أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن "واقعا مُظلما سوف يخيم على المنطقة"، إن قامت إسرائيل بتنفيذ خطتها غير القانونية لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة ووضعها تحت سيادتها، مُضيفاً أن الإسرائيليين يتصورون أن الوضع القائم قابلٌ للاستمرار، وهذا غير صحيح، فإذا انزوى حل الدولتين، فإن البديل الذي سيحل محله هو حل الدولة الواحدة.
وشدد أبو الغيط، في كلمته خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد اليوم الأربعاء، لبحث خطة إسرائيل لضم أراض فلسطينية، وبشأن الشرق الأوسط، على أنه من واجب ومسؤولية مجلس الأمن معالجة أي وضع يكون من شأنه تهديد الأمن والسلم الدوليين، وأن الجامعة العربية تؤمن تماما أن إقدام إسرائيل على ضم أراضٍ فلسطينية محتلة سوف يشكل تهديدا جسيما للاستقرار الإقليمي، كما ستكون له تداعيات واسعة على السلم العالمي.
وقال إن الفلسطينيين اختاروا منذ 1993 طريق السلام والتعايش، ووقعوا اتفاقياتٍ مؤقتة مع إسرائيل على أمل أن يُمهد ذلك لإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، غير أن هذا الحلم يظل بعيدا بعد ثلاثة عقود. فما حدث هو توسع النشاط الاستيطاني وترسيخ منطق الاحتلال الدائم والهيمنة، وهو ما أدى إلى إصابة الطرف الفلسطيني بخيبة أمل عميقة.
وأكد أن حل الدولتين يظل النموذج الوحيد المقبول من الطرفين، والذي يتبناه المجتمع الدولي، مضيفاً أن مبادرة السلام العربية، التي تم إطلاقها عام 2002، تبنت ذات المحددات كسبيل لتحقيق السلام الإقليمي والتطبيع مع إسرائيل.
وشدد أبو الغيط على أن خُطط الضم الإسرائيلية لن تؤدي للقضاء على السلام اليوم فحسب، وإنما ستُجهز على أي احتمال لإقامة السلام في المستقبل، موضحاً أن الفلسطينيين سيفقدون إيمانهم بمنطق التسوية، كما أن العرب سيفقدون اهتمامهم بتحقيق السلام الإقليمي.
وتابع أن على العالم أن يُدرك إلحاح هذه المسألة وخطورتها، خاصة مع ما يمكن أن تتسبب فيه من تصعيد للتوترات، وصولا إلى احتمال إشعال حربٍ دينية تتجاوز أبعادها المنطقة ذاتها.
ودعا أبو الغيط مجلس الأمن إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل حتى توقف إجراءاتها الأحادية، مؤكداً أن العالم لا بد أن يقف صفا واحدا في إدانته ورفضه لهذا الاستفزاز غير المبرر من جانب تل أبيب.