الأراضي. ومع ذلك، حتى لو أرجأت الأمر برمته، فلا يزال يتعين على القيادة الفلسطينية اتخاذ قرارات مهمة".
ويقول: "أعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى استجابة ذات مصداقية... وهذا يعني إعادة التفكير في التزاماتنا السابقة من أجل بناء مستقبل جديد معاً". ولم تكن القيادة الفلسطينية هادئة. فقد أعلن الرئيس محمود عباس في الـ 19 من أيار الماضي أن منظمة التحرير الفلسطينية تتبرأ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية. وقد كان ذلك إعلانًا هاما، على الرغم من أنه جاء بعد سنوات عديدة من التهديدات المتكررة بالتخلي عن اتفاقات أوسلو".
ويضيف: "بالنسبة لي، فإن المسألة ليست ما إذا كان هذا الإعلان مهمًا أم لا. ولكن، هل بإمكانه أن يوقف قطار الضم؟ والأهم من ذلك، هل سيغير بشكل جذري الوضع الذي جعل من الممكن لإسرائيل ركوب هذا القطار في المقام الأول؟ الجواب عن السؤال الأول -في أحسن الأحوال- ربما. أما الجواب عن السؤال الثاني، فبالتأكيد سيكون: لا".
وفي ختام مقاله، يقول فياض: "إننا لم نفقد بعد كل شيء. ولاستعادة كامل طاقتنا في سعينا للحرية والكرامة، حان الوقت للقيادة الفلسطينية أن تعيد التفكير بسرعة في مبادرة السلام لعام 1988، وعلى وجه التحديد، الاستعداد لقبول دولة فلسطينية مقامة على 22% من أراضي فلسطين التاريخية، في ظل ما يسمى (حل الدولتين)".