اعترض جنود في الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، دبابتين إسرائيليتين اجتازتا المناطق الحدودية مع لبنان، شمالي البلاد، ما استدعى وصول دورية تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، منعا لاحتكاك بدا وشيكًا.
وأفادت وسائل الإسرائيلية بأن "دبابتين إسرائيليتين اجتازتا المناطق الحدودية مع لبنان باتجاه الجيوب الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية"، في ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"نشاط اعتيادي".
واعترض جنود في الجيش اللبناني الدبابتين ووجهوا نحوهما أسلحتهم بما في ذلك قذائف من طراز "آر بي جي" المضادة للدبابات، ووقفوا على مقربة من الدبابات الإسرائيلية؛ ما استدعى وصول دورية تابعة لقوات "يونيفيل".
وفي هذا السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن "الحدث يعد استثنائيًا وخطيرًا كون الجنود اللبنانيين كانوا مدججين بالأسلحة"، ووجهوها باتجاه الدبابتين الإسرائيليتين اللتين اخترقتا الحدود.
رغم ذلك، أضافت أن الحديث يدول حول "منطقة حدودية حيث وجود جنود الجيش اللبناني أمر يمكن اعتباره روتينيًا"؛ وتابعت أن الجيش الإسرائيلي "يعمل في هذه المنطقة بانتظام، وقد يواجه، كما حدث اليوم، جنودا من الجيش اللبناني".
ويشهد الجنوب اللبناني توترات أمنية متصاعدة، منذ العام الماضي، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي اختراق القرارات الدولية، وشدد الرئيس اللبناني ميشال عون، في أكثر من تصريح، إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تخالف القرار 1701.
وخلال الفترة الماضية، شهدت المناطق الحدودية حوادث إطلاق نار واعتقالات استهدف الجيش الإسرائيلي من خلالها مواطنين لبنانيين وسوريين وطالبي لجوء، بدعوى أنهم حاولوا "التسلسل من الأراضي اللبنانية".
والسبت الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، توقيف 5 سودانيين في نقطتين حدوديتين، أثناء "محاولتهم التسلل إلى إسرائيل"؛ وقال الجيش في بيان، إن دورية من مديرية المخابرات بالجيش، أوقفت ليل الجمعة، 3 أشخاص سودانيين في محلة "خلة وردة" (أقصى الجنوب) أثناء محاولتهم الدخول إلى إسرائيل.
وذكر أن مديرية المخابرات في بلدة "حولا" أوقفت شخصين آخرين من الجنسية السودانية، كانا بصدد التحضير لدخول إسرائيل. وقال الجيش إنه تم التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
ومطلع أيار/ مايو الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل ضوئية فوق أجزاء من الحدود اللبنانية الجنوبية؛ ولاحقا، زعم أن الأمر يتعلق بإحباط محاولة تسلل من أشخاص إلى إسرائيل عبر الحدود مع الأراضي اللبنانية.
وتخوض لبنان "معركة دبلوماسية" لضمان عدم خفض عدد قوات يونيفيل لديها، بحسب ما وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، غداة موافقة الحكومة على تمديد ولاية يونيفيل عاما واحدا ينتهي في 31 آب/ أغسطس 2021.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي نهاية أغسطس من العام الجاري، للموافقة على طلب الحكومة اللبنانية تمديد ولاية يونيفيل؛ فيما شدد الوزير اللبناني في تصريحات صدرت عنه السبت الماضي على أن "مصلحة الحفاظ على السلم والأمن في الجنوب اللبناني أساسية".
وأكد أن "هناك محاولات إسرائيلية دائما لإضعاف قوة يونيفيل في الجنوب، والسعي إلى تحوير مهامها، ونحن نتصدى لها دائما، وهناك موقف دولي واسع مؤيد لنا".
ويسيطر "حزب الله" اللبناني على منطقة جنوب لبنان المحاذية للحدود، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، ومن ثم وضعت الأمم المتحدة ما عُرف بـ"الخط الأزرق" على الحدود بينهما، لتأكيد الانسحاب، لكن الخط لم يراعِ الحدود الرسمية بشكل دقيق.