أعلنت الصين، اليوم الجمعة، انتصارها على فيروس كورونا المستجد الذي أثّر على اقتصادها بشكل كبير، فيما يواصل تفشيه في العالم، وتضاعف عدد الوفيات في البرازيل، الدولة الأكثر تضررا بالوباء في منطقتها، إذ لا يزال تفشي الوباء يتسارع، ليتجاوز عدد الوفيات عشرين ألفا خلال 11 يوما فقط.
وإذ أصاب الوباء أكثر من خمسة ملايين شخص وأودى بحياة أكثر من 332 ألفا في العالم وفق الأعداد الرسمية المعلنة والتي تُعتبر أقلّ من الواقع بكثير، فقد تمكنت الصين حيث ظهر الفيروس في أواخر عام 2019، من احتوائه على أراضيها.
وقال رئيس الحكومة الصينية، لي كي تشيانغ، لدى افتتاح جلسة الجمعية الوطنية الشعبية السنوية: "حققنا نجاحا استراتيجيا كبيرا في معالجتنا لأزمة كوفيد-19"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وأمام ثلاثة آلاف نائب يضعون الكمامات، أشار رئيس الوزراء إلى أنه لا تزال هناك "مهمة هائلة" يجب إنجازها في مواجهة تداعيات الفيروس على الاقتصاد الصيني الذي سجّل انكماشا في الفصل الأول من العام، وهو أمر غير مسبوق. وللمرة الأولى في تاريخها المعاصر، تخلّت بكين عن تحديد أهداف النمو الاقتصادي للعام الحالي، لعدم تمكنها من تحديد تأثير تفشي الوباء.
وتضاعف عدد الوفيات في البرازيل، الدولة الأكثر تضررا بالوباء في المنطقة حيث لا يزال يتسارع تفشي الوباء، بحسب الأرقام الرسمية. وفي مقابر المدن الكبرى مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.
وأثار إصرار الرئيس البرازيلي، غايير بولسونارو، على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية.
لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعا بالفيديو خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم.
ويودي كورونا بعدد أكبر من الشباب في البرازيل التي تعدّ 210 ملايين نسمة، مقارنة بالدول الأخرى، وبحسب الإحصائيات الرسمية، تبلغ أعمار 69 في المئة من ضحايا الوباء في البرازيل 60 عاما أو أكثر، مقارنة بـ95 بالمئة في إسبانيا وإيطاليا.
وفي البيرو المجاورة، باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار حسبما أعلن أمس مكتب "المدافع عن الشعب" المكلف السهر على احترام حقوق الإنسان.
وفي تشيلي حيث ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29 بالمئة في الساعات الـ24 الأخيرة، تحدى بعض السكان العزل في الأيام الأخيرة للتظاهر والمطالبة بمساعدات غذائية بعدما أدى الوباء إلى انفجار البطالة والجوع في الأحياء الأكثر فقرا.
بدورها، تواصل أوروبا حيث حصد الوباء أرواح أكثر من 171 ألف شخص، تقدّمها على طريق احتواء الوباء ببطء، لكن عبر تكثيف تدابير الوقاية.
وأعلنت السلطات في المملكة المتحدة التي تأثرت بالوباء كثيرا كما يعكس التراجع القياسي لمبيعات التجزئة بأكثر من 18% في نيسان/ أبريل؛ أنها ستفرض حجرا صحيا لمدة 14 يوما على المسافرين القادمين من الخارج.
وهناك استثناءات نادرة لسائقي الشاحنات الذين يعبرون الحدود دائما والعاملين في القطاع الطبي والإيلرنديين، لكن ليس للأشخاص القادمين من فرنسا، كما ألمحت لندن وباريس مؤخرا.
وفي فرنسا، التي تواجه انتقادات بسبب إجرائها الدورة الأولى من الانتخابات البلدية في 15 آذار/ مارس رغم تفشي الوباء، أعلنت الحكومة أن الدورة الثانية ستُجرى في 28 حزيران/ يونيو وأنه سيكون على الناخبين وضع أقنعة واقية.
وأوضح رئيس الحكومة، إدوار فيليب، أن "بعد مقارنة الإيجابيات والسلبيات، نعتقد أن الحياة الديموقراطية يجب أن تستعيد حقوقها".
وتؤجج تمضية عطلة نهاية الأسبوع على الشواطئ أو في الحدائق، المخاوف من موجة إصابات ثانية في البلاد.
وقال وزير الصحة، أوليفييه فيران: "الطقس جميل في الخارج، نعرف أن الوضع معقد والرغبة (بالخروج) قوية بعد أسابيع من العزل".
وأعلنت اليونان من جهتها، تمديد عزل مخيمات المهاجرين المكتظة حتى السابع من حزيران/ يونيو.
وسُجّل عدد قليل جدا من الإصابات في صفوف طالبي اللجوء حتى اليوم. ودعت المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أثينا إلى "عدم المساس" بحقوقهم.
وبأمر من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تنكّس الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء من حيث عدد الوفيات بكوفيد-19، الأعلام فوق المباني الفيدرالية من الجمعة إلى الأحد تكريما لذكرى ضحايا الفيروس.
واقتربت حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة من 95 ألفا بينما ما زالت الأرقام اليومية مرتفعة، إذ بلغت 1255 وفاة خلال 24 ساعة حسب أرقام نشرتها أمس الخميس، جامعة جونز هوبكنز.
وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، إنه سيكون من الضروري على الأرجح الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع، بعدما حركت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس ثلاثة آلاف مليار دولار منذ آذار/ مارس الماضي.
من جهتها، أعلنت روسيا الجمعة عن عدد وفيات قياسي خلال يوم واحد بلغ 150 لكن الوباء لا يزال مستقراً على أراضيها لجهة الإصابات الجديدة. وأعلنت السلطات أنها تترقب ارتفاعا لعدد الوفيات جراء كوفيد-19 في أيار/ مايو.
لكن هذه ليست الحال في أميركا اللاتينية حيث يواصل الوباء تفشيه مع توقع عواقب وخيمة على الاقتصاد والوظائف.
13 وفاة بالسعودية واثنتان في قطر
وارتفع عدد وفيات وإصابات الفيروس، اليوم الجمعة، في السعودية وقطر والبحرين ولبنان، وفق إحصائيات رسمية، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.
ففي السعودية، أعلنت وزارة الصحة، في بيان، تسجيل 13 وفاة، وألفين و642 إصابة بفيروس كورونا.
وأوضحت الوزارة، أن محصلة الإصابات ارتفعت إلى 67 ألفا و719، بينها 364 وفاة، و39 ألفا و3 حالات تعاف.
وفي قطر، أفادت وزارة الصحة، في بيان، بتسجيل حالتي وفاة، وألف و830 إصابة بالفيروس.
وأشارت الوزارة إلى ارتفاع محصلة الإصابات إلى 40 ألفا و481، بينها 19 وفاة، و7 آلاف و893 حالة تعاف.
وفي البحرين، أعلنت وزارة الصحة، في بيان، تسجيل 164 إصابة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 8 آلاف و338.
وقالت الوزارة إن إجمالي الإصابات، بينها 12 وفاة، و4 آلاف و4 حالات تعاف.
وفي لبنان، رصدت وزارة الصحة في بيان، 62 إصابة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى ألف و86.
وأوضحت الوزارة أن محصلة الإصابات بينها 26 وفاة و663 حالة تعاف.
وحتى عصر الجمعة، أصاب كورونا أكثر من 5 ملايين و231 ألفا حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 335 ألفا، وتعافى أكثر من 2 مليون و104 آلاف، وفق موقع "worldometer" المختص برصد ضحايا الفيروس.