في لقاء خاص مع "إيلاف"، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، نظيره الحالي بنيامين نتانياهو بأنه يسعى لإشعال الشرق الأوسط من خلال خطة "الضم"، لافتًا إلى أن إسرائيل ليست بحاجة الى غور الأردن، ومنوهاً بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
أولمرت يعتبر اليوم من أكبر معارضي نتانياهو، يقوم بانتقاده علنًا في المحافل الداخلية والخارجية. وفي مقابلته مع "إيلاف"، وصف نتانياهو بالمخادع والكاذب والفاشل، وقال إن نتانياهو مسؤول عن أكبر فشل أمني في إسرائيل منذ 50 عامًا، لأنه لم يستطع منع إيران من دخول سوريا. كما اتهمه بالمبالغة ودب الذعر في قلوب الإسرائيليين جراء كورونا لدوافع ومآرب لا تمت بصلة لمواجهة الجائحة، بل لخلق أرضية لتحطيم خصومه، فنجح في استمالة بيني غانتس إلى حكومته.
"إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، استلم رئاسة الحكومة من أريئيل شارون بعد مرضه ودخوله في غيبوبة في عام 2005. وفي عام 2006، خاض انتخابات برلمانية وانتصر فيها على بنيامين نتانياهو وشكل حكومة مع حزب العمل وأحزاب وسطية ودينية".
الردع القوي
في الشأن السوري، كشف أولمرت لـ "إيلاف" أنه كان بصدد لقاء بشار الأسد في أنقرة بوساطة رئيس الحكومة التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، والأسد صعد إلى متن الطائرة في الشام إلا أنه عدل عن رأيه ولم يصل أنقره. قال أولمرت: "لو وقع الأسد حينها اتفاقًا معي لما كانت بلاده وصلت إلى ما آلت عليه".
تحدث أولمرت عن حزب الله وحرب لبنان الثانية ووجه اللوم للجيش الإسرائيلي الذي لم يقدم كل ما كان متوقعًا منه خلال الحرب، إلا أنه أكد أن 14 عامًا مضت ولا توجد نية عند حزب الله لمواجهة إسرائيل، فالردع الإسرائيلي لا يزال قويًا منذ ذلك الحين.
وأشار إلى تدمير مفاعل دير الزور السوري واغتيال عماد مغنية ومحمود سليمان الذي اعتبره أولمرت الرجل السري والقوي في جيش الأسد حينها، كما أشار إلى عمليات أخرى ضد ايران وتشويش برنامجها النووي، مؤكدًا أن كل ما قام به كان بهدوء ومن دون إعلام أو تباه.
وانتقد نتانياهو الذي يتباهى في إنجازات سرية أمنية، وقال إن تباهي نتانياهو بوثائق الأرشيف الإيراني لا مكان له لأن تلك المستندات ليس بها أي إضافة للمشروع الإيراني، وهي معروفة استخباريًا لكل الأطراف ونشر الموضوع كان لاحتياجات شخصية وسياسية بحتة لنتانياهو.
أولمرت قال إنه لا يوهم نفسه كما الآخرين أن دول الخليج ستقيم علاقات مع إسرائيل قبل أن تتوصل الأخيرة لسلام واتفاق مع الفلسطينيين، وأشاد بمواقف السعودية في هذا المجال وبحكمة قيادتها في إدارة الأوضاع، وتعهد لدول الخليج والمنطقة أن إسرائيل لن تسمح لأي كان، سواء إيران أو غيرها، بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد أنه ينوي العودة إلى الحياة السياسية من أجل إنقاذ إسرائيل من قيادتها غير المسؤولة، المستعدة لإشعال الشرق الأوسط بواسطة الضم أحادي الجانب، وأكد أن قصة أهمية غور الأردن الأمنية لإسرائيل كما يطمح نتانياهو ما هي إلا كذبة لكسب اليمين والوقت وإبعاد حل للدولتين.
أضاف أنه توصل في حينه لاتفاق مع ملك الأردن حول نشر قوات دولية تابعة للناتو على الحدود الأردنية الفلسطينية بعد انسحاب إسرائيل لمنع انتقال الناس او الأسلحة او الجهات الإرهابية من الأردن وإليه.