الاحتلال يدمر لوحات حجرية توثق ترميم تركيا أسوار المقبرة اليوسيفية

الخميس 25 يونيو 2020 07:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاحتلال يدمر لوحات حجرية توثق ترميم تركيا أسوار المقبرة اليوسيفية



القدس المحتلة / سما /

دمرت الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة لوحات حجرية تُوثق عملية بناء وترميم أسور المقبرة اليوسفية، شرق المسجد الأقصى في القدس، التي كانت نفذتها (عملية الترميم) الحكومة التركية قبل أكثر من 12 عاماً.

وأشار المهندس مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية  إلى عملية استهداف اسرائيلية متكاملة للمقدسات، وخاصة المقابر الإسلامية، وكل عمل يهدف الحفاظ عليها، لافتاً إلى أن "بلدية الإحتلال، وسلطة الآثار الإسرائيلية، وضعت مؤخراً علامات وشارات عند حائط البراق وباب المغاربة، تصف المقبرة اليوسفية بـ /الحديقة التوراتية الوطنية/، واليوم (أمس الأربعاء) تم تدمير، اليافطة الحجرية التي توثق تاريخ قيام تركيا بترميمها".

وقال أبو زهرة، إن الحكومة والبلدية والمؤسسات الإسرائيلية الرسمية، شرعت منذ مدة باستهداف التبرعات والمساعدات والمشاريع التركية في القدس وفلسطين، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية حطمت ثلاث لوحات حجرية تحمل العلم التركي منذ عام 2008 على سور المقبرة اليوسفية في منطقة باب الأسباط، مكتوب عليها "تم تجديد وإصلاح سور المقبرة اليوسفية بتمويل من رئاسة مجلس الوزراء التركي – وكالة تيكا" في عملية لم تتم مصادفة، أو كتصرف فردي أو غير مدروس.

وأشار إلى أنه تم إطلاع السفير والقنصل التركي في القدس على هذه الاعتداءات، وكذلك تم إطلاع الاوقاف الإسلامية في القدس، لافتاً إلى أن السلطات التركية ستتابع هذه الانتهاكات بطريقتها.

وقال:" نظراً لعدم قيام الاحتلال بالتزاماته المنصوص عليه وفق القانون الدولي، تجاه المواطنين المقدسيين الواقعين تحت الاحتلال، فإننا نتلقى مساعدات من الكثير من الدول الاجنبية، منها تركيا والصين ومن كل الذين يدعمون المجتمع المدني الفلسطيني".

ولفت ابو زهرة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تعمل على طمس التاريخ وإزالة أي أثر تركي في القدس، وقال "الشواهد والمعالم التاريخية التركية حقيقية، فالذين أقاموا السور هم الاتراك، والذي بناه هو السلطان سليم بن السلطان سليمان القانوني التركي في ظل الدولة العثمانية، وهذا التاريخ لا ينكره إلا جاهل، وتأريخ وتخليد أسماء الذين يبنون واضح وشاهد على المباني، ولا أحد ينكر ذلك، وهذا حق لكل من يتبرع ويبني في مدينة كانت من أهم المدن الإسلامية إلى ما قبل الإنتداب البريطاني والإحتلال الإسرائيلي".

وأشار إلى أن العشرات يتبرعون من أجل المدارس والمستشفيات في القدس، وأسماؤهم مدونة على جدران المدارس والمستشفيات ومداخل واسوار المرافق الصحية. هذا حق لكل متبرع، وليس من حق السلطات الإسرائيلية ان تزيل هذه الأسماء، وهذا أمر طبيعي أن يسجل ما تقدمه الايدي التي تبذل وتساعد.

ولفت إلى تعامل إسرائيل بعقلية تقوم على عنجهية القوة والعنف والتدمير، مشيراً أن مثل هذه الممارسات والاعتداءات التي تستهدف الشواهد التاريخية، تثبت خشية هذه السلطات من الرواية الفلسطينية العربية الإسلامية التي هي الرواية المعتمدة والمقبولة دولياً، وسعيها (اسرائيل) لتدميرها وطمسها ومحاولة استبدالها عبر تدمير الشواهد، واختلاق الروايات والتواريخ التي لا تمت لهذه البلاد بصلة.

وقال: "هذا التاريخ، وتلك اللوحات معلقة منذ أيام الايوبين والمماليك والعثمانيين على عدة معالم في القدس، وعلى بعض شوارعها ومدارسها ومرافقها وأسبلتها، ولكن للأسف فإن الاحتلال عمد مؤخراً لاستهداف كل تبرع تركي، في محاولة لطمس الهوية العربية والإسلامية للقدس وفلسطين"، مشيراً الى أن "تغيير المصالح السياسية والمواقف من الأتراك، هو سبب هذه الهجمة التي جاءت بعد سنوات من تعليق تلك الافتات ".

وأشار إلى أن المخابرات الإسرآئيلية حققت معه أكثر من مرة بشأن أعمال ترميم وتبرعات تركية، وقال :" السلطات الإسرائيلية تعرقل العديد من المشاريع للجنة المقابر، الاعتداء على المقبرة اليوسفية وعلى القبور فيها، وتدمير 40 قبراً في مقبرة الشهداء شمال المقبرة اليوسفية، وتصنيفها (حديقة وطنية) مع أرضي الأوقاف والقصور الأموية، واستهداف باب الرحمة من الخارج، ومحاولات اقتطاع مساحات من المقبرة، وتخصيص ممرات من قلب المقبرة".