مصدر إسرائيلي مطلع: كوشنر غاب عن الرادار و منشغل بإنقاذ ولاية حماه الثانية

الجمعة 19 يونيو 2020 11:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 مصدر إسرائيلي مطلع: كوشنر غاب عن الرادار و منشغل بإنقاذ ولاية حماه الثانية



القدس المحتلة / سما /

يتمحور النقاش داخل الحكومة الإسرائيلية بما يتعلق بمخطط ضم مناطق من الضفة الغربية حول حجم هذا المخطط وتوقيت تنفيذه والمناطق التي سيتم ضمها. ويبدو من التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام اليوم، الجمعة، أنه لا يوجد اتفاق حول ذلك بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وبين قائدي حزب "كاحول لافان" – وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي.

وأشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أن نتنياهو كرر كلمة "انتخابات" في معظم المحادثات التي أجراها مع وزراء وأعضاء كنيست من حزب الليكود، الذي يرأسه. "إذا لم يوافق كاحول لافان على الضم، سنتوجه إلى انتخابات"، وذلك رغم أن "حكومة الوحدة" الحالية تشكلت قبل شهر واحد فقط، وبعد سنة كاملة جرت فيها ثلاث جولات انتخابية للكنيست.

كذلك يهدد نتنياهو بالتوجه إلى انتخابات جديدة، ورابعة، إذا رفض غانتس فتح الاتفاق الائتلافي بينهما، بحيث يتم تعديله في محاول من جانب نتنياهو للإفلات من المحاكمة بتهم فساد. ويعتبر طلب نتنياهو بإعادة فتح الاتفاق حول الموازنة العامة لإقرار موازنة عامة للعام الحالي فقط، وليس كما ينص الاتفاق بينهما إقرار موازنة عامة للعامين الحالي والمقبل، حجر عثرة أمام استمرار ولاية الحكومة.

ووفقا لفيرتر، فإنه "عندما يُسأل عن الضم، حجمه ومناطقه وتوقيته، يجيب بنوع من الصراحة النادرة، أنه لا يعرف. ويوضح أن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تورط بالانتخابات. والعلاقة مع المستشار والصهر، جاريد كوشنر، ليست متينة وحميمة مثلما كانت في الماضي". ونقل فيرتر عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله عن كوشنر إن "الشاب غاب عن الرادار. ويبدو أنه منشغل في محاولة إنقاذ ولاية حماه الثانية، التي تبدو احتماليتها الآن غير مؤكدة".

وتابع فيرتر أنه في مكتب نتنياهو يصفون كوشنر بأنه "يساري" بين الثلاثية التي تضمه هو ووزير الخارجية، مايك بومبيو، والسفير في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي سيعود إلى واشنطن لمناقشة "صفقة القرن". وأنه "إذا اعتقد كوشنر، وربما أنه توصل لهذا الاستنتاج، أنه يوجد خطر أن تسود حالة فوضى في الشرق الأوسط، وأن العالم العربي قد يدير ظهره لواشنطن قبل أشهر معدودة من انتخابات الرئاسة، فإنه سيلجم الخيول" أي الضم.

والأمر الآخر الذي يثير قلق نتنياهو هو إمكانية انتخاب المرشح الديمقراطي، جو بايدن، رئيسا للولايات المتحدة، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ولهذا السبب وفقا لفيرتر، يريد نتنياهو الحصول على تأييد "رئيسي أركان الجيش اللذين إلى جانبه"، أي غانتس وأشكنازي، لمواجهة احتمال فوز بايدن واشتعال الوضع الأمني في الأراضي المحتلة والمنطقة بسبب الضم.

وفي هذه الأثناء، أضافت الصحيفة، نقلت جهات حول ترامب رسالة إلى إسرائيل، وبموجبها أنه "سيتم دفع صيغة تنفيذ خطة السلام التي تكون مقبولة على جميع أطراف حكومة الوحدة الإسرائيلية فقط".

شروط كوشنر

وصف المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، المداولات التي جرت بين نتنياهو ورئيس الكنيست، ياريف ليفين، وبين غانتس وأشكنازي، بأنه كانت "مثل المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين. فقد توقع الجانبان أن يكشف الجانب الآخر أوراقه، يكشف خرائط الضم، وأن يضع خطته على الطاولة. يتحدثون من وراء الكمامات. وليس بحوزة غانتس خطة. وغايته التوصل إلى صيغة يكون بإمكان البيت الأبيض، الحكومات الأوروبية، الأردن، مصر ودول الخليج التعايش معها. ضم محدود".

وفيما لا يمنح الاتفاق الائتلافي "كاحول لافان" حق الفيتو للاعتراض على حجم الضم، إذ يؤيد هذه الحزب بشكل أو بآخر، فإن "كاحول لافان يعول على شروط كوشنر، وكيل ترامب، بوجود اتفاق واسع في الحكومة الإسرائيلية. وهذا مطلب غير مألوف، وربما وقع أيضا. وليس معروفا من اخترعه ولأية حاجة. وقد استثمر كوشنر جهدا كبيرا في صفقة القرن، وهو لا يريد التضحية بها من أجل مؤتمر صحافي احتفالي (بالضم) يعقده نتنياهو. ويتعين على إسرائيل تبني مبادئ الخطة، وبضمن ذلك دولة فلسطينية" التي يرفضها نتنياهو.

وحسب برنياع، فإنه "تسود قناعة في كاحول لافان بأن الضم سيكون أقل بكثير من 30% من مساحة الضفة التي يتحدث عنها نتنياهو. والتهديدات الأوروبية هي الأهم بين جميع التهديدات ضد الخطة. وإذا نفذت إسرائيل الضم، فإنه ثمة شكل إذا كان سيسمح بانضمامها إلى مشروع تمويل الأبحاث العلمية ’هورايزن’ الذي سينطلق مطلع العام المقبل. وبحوزة دول أوروبا الغربية أدوات أخرى قد تجبي ثمنا اقتصاديا عاليا من إسرائيل"، كما أشار إلى معارضة ألمانيا للمخطط، وهو موقف عبر عنه وزير خارجيتها، هايكو ماس، الذي زار إسرائيل مؤخرا.