مشروع تهويدي لتوسيع نفق باب العمود حتى مشارف الشيخ جراح

الخميس 14 مايو 2020 09:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مشروع تهويدي لتوسيع نفق باب العمود حتى مشارف الشيخ جراح



القدس المحتلة / سما /

 اعترضت الأوقاف الإسلامية في القدس والبطريركية اللاتينية والعديد من تجار حي المصرارة وأصحاب الأراضي في منطقتي المصرارة في القدس الشرقية المحتلة على قرار اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، بعد إيداع مخطط تهويدي يستهدف توسيع نفق المصرارة الذي يسمى نفق "تساهل"، الذي سيتم توسيعه على حساب شريط واسع من الأراضي الفلسطينية شرقاً من موقف السيارات والحافلات باتجاه حي الشيخ جراح، ليبلغ طوله حالياً 800 متر بحجة تخفيف أزمة السير.

وقال خبير الاراضي والاستيطان خليل التفكجي: إن المشروع يبتلع مساحة واسعة من الأراضي الفلسطينية على طول الشارع رقم واحد الذي يفصل القدس الشرقية عن الغربية، وما هو إلا محاولة لتغير وجه المدينة وطابعها ببنية تحتية تخدم حركة تدفق السيارات من القدس الغربية إلى القدس الشرقية والمستوطنات فيها شرقاً، ونحو الشمال، ضمن منظومةٍ من الطرق والبنى التحتية ذات التشعبات الاستيطانية المرتبطة بالقطار والاستيطان ومنطقة E1 .

وأضاف الفكجي: "إن هذا المشروع واسع جداً، ويشمل كل المنطقة الشمالية للبلدة القديمة من باب العمود وشارع نابلس حتى شارع النفق أسفل الجامعة العبرية إلى شمال المدينة شعفاط والعيسوية وشرقاً حتى وادي الجوز، ويلتف إلى الشيخ جراح".

وأكد أن المشروع قديم منذ سنوات، وهو أمام اللجان الخاصة في البلدية عالق بسبب الرؤية وكيفية دفع العديد من المشاريع التهويدية وذر الرماد في العيون لتنفيذ بعض المشاريع التجارية والسياحية والبناء الجزئي للفلسطينيين في القدس.

وأوضح التفكجي أن العملية برمتها جزء من مخطط تغيير الملامح، وتوسيع البنية التحتية في القدس المحتلة، حتى يظهروا للعالم أنهم يستثمرون في القدس الشرقية والغربية، وأن المدينة موحدة، مع أن الفوارق يميزها الأعمى، وصوت الاعتراضات يسمعه الأطرش.

وأشار إلى أن هناك 5 اعتراضات مركزية لهذا المشروع الذي تم إقراره رغم كل الاعتراضات والاحتجاجات من أصحاب الأراضي الفلسطينيين، ولكن السياسة الإسرائيلية لم تتغير، وما زالت تعمل على تكريس وفرض أمر واقع بالقوة وبالهيمنة.

وقال التفكجي: إن المخطط الذي يتحدثون في بلدية الاحتلال عن أنه فرصة وبشرى سارة يقضي ببناء نفق يتفرع عن النفق الحالي في باب العمود، ويوازيه ليمتد على مدى 1300 متر على طول الشارع رقم واحد من جهة الشرق، ويخرج من نقطة موازية للفندق على أراضي الاوقاف الإسلامي في الشيخ جراح.

وأكد أن عمق النفق سيبلغ حتى 24 متراً، ويستوعب حركة سير في مسلك واحد، وباتجاه واحد نحو شمالي المدينة بعرض 11 متراً، وقال: إن توسيع النفق الحالي في باب العمود سيكون على حساب محطة الباصات، وكذلك الموقف الرئيسي والوحيد لسكان البلدة القديمة في المصرارة، إضافةً إلى ابتلاع مساحة واسعة من الأراضي المحاذية لأسوار القدس القديمة قرب دير اللاتين.

وأضاف: "يمتد النفق أسفل ساحة الباصات وموقف السيارات في المصرارة، علماً أن هناك خطة لاحقة لإعادة ترتيب مواقف الباصات والمواصلات الثلاثة لشركة المواصلات الموحدة، وتركيزها في منطقة أُخرى، أي نقل الموقف للمرة الثانية من منطقة باب العمود بحجة تحسين منطقة المصرارة لتكون تجارية وسياحية".

ولفت التفكجي إلى أن المشروع فيه الكثير من التفرعات وتوسيع لكل الشوارع من غرب المدينة باتجاه القدس الشرقية، ويشمل المخطط إعادة توزيع للأشجار الممتدة على طول الطريق وغرس أشجار جديدة على طول مخرج النفق ليتناسب والموقع قرب الفندق والمركز التجاري المنوي إقامته.

وقال المحامي حمزة قطينة، أحد أصحاب الأرض التي يتضمنها المشروع في المصرارة، لـ"القدس": "إن المخطط يستهدف قلب الأرض الخاصة بالعائلة، التي تبلغ مساحتها دونماً ونصف الدونم على الشارع الرئيسي رقم 1، وتحديداً لصالح بناء مخرج طوارئ للنفق الخاص المنوي توسيعه، إضافةً إلى اقتطاع مساحة من الأرض لصالح مرافق للإطفائية".

وأضاف: "قسم التظيم والبناء في بلدية الاحتلال قام بوضع هذه المرافق الخاصة بالنفق في المدخل الوحيد للأرض، وبالتالي تعطيلها والإضرار بها، على الرغم من أن هناك أماكن أُخرى بديلة على طول مسار النفق".

وأوضح قطينة: "لقد قدمنا اعتراضاً للجنتين المحلية واللوائية في البلدية ضد هذه المنشأة وهذا المشروع التدميري، وعُقدت عدة جلسات رفضنا خلالها المشروع، إلا أن اللجنة المحلية أوصت بقبول المخطط كما هو، مع بعض التعديلات البسيطة للمساحات".

وكشف قطينة أن العائلة لديها مشروع تقدمت به للبلدية لبناء فندق ومركز تجاري، وأن إقرار المخطط الإسرائيلي يُعطل هذا المشروع ويضر به.

وأضاف: إن المشروع ما زال في المراحل الأولية، ولكن وجود هذا النفق والمخرج له من وسط أرضنا سيعطل استصدار الرخص وإتمام المشروع الذي نعمل عليه منذ سنوات طويلة.

وأوضح أن الهدف من النفق، كما تزعم بلدية الاحتلال، تخفيف أزمة السير عند مفترق الطرق نهاية شارع المصرارة وشارع الأنبياء من القدس الشرقية باتجاه الشارع رقم 1، حيث تلتقي في ذلك التقاطع مركبات سير كثيفة وكثيرة، إضافة إلى القطار الخفيف، فالمنوي تحويل جزء من حركة السير إلى داخل النفق عبر توسيع النفق الحالي قرب باب العامود ومده إلى مابعد هذه التقاطعات.

ولفت إلى أن هناك الكثير من الملاحظات حول هذا المخطط الذي تم إقراره أمس الأول، وبشكل أساسي أنه يعتمد على اقتطاع ومصادرة أراضي المواطنين الفلسطينين دون غيرهم للمرافق الخاصة بالنفق، وأهمها مثلاً موقف للسيارات في المصرارة الذي يعتبر الموقف الوحيد للبلدة القديمة.

وقال: إن هذا المشروع يحدّ من قدرة المواطنين على الوصول إلى أسواق المصرارة والبلدة القديمة، لأنه يقضي على الهامش والموقف الوحيد والرئيس المتبقي في باب العمود، مشيراً إلى وجود تمييز عنصري من قبل المخططين في البلدية، حيث يقومون باستهداف أراضي المواطنين العرب كخيار أول دائماً لصالح هذه المشاريع، على الرغم من وجود بدائل كثيرة ومتنوعة.