مسؤول رفيع في البيت الأبيض: لا تجميد للاستيطان بالضفة الغربية بموجب "صفقة القرن"

الأربعاء 03 يونيو 2020 10:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
 مسؤول رفيع في البيت الأبيض: لا تجميد للاستيطان بالضفة الغربية بموجب "صفقة القرن"



القدس المحتلة / سما /

في رسائل طمأنة من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لقادة المستوطنين، أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض، أن خطة الرئيس الأميركي للتسوية في المنطقة، لا تتطلب تجميد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن المسؤول الأميركي قوله: "الخطة الأميركية لا تتطلب تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وشدد على أن ذلك ينطبق كذلك على 15 بؤر استيطانية ستظل في قلب المناطق الفلسطينية التي لن يشملها الضم، والتي سماها الأميركيون في نص "صفقة القرن"، "الجيوب الإسرائيلية".

وتابع مصدر الصحيفة أن "خطة السلام الأميركية تتحدث عن ذاتها، ونوصي أولئك الذين ليسوا على اطلاع كامل عليها، بقراءتها بعناية".

وشدد على أن "تجميد البناء الاستيطاني الوحيد الذي تتطلبه الخطة، هو في مناطق محددة، سيتم تسليمها للفلسطينيين مستقبلا، إذا استوفوا شروط الخطة". وأضاف أنه "حتى هذا اليوم، لا توجد مستوطنات في هذه المنطقة".

وعن "الجيوب الإسرائيلية" في قلب "الكيان الفلسطيني" المستقبلي الذي تنص عليه الخطة الأميركية، قال المسؤول في "البيت الأبيض" إن البناء الاستيطاني فيها سيخضع لـ"قيود جزئية"، غير أنه شدد على أن ذلك لا يعتبر "تجميدًا" للبناء.

وقال: "لا يوجد أي تجميد للبناء الاستيطاني في الجيوب الإسرائيلية، بمجرد موافقة لجنة ترسيم الخرائط على معايير الجيوب، سيكون البناء فيها ممكنًا، حتى خلال السنوات الأربع المقبلة".

وشدد على أن القيود الجزئية التي عناها ستستمر مدة أربع سنوات.

وأضاف أن "القرارات حول كيفية البناء في الجيوب سيكون حسب تقدير دولة إسرائيل، وأن البناء لن يكون بالضرورة عموديًا"، في إشارة إلى إمكانية توسعها وتمددها على مساحات تابعة لـ"الدولة الفلسطينية"، التي تنص عليها "صفقة القرن".

وكان نتنياهو قد شدد خلال اجتماع عقده أمس مع قادة مجلس المستوطنات (يشاع)، على أن المضي قدما في مخطط الضم مرتبط بالموقف الأميركي، وأضاف "نحن ننتظر أجوبة من الجانب الأميركي، حول متى يمكننا المضي قدما بمخطط الضم، ومساحة المناطق التي يمكن ضمها وتحديد الخرائط".

وخلافا لرغبة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عبّر قادة المستوطنين خلال الفترة الماضية عن تحفظاتهم على "صفقة القرن"، وما وصفوها بأنها "مخاطر الخطة"، في إشارة إلى رفضهم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها ستكون مقطعة الأوصال بحسب "صفقة القرن".

إدارة ترامب لقادة المستوطنين: معارضتكم العلنية لـ"صفقة القرن".. نكران للجميل

وخلال الأيام الماضية، عبّر مسؤولون في الإدارة الأميركية عن استيائهم من الحملية التي أطقها مجلس المستوطنات ضد "صفقة القرن"، واعتبرها "نكران للجميل"، وفق ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وفي تصريحات لصحيفة "هآرتس"، قال رئيس مجلس المستوطنات، دافيد إلحياني، صباح اليوم، إن "ترامب وكوشنر أثبتا من خلال الخطة الأميركية أنهما ليسا صديقين حقيقيين لدولة إسرائيل وغير مهتمين بمصالحها الأمنية والاستيطانية".

واعتبر أن "كل ما يهم الإدارة الأميركية في الخطة هو المصلحة الأميركية التي فد تجنيها منها في سياق الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة"، وذلك في ظل رفضهم لتحويل 15 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية إلى جيوب، وإمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلية بموجب "صفقة القرن".

ووفقًا لصحيفة "هآرتس"، فإن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض، أخطروا قادة المستوطنات أن حملتهم العلنية ضد الخطة الأميركية ينظر إليه في البيت الأبيض على أنه "نكران للجميل"، وأن استمرار الحملية يهدد بتنازل الإدارة الأميركية "صفقة القرن".

ووفقًا لـ"هآرتس"، فإن المسؤولين في البيت الأبيض أبلغوا قادة المستوطنات أن الحملية العلنية التي أطلقوها ضد "صفقة القرن"، تشكل تحديا صعبا للإدارة الأميركية في ظل "مواجهة تداعيات أزمة جائحة كورونا، وأعمال الشغب المحلية".

وردًا على تصريحات إلحياني، أصدر رئيس نتنياهو في وقت لاحق من مساء الأربعاء، بيان قال فيه إنه "يدين بشدة أقوال رئيس مجلس المستوطنات، الرئيس ترامب صديق عظيم لدولة إسرائيل، لقد قاد خطوات تاريخية لصالح إسرائيل، من بينها الاعتراف بسيادة إسرائيلي على مرتفعات الجولان، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلادها إليها، والاعتراف بشرعية الاستيطان الإسرائيلي في يهودا والسامرة".

وأضاف نتنياهو أن "خطة الرئيس ترامب للسلام يشمل الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، والاعتراف بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية على جميع المناطق الواقعة غرب الأردن، بالإضافة إلى الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونزع سلاح حركة حماس، ومنع اللاجئين (الفلسطينيين) من الدخول إلى إسرائيل، والمزيد من الأمور"، وختم قائلا: "من المؤسف أنه بدلاً من الامتنان، هناك من ينكر هذه الصداقة التي لم تنشأ صداقة بمتانتها أبدا".

من جانيه، حاول وزير الأمن الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، الذي شغل في السابق منصب المدير العام لمجلس المستوطنات، التخفيف من حدة تصريحات إلحياني، وشدد على العلاقة القوية التي تجمع الإدارة الأميركية الحالية بإسرائيل، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "نحن جميعا ممتنون لترامب على حربه المتواصلة ضد العدوانية الإيرانية، وعلى نقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بالجولان والعديد من الأمور الأخرى".

يذكر أن "صفقة القرن" تنص على الإبقاء على 15 بؤرة استيطانية كجيوب إسرائيلية من دون تواصل جغرافي، تكون في قلب "الدولة الفلسطينية" المنصوص في خطة ترامب، على أن تفرض الحكومة الإسرائيلية قانونها على هذه الجيوب، بالإضافة إلى إجلاء 60 بؤرة استيطانية غير قانونية يعيش فيها اليوم نحو 3000 مستوطن.

وتضع الخطة، القدس المحتلة برمتها تحت السيادة الإسرائيلية، بما في ذلك الحرم القدسي والأماكن المقدسة التي ستكون تحت إدارة إسرائيلية فلسطينية مشتركة. ولا تتضمن الخطة أي تقسيم للمدينة، وسيتم نقل وتسليم كل ما هو وراء الجدار الفاصل في القدس المحتلة للفلسطينيين، بشرط أن يقبلوا الخطة برمتها. وسيكون بمقدورهم تحديد "عاصمتهم" في كل مكان في القدس، بشرط أن يكون وراء الجدار.

وكان مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، قد صرّح نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، ردًا على سؤال إن كانت الإدارة تؤيد إجراء الضم في الوقت الحالي، أنه "لا، اتفقنا معهم (الحكومة الإسرائيلية) على تشكيل لجنة لتعد الخرائط. غور الأردن قد تعني أمورًا كثيرة جدًا، وأرغب أن تُحدد كل المعايير، وبعد ذلك سنعرف أيضًا ما هو التجميد (في التوسع الاستيطاني)"، في إشارة إلى بند في "صفقة القرن" ينص على تجميد التوسع الاستيطاني لمدة أربع سنوات يتخللها مفاوضات مع الفلسطينيين.

وأضاف كوشنر في مقابلة أجراها حينها مع موقع أميركي، أن الصفقة في "الوقت الحالي هي مستند للشروط" وأن العمل عليه سيستغرق أشهرًا إضافية، وأوضح "أنني آمل أن ينتظروا (إسرائيل)، وبرأيي يجب أن تكون حكومة إسرائيل لنتقدم، لننتظر ما سيحصل"، في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية.