نتنياهو وفريدمان يصران على الضم، بومبيو إلى حدٍّ ما، كوشنر يتأرجح وبيركويتز ضد

الأربعاء 24 يونيو 2020 08:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نتنياهو وفريدمان يصران على الضم، بومبيو إلى حدٍّ ما، كوشنر يتأرجح وبيركويتز ضد



القدس المحتلة / سما /

ذكر مصدر مطلع أن المسؤولين الأميركيين الذين يستعدون للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض لاتخاذ قرار بشأن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة تشمل كل المستوطنات، والمنطقة "ج" ومنطقة الأغوار، وفق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "يذهبون إلى اللقاء وهم يحملون وجهات نظر متباينة بالنسبة للضم، أو حجمه أو تاريخ تنفيذه المحتمل".

ويقول المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"القدس" دوت كوم: "نتنياهو يصر على الضم في موعده الذي حدده يوم 1 تموز (الأربعاء المقبل)، لأنه يخشى أنه إذا تأخر الجدول الزمني، فقد يعرقل الضم، خاصة وسط حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، واحتمال أن يفوز نائب الرئيس السابق جو بايدن في الانتخابات على الرئيس ترامب، حيث أعلن بايدن صراحة أنه يعارض الضم".

ويضيف: "ويدعم نتنياهو بشكل كامل السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي يصل واشنطن اليوم، حيث يعتبر فريدمان أنه من المنطقي، ومن الطبيعي أن تتوج كل الخطوات التي اتخذت في الأعوام الثلاث الماضية من قبل إدارة الرئيس ترامب تجاه إسرائيل بالضم، خاصة أن الضم ينسجم مع خطة الرئيس للسلام (صفقة القرن)".

وحول مواقف المسؤولين الذين سيشاركون في اجتماع القرار بشأن الضم، يوضح المصدر: "موقف مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر الذي استثمر معظم جهوده في السنوات الثلاث الماضية في صقل (صفقة القرن) يبدو متضارباً نوعاً ما، من ناحية، فإن حماسه لخطة (صفقة القرن)، وتأييده الضم يدفعانه لتأييد عملية الضم -التي يؤيدها مبدئياً- ولكن علاقاته الوطيدة مع أصدقائه، خاصة في الإمارات والمملكة العربية السعودية، وحرصه على ضرورة تصليب علاقات صداقة بين هؤلاء وإسرائيل، تجعله يتردد في دعم الضم، على الأقل وفق خطة نتنياهو، فهو (كوشنر) لا يريد أن ترتبك مساعي تقوية العلاقة بين دول الخليج وإسرائيل لمواجهة عدو مشترك هو إيران من الناحية الأُخرى".

أما بالنسبة لموقف وزير الخارجية بومبيو، فيقول المصدر ذاته: "وزير الخارجية (بومبيو) أبدى حماساً للضم منذ البداية، وأوضح لكم في مؤتمر صحافي أن الضم هو شأن إسرائيلي، ولديه صداقة وطيدة وقديمة مع نتنياهو، ويرى أن الضم وفق خطة نتنياهو أمرٌ لا مفر منه، وينسجم مع تصريحاته بهذا الخصوص، ولكن زيارته لإسرائيل الشهر الماضي (13 أيار)، والخلاف الذي لمسه بين نتنياهو ووزير جيشه ورئيس حزب "أزرق- أبيض" بشأن الضم جعلاه يتراجع بعض الشيء".

ويضيف: "كما أن مساعد بومبيو لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، وهو حقاً خبير بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعمل طويلاً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط الذي يقوده المفاوضان السابقان دنيس روس وديفيد ماكوفسكي، ومدير المعهد روب ساتلوف، فيحذر من تداعيات الضم دون التفاوض".

يُذكر أن ديفيد شنكر قال لإذاعة "كان" الإسرائيلية، الإثنين (22 حزيران) إنه "واثق" من أن إسرائيل ستدرس رد فعل دول الخليج وتداعيات خطة الضم على علاقاتها بها قبل أن تمضي قدماً بالخطة. وجاء التحذير الضمني من ديفيد شنكر، الذي يرأس مكتب "شؤون الشرق الأدنى" في وزارة الخارجية الأميركية، في الوقت الذي بدا فيه أن حماس الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة يفتر وسط معارضة صاخبة من حلفاء الولايات المتحدة العرب، مؤكداً أن "علاقات إسرائيل مع دول الخليج مهمة جداً للولايات المتحدة، وأنا على ثقة بأنه أياً كانت الطريقة التي تختارها إسرائيل للمضي قدماً، ستفعل ذلك مع اتخاذ خطوات تحافظ على رؤيا الإدارة للسلام. لقد أظهرت إسرائيل في الماضي دراية بكيفية التعامل مع علاقتها مع شركائها العرب، ولذا أنا متأكد من أنهم سيأخذون كل هذه العوامل في الاعتبار".

"أما مستشار الرئيس لعملية السلام، ومساعد كوشنر في هذا المجال آفي بيركويتز، وهو الشخص الذي يكرس وقته لعملية السلام، ووسائل الخروج من مأزق المفاوضات، فإنه يرى مخاطر ومجازفة في عملية الضم المطروحة ، وأن نفذت، فإن نتائجها ستكون سلبية جداً، قد لا تحمد عقباها، ومن الأجدى التريث، معتقداً أن الضم المزمع سينهي خطة ترامب للسلام".

إلا أن المصدر يُقر أن الرئيس ترامب يستمع إلى أصدقائه من غير المسؤولين، مثل الممول شيلدون آديلسون وزوجته ماريام، اللذين تعهدا بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار لحملة إعادة انتخاب ترامب والجمهوريين، وكذلك القاعدة الإنجيلية التبشيرية من اليمين المسيحي، التي تشكل قاعدته الصلبة للفوز بدورة رئاسية ثانية، والذين يدعمون الضم بحماس كبير ويحشدون الطاقات في الأروقة السياسية لتنفيذه وفق خطة نتنياهو دون أي عراقيل.

وطالما صرّح نتنياهو بأنه سيطرح اقتراحه بضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة تشمل كل المستوطنات، والمنطقة "ج" ومنطقة الأغوار، للنظر في تطبيقه في الأول من تموز على أقرب تقدير، بالرغم من الشكوك التي تحيط بخطة الضم".