مركز الميزان يقدم شهادة أمام لجنة تحقيق دولية حول اعتدءات الإحتلال في فلسطين

الأربعاء 10 يونيو 2020 10:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز الميزان يقدم شهادة أمام لجنة تحقيق دولية حول اعتدءات الإحتلال في فلسطين



غزة / سما /

قدم مركز الميزان لحقوق الإنسان، شهادة أمام لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك عبر خدمة "سكايب"، تناولت الفترة بين اجتماعي اللجنة من تاريخ 18/6/2019، وحتى تاريخ 9/6/2020،.

وقدم شهادة مركز الميزان يامن المدهون، واستعرض فيها أبرز التطورات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما قطاع غزة خلال الفترة المحددة.

الحصار وآثاره الكارثية

وتركزت شهادة المركز حول استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 13 عاماً، وآثاره الكارثية التي انعكست سلباً على واقع حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية بصورة عامة، لاسيما استمرار معوقات الوصول إلى الرعاية الصحية، التي أفضت خلال الفترة التي تغطيها الشهادة وفقاً لتوثيق مركز الميزان، إلى وفاة ثلاثة مرضى من بينهم سيدتان.

واستعرض المدهون للجنة مؤشرات الفقر والبطالة، حيث بلغت نسبة البطالة وفقاً للإحصاءات الرسمية 45.1% بين القوى العاملة في قطاع غزة، وبلغت نسبة الفقر 50%، والفقر المدقع 38%، ونسبة انعدام الأمن الغذائي 68.2% بالنسبة لمجموع سكان القطاع. ولفت إلى أن هذه الأرقام قد لا تعبر بدقة عن الواقع في ظل الإنهيار الإقتصادي الذي يعانيه قطاع غزة، والتوسع غير المسبوق في أعداد الفقراء، واستمرار غياب الأمل في تغيير الأوضاع في القطاع.

الكهرباء وكورونا

وتطرق المدهون إلى استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي، حيث أصبح برنامج الكهرباء اليومي (8 ساعات وصل على الأكثر مقابل 8 ساعات قطع)، الأمر الذي ينعكس سلباً على أوجه الحياة كافة في القطاع، وتناول التداعيات السلبية لنقص إمدادات الطاقة الكهربائية، التي كان لها أثر بالغ في تفاقم مشاكل التلوّث، إذ بلغت معدلات تلوث مياه البحر 73% من إجمالي شواطئ القطاع. كما وأثر نقص إمدادات الطاقة على القطاعات الأخرى المختلفة كالاقتصاد، والرعاية الصحية، والسكن، والصرف الصحي، والتزود بالمياه النظيفة، وتحول الشقق السكنية إلى سجون لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، في ظل انقطاع المياه وتوقف المصاعد.

و أشار إلى أن الخطر الجديد المتمثل في تفشي مرض كورونا، يضع الجميع، وبصورة أساسية المجتمع الدولي أمام استحقاق قانوني وأخلاقي لوقف الإنتهاكات الإسرائيلية، والعمل على دعم القطاعات الصحية والبيئية التي تدهورت على مدار سنوات، وأصبحت غير قادرة على تقديم الحد الأدنى بفعل الممارسات الإسرائيلية.

غزة معتقل كبير

وأكد مركز الميزان في شهادته على أن إسرائيل نجحت في تحويل قطاع غزة إلى معزل ومعتقل كبير، تمارس فيه كافة أنواع الانتهاكات بحق المواطنين الفلسطينيين أمام صمت المجتمع الدولي، في ظل غياب الحماية، وغياب أي أفق يمنحهم أمل في انتهاء معاناتهم الإنسانية.

واستعرض حصيلة الانتهاكات الإسرائيلية خلال الفترة السابقة، حيث بلغت حصيلة ضحايا المشاركين في مسيرات العودة، منذ انطلاقها بتاريخ 30/03/2018، (217) شهيداً، من بينهم 48 طفلاً، وسيدتان، و 9 من ذوي الإعاقة، و 4 مسعفين، وصحافيين اثنين، كما أصيب 19236، من بينهم 4966 طفلاً، و 867 سيدة، و255 مسعفاً، و 173 صحافياً، ومن بين المصابين 9515 أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم 2134 طفلاً، و 191 سيدة.

في حين بلغت حصيلة ضحايا الهجمات الإسرائيلية الحربية على قطاع غزة خلال نفس الفترة 35 شهيداً، بينهم 8 أطفال، و 3 نساء، وإصابة 60 آخرين من بينهم 27 طفلاً، و 8 نساء، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بـ 57 منزلاً، و 19 منشأة تجارية وصناعية، وتدمير 3347 دونماً من الأراضي الزراعية.

وأشار إلى استمرار تحكم قوات الاحتلال الإسرائيلي المطلق بالمعابر، واستخدام معبر بيت حانون كمصيدة لاعتقال الفلسطينيين، لاسيما المرضى ومرافقيهم حيث أشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 88 فلسطينياً خلال الفترة التي تغطيها الشهادة، من بينهم 17 اعتقلوا من حاجز بيت حانون (إيرز).

انتهاكات بحق المرضى والصيادين

وشدد مركز الميزان في شهادته على حاجة مرضى القطاع المتزايدة للوصول إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، في ظل الحصار الذي يحول دون قدرة قطاع الصحة على تلبية حاجات السكان. وحمل المركز المسؤولية عن حياة المرضى لسلطات الاحتلال، بما ينسجم مع القانون الدولي من حيث أنها القوة القائمة بالاحتلال، ويقع على عاتقها تقديم وتسهيل مرور الخدمات.

واستعرض المركز في شهادته معاناة الصيادين والمزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة نتيجة استمرار القيود المفروضة على حركتهم في البر والبحر، واستهدافهم من قبل قوات الاحتلال بشكل منظم.

وأشار إلى أن الصيادين تعرضوا خلال نفس الفترة إلى 290 انتهاكاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، نتج عنها إصابة 12 صياداً، من بينهم طفل، واعتقلت 15 صياداً من بين إجمالي المعتقلين تعسفياً، بينهم 3 أطفال، كما استولت تلك القوات على 5 قوارب صيد، وخربت قوارب ومعدات صيد كالشباك وكشافات الإنارة الخاصة بقوارب الصيد في 13 حالة.

وفي المناطق مقيدة الوصول براً، وثق المركز 492 انتهاكاً، أسفرت عن مقتل مواطن، وإصابة 10 آخرين، بينهم 3 أطفال وسيدة.

غياب الملاحقة

وشدد المدهون، في الشهادة التي قدمها باسم مركز الميزان على أن استمرار الحصانة وغياب الملاحقة عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كانت وما تزال واحدة من أبرز التحديات التي تواجه أوضاع حقوق الإنسان، حيث أسهمت وما تزال في تصعيد إنتهاكات إسرائيل وتحللها الدائم من أبسط التزاماتها بموجب القانون الدولي.

وفي ختام شهادته، نوه إلى أن مركز الميزان سيرسل مجموعة من الوثائق- الصادرة عنه - وهي وثائق تحيط بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، والتي قد تساعد اللجنة في مهمتها.