كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع قادة مجلس المستوطنات اليوم، الثلاثاء، الادعاء أن "أمامنا فرصة تاريخية لفرض السيادة في مناطق يهودا والسامرة، وقال إنه ملتزم بإجراء مفاوضات بالاستناد إلى خطة "صفقة القرن" التي يطرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كخطة لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. ودعا نتنياهو قادة المستوطنين إلى تأييد مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
واستعرض قادة المستوطنين خلال الاجتماع مع نتنياهو تحفظاتهم من مخطط الضم، وما وصفوها بأنها "مخاطر الخطة"، في إشارة إلى رفضهم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها ستكون مقطعة الأوصال بحسب "صفقة القرن"
ونقلت القناة 13 التلفزيونية عن رئيس المجلس الإقليمي "السامرة" في منطقة نابلس، يوسي داغان، قوله إنه "جئنا للقاء رئيس الحكومة كي نشد على يديه ونشجعه على فرض السيادة بصورة فورية، مع أو بدون موافقة الولايات المتحدة. وقد انتخبناك أنت وليس أي أحد آخر، ولا برئيس الولايات المتحدة".
وأضاف داغان أنه "جئنا كي نعبر عن قلقنا من أنه سيحاولان أن يملوا على إسرائيل من الخارج أمورا تشكل خطرا على وجودها، مثل إقامة دولة إرهاب أو التخلي عن عشرات آلاف المستوطنين. وسنقف بشكل واضح ضد إقامة دولة إرهاب في قلب دولة إسرائيل".
واعتبر رئيس المجلس الإقليمي "بنيامين" لمستوطنات منطقة رام الله، يسرائيل غانتس، "أننا موجودون قبل لحظة تاريخية. وجئنا إلى هنا كي نتأكد أن هذه اللحظة تعزز الاستيطان ولا تؤدي لانهياره. ونحن هنا كي نفهم تفاصيل الخطة، وكي نفهم على ماذا يدور الحديث بالضبط، فمنذ أكثر من شهر لا نرى خططا ولم نفهم عمّ يدور الحديث. وهذا موضوع لا يمكننا المرور عليه مر الكرام. وبعد أن نسمع تفاصيل الخطة سنتخذ قرارات حول خطواتنا المستقبلية".
فيما ذكرت مصادر حضرت اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع قادة المستوطنات في الضفة الغربية، أنه أبلغهم بأن الوضع مع الإدارة الأميركية لم يعد كما كان قبل 5 أشهر.
وبحسب المصادر - كما ذكر موقع صحيفة يسرائيل هيوم العبرية - فإن نتنياهو ألمح للحاضرين أن المشاكل الداخلية في الولايات المتحدة وبعض القضايا الأخرى، قللت من اهتمام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخطة السلام "صفقة القرن" في الوقت الحالي.
وشهد اللقاء مشادات كلامية بين رئيس الكنيست ياريف ليفين الذي حضر الاجتماع بصفته ممثلًا لإسرائيل في فريق رسم الخرائط الأميركية، وبين بعض قادة مجالس المستوطنات.
فيما لم يجيب نتنياهو على أسئلة وجهت له من بعض قادة المستوطنات عما يدور، وأنه (أي نتنياهو) وليفين أبلغا أولئك المستوطنين بأنهم لا يعرفون حاليًا كيف ستبدو خريطة السيادة.
وقال أحد الحاضرين من قادة المستوطنات، إن الاجتماع لم يكن سهلًا، لقد خرجنا بمشاعر قاسية.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من اتصال جرى بين نتنياهو وجاريد كوشنير كبير مستشاري البيت الأبيض، وعدد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي بعد الاتصال، إن الإدارة الأميركية غير متحمسة لقضية الضم، وأنها تريد إبطاء الخطوات المتعلقة بذلك.
وكانت القناة 13 نقلت، أمس، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الانطباع هو أن البيت الأبيض يسعى إلى تخفيف الحماس في إسرائيل حيال مخطط الضم وأن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إبطاء هذه الخطوة.
وأوعز وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، لرئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي،ن أمس، بتسريع استعدادات الجيش الإسرائيلي لفرض "سيادة" في مناطق في الضفة، بينها المستوطنات وغور الأردن، وذلك على خلفية توقعات باحتجاجات فلسطينية ومواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بسبب مخطط الضم.