قال الدكتور غسان نمر الناطق باسم وزارة الداخلية اليوم الاثنين، ان الاعداد المتزايدة الاصابات بفيروس كورونا في فلسطين اضطرت الحكومة لاتخاذ اجراءات التشديد على بعض المناطق والمحافظات التي ينتشر بها الوباء لمحاولة محاصرة هذا الفيروس ومنع الاختلاط بين المواطنين للمحافظة على سلامة العامة .
وفيما يخص انتشار الحواجز في مختلف محافظات الوطن قال نمر لـ معا، انها جاءت للرقابة على التزام المواطنين بارتداء الكمامات والقفازات ولتحرير المخالفات لمن لا يلتزم بهذه الاجراءات. مشيرا أن رئيس الوزراء يصادق اليوم على قرار تحرير المخالفات وتكليف الشرطة بهذا الدور.
واكد نمر ان الحكومة غير متوجهة للاغلاق الشامل حتى هذه اللحظة، ولكن قد يكون هناك اغلاق بين المحافظات اذا استمر الوضع بهذا السوء، وبما يتعلق بمحافظة بيت لحم قد يكون هنالك تمديد على الاغلاق ليكون اكثر من 48 ساعة ليتمكن الطب الوقائي من محاصرة المخالطين وتحديد الخارطة الوبائية والسيطرة على تفشي الفايروس في المحافظة.
وحول اقامة الافراح في مختلف المحافظات وعدم الالتزام بقرار الحكومة بمنع اقامتها، بين أن هنالك اجراءات قانونية بهذا الخصوص لاصحاب القاعات او حتى الافراح .
وفيما يخص مناطق ج التي يصعب على الاجهزة الامنية دخولها أضاف"، كان هنالك قرار من رئيس الوزراء بتفعيل لجان الطوارئ المرتبطة اساسا بالتنظيمات ومجالس البلدية في تلك المناطق وايضا بالاجهزة المعلوماتية من المخابرات و الاستخبارات.
من جهته أكد مسؤول ملف "كورونا"، المتحدث باسم وزارة الصحة كمال الشخرة، أن السبب الأساسي والأبرز لانتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19)، هو المخالطة الكبيرة أثناء الأفراح وبيوت العزاء.
وقال الشخرة في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين: "درسنا الخارطة الوبائية في كافة محافظات الوطن وعدد الإصابات ومصدرها، وتوصلنا إلى أن أبرز أسباب انتقال العدوى، عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية والاختلاط في الأفراح وبيوت العزاء، ومخالطة أهلنا من أراضي الـ48، خاصة القادمين من منطقة السبع ورهط، وتأخر توجه الأفراد للفحص الطبي فور ظهور أي من الأعراض عليهم".
وأضاف: "إذا لم يلتزم المواطن بالإجراءات التي فرضت مسبقا، والتي ستفرض، سنصبح في أوضاع صعبة جداً، لا نريد وضع قيود إلزامية، بل نأمل من المواطن الالتزام الذاتي بالإجراءات، للعمل المشترك من أجل تجاوز هذه الجائحة".
وبين الشخرة أن أعمار الحالات المصابة، التي وضعت في العناية المكثفة، متفاوتة، أن هذه الحالات ليست ممن يعانون من أمراض مزمنة فقط، بل هناك حالات أخرى لا تعاني من أي أمراض.
ونوه إلى أن ما يشاع حول أن الفيروس في الموجة الثانية مختلف عن الموجة الأولى ليس صحيحاً، بل المختلف هو عدم التزام المواطينن بإجراءات السلامة العامة، وقال: "إذا ما استمرت الأوضاع بهذه الطريقة وزادت حالات الوفاة والإصابات الحرجة، نحن مقبلون على كارثة صحية في فلسطين".
وحذر من إمكانية تدهور بعض الحالات، خاصة في المناطق التي تشهد انتشارا واسعا للمرض والعدوى، والتي قد تحتاج لنقلها إلى العناية المكثفة، وقال: "إذا ما استمرت هذه الحالات في الازدياد سيصعب علينا استقبالها، كون أغلب أجهزة التنفس الموجودة في فلسطين مشغولة بحالات، ما يدق ناقوس الخطر، ويستدعي من المواطنين أخذ الحيطة والحذر".
وذكر الشخرة بالبروتوكول الفلسطيني للتعايش مع جائحة "كورونا"، والالتزام الكبير الذي كان في المرحلة الأولى للمرض، ما مكن فلسطين في حينها من تجاوز هذه الجائحة، إلا أن عدم التزام الأفراد حاليا بالإجراءات الصحية، أدى إلى زيادة عدد المصابين بشكل كبير.
ودعا المواطنين إلى الالتزام الذاتي بالإجراءات لتفادي انتقال العدوى وحماية ذويهم من الخطر، مشيراً إلى رسالة الرئيس محمود عباس الواضحة التي وجهها للمواطنين، محذراً من مدى خطورة الجائحة وضرورة التقيد بالإجراءات ووضع الكمامات والقفازات، داعيا أبناء شعبنا إلى التعامل مع جائحة كورونا كما التعامل مع الاحتلال، فشعبنا قادر على الانتصار وتحمل المسؤولية.
وشدد الشخرة على ضرورة توجه المواطنين للفحص فور ظهور أي عارض عليهم، بدءا من ارتفاع حرارة أجسادهم، مشيراً إلى وجود 13 مركزاً للفرز في مدينة الخليل أعلن عنها بالأمس وسلمت للمحافظة عبر وزيرة الصحة لتعميمها.
وأكد ضرورة التزام الأفراد المخالطين الذين خضعوا للفحص بمنازلهم إلى حين ظهور النتيجة والبقاء بالحجر المنزل مدة 14 يوماً، وكذلك القادمين من الخارج عليهم الالتزام بالحجر المنزلي وبشروط صحية ملائمة ومن لا يستطيع، نحن مستعدون لاستقباله بمراكز الحجر الصحي.
ودعا أبناء شعبنا من أراضي الـ48 إلى التقييد بالاجراءات الصحية، فهي ليست تعجيزية ولا تتطلب مجهوداً للتقيد بها، فقط عدم المصافحة والالتزام بالكمامة والقفازات وعدم التجمع.