كتبت صحيفة هآرتس العبرية: قيادات من حركة حماس في معتقل عوفر اتفقت مؤخراً مع شخصيات رفيعة في مصلحة السجون الإسرائيلية على تحسين ظروف الاعتقال للأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، مقابل وقف التهديدات بالشروع في إضراب عن الطعام.
مصادر من الطرفين قالت، تم وعد الأسرى بمجموعة من التسهيلات منها، في الأقسام التي تم فيها تركيب أجهزة تشويش على الاتصالات الخلوية يتم تركيب هواتف أرضية، وقالت المصادر إن الاتصالات بين الأسرى ومسؤولي مصلحة السجون الإسرائيلية والتفاهمات التي تم التوصل إليها تشير إلى استمرار نهج التقارب خلال العام الماضي.
ومن ضمن بنود الاتفاق الأخرى، السماح لحركة حماس بالتواصل مع قسم الأطفال وقسم الاستيعاب في معتقل عوفر، حيث عرض أسرى حماس ضرورة المساعدة في استقبال الأسرى الجدد.
وتابعت هآرتس العبرية، جهات عديدة تدعي أن حركة حماس تسعى لتجنيد الأطفال الأسرى في صفوفها، وتم الاتفاق على وضع شخص من حماس في المطبخ يكون ذات خبرة في الطعام، وتم الاتفاق على استبدال محطات التلفزيون بدلاً من الفضائيات الخمسة الحالية.
في اللقاء الذين كان قبل ثلاثة أسابيع في معتقل عوفر، شاركت العديد من الشخصيات من الطرفين، من طرف حماس كان يحيى جادو، وهو من بيت لحم يقضي حكماً إدارياً، محمد أبو طير من قيادات حماس في الضفة الغربية، عايد دودين ناشط من حركة حماس من جنوب جبل الخليل، ويقضي هو الآخر حكماً إدارياً، والشيخ باجس نخله من مخيم الجلزون، وكلهم حسب ادعاء جهاز الشاباك على علاقة ب “الإرهاب”.
موضوع الهواتف الخلوية ومحاولات مصلحة السجون الإسرائيلية منعها كانت دائماً نقطة احتكاك بين الأسرى ومصلحة السجون الإسرائيلية، وكان آخرها إضراب إبريل من العام 2019.
ظاهرياً مصلحة السجون الإسرائيلية حققت نجاحاً بتركيب أجهزة تشويش على الاتصالات الخلوية في قسمين يقيم فيها أسرى حركة حماس في معتلات ريمون وكتسيعوات، ولكن في حقيقة الأمر القيادات الرفيعة من حركة حماس تقييم في أقسام أخرى غير تلك التي نصبت عليها أجهزة تشويش، وهم يتمتعون في إجراء اتصالات حرّة.
وفي أحيان أخرى، أسرى ينقلون من أقسام عليها أجهزة تشويش على الاتصالات الخلوية، لأقسام أخرى لا يوجد فيها أجهزة تشويش، ويمكنهم منها إجراء اتصالات خلوية.
وادعت الصحفية العبرية، وفق جهات إنفاذ القانون، ووفق مصادر فلسطينية، تمكن الأسرى الفلسطينيين في عدد من المعتقلات الحصول على خدمة ال WI-FI في عدد من المعتقلات الإسرائيلية، وذلك في أعقاب تهريبهم هواتف ذكية، مكنتهم من اتصالات حرة ووصول تام لشبكة الانترنت.
مصدر فلسطيني مقرب من الأسرى قال، عبر الانترنت يصلون للفضائيات الخاصة بحركة حماس، ويرونها لمن يريدون تجنيده من الصغار، وخدمة ال WI-FI تمكنهم من الاتصال الحر مع عائلاتهم، ومع قيادة حركة حماس.
وعن أجهزة الاتصالات الخلوية في المعتقلات الإسرائيلية، قال مصدر من جهات إنفاذ القانون، في كل عام يتم مصادرة عشرات الأجهزة الخلوية، وهي كلها “أجهزة غبيه”، وتشكل نقطة في بحر، هذه معركة عقول، حتى الآن مصلحة السجون الإسرائيلية هي الخاسر الأكبر فيها، وإن هناك في مصلحة السجون الإسرائيلية من يغض الطرف عن تهريب الهواتف الخلوية للأسرى الفلسطينيين تجنباً للاحتكاك والاحتجاجات.
وعن المطبخ في معتقل عوفر كتبت صحيفة هآرتس، المطبخ في معتقل عوفر شكل نقطة جدل وخلاف بين حركتي فتح وحماس، وحسب الاتفاق، حركة فتح هي المسؤولة بشكل رئيسي عن تجهيز الطعام، وذلك من أجل منع الأسرى من الطبخ في غرفهم، في الاتفاق الجديد تم الاتفاق على إدخال شخص من حركة حماس للمطبخ يكون مسؤول عن طبخ أشياء محددة وعمل الكعك.
وعن العلاقة بين مصلحة السجون الإسرائيلية وأسرى حركة حماس، كتبت هآرتس العبرية، في السنة الأخيرة غيرت مصلحة السجون الإسرائيلية سياستها تجاه أسرى حماس، في وقت كانت تفضل فيه التعامل وبشكل واضح مع أسرى حركة فتح، مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن حركة فتح أيضاً قالوا، تهديد حركة حماس جعلت مصلحة السجون الإسرائيلية تبحث عن حلول وسط لمطالب حركة حماس.
ومن الأمثلة على ذلك، قسم 12 في معتقل عوفر خصص لأسرى من حركة حماس، بعد أن تم توزيعهم بعد ضرب سجان، يوجد رغبة في حالة من الهدوء يقول مصدر أمني إسرائيلي، ويسعون لرضاهم لكي لا يقودوا احتجاجات جديدة.
عن معتقل عوفر كتبت الصحيفة العبرية، معتقل عوفر يشكل مركز في العلاقة بين حركة حماس ومصلحة السجون الإسرائيلية، في شهر مارس الماضي عزل مدير المعتقل بعد أن سمح لمواطن من شرقي القدس الدخول للمعتقل وشراء سجاير ب 150 ألف شيكل لصالح أسرى أمنيين في المعتقل، وهذه ليست المرّة الأولى التي يجري فيها شيء من هذا القبيل في المعتقلات.
مصلحة السجون الإسرائيلية نفت كل ما يقال حول العلاقة مع أسرى حركة حماس داخل المعتقلات الإسرائيلية، وقالت ضباط مصلحة السجون الإسرائيلية يقومون بزيارات دائمة للمعتقلات، وبكل تأكيد يتحدثون مع الأسرى، ولا أساس من الصحة للقاءات عالية المستوى مع الأسرى الأمنيين في المعتقلات الإسرائيلية.
في المقابل، نفى الأسرى في معتقل “عوفر” ما تناقله الإعلام الإسرائيلية حول وجود اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال، وشدد الأسرى على ضرورة توخي الدقة والحذر، والاعتماد على المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى، كمصدر للمعلومات، محذرين من نقل معلومات عن وسائل إعلام الاحتلال، دون التأكد من صحتها، لا سيما في الظرف الراهن الذي يُواجه فيه الأسرى عزلا مضاعفا، مع استمرار توقف زيارات المحامين، وزيارات عائلاتهم.
وفي السياق، أكد الأسرى أن خطواتهم النضالية مستمرة في مواجهة إجراءات إدارة السجون التنكيلية التي تصاعدت مع الإجراءات المرتبطة بالوباء، والتي فاقمت من صعوبة الظروف الحياتية الاعتقالية.